"الست".. معالجة سينمائية تفتح ملفات مجهولة في مسيرة أم كلثوم
يسعى صناع فيلم "الست" المرتقب عرضه التجاري الأول في 10 ديسمبر الحالي إلى تقديم صورة "غير تقليدية" لحياة السيدة أم كلثوم تخالف المستقر والسائد للصورة الذهنية التي سبق وقدمها المسلسل الشهير "أم كلثوم"، إنتاج 1999، بطولة صابرين.
فيلم الست ومسيرة أم كلثوم
وبدا واضحا من خلال البرومو التشويقي للفيلم أنه يستهدف التركيز على انفعالات سيدة الغناء العربي المختلفة ولحظات الغضب والخجل في مواقف عديدة عبر مسيرتها الغنائية التي امتدت لأكثر من نصف قرن.
ويركز الفيلم على مساحات تاريخية غير متداولة على نطاق واسع مثل الصدام بينها وبين بعض مجلس قيادة ثورة 1952 التي أطاحت بالحكم الملكي وكيف تعامل بعض الضباط في المجلس معها بنظرة غير ودية باعتبارها رمزا من "رموز العهد البائد" نتيجة علاقتها المقربة بالملك الذي تمت الإطاحة به وهو فاروق الأول.
ويذكر الباحثون أن الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر هو من تصدى لهذا الاتجاه في موقف لافت قائلا:" إذا كانت أم كلثوم عهدا بائدا، فالنيل والأهرامات وأبو الهول هم أيضا كذلك".
كما يتناول الفيلم قصة الحب التي لم تكتمل بين كوكب الشرق وشريف باشا صبري، خال الملك فاروق، والتي تقول المصادر التاريخية إنه أعجب بها للغاية وكان يفكر في الزواج منها جديا، لكن مشروع الارتباط لم يأخذ مجراه بسبب ما تردد عن أنه أراده زواجا سريا، على الأقل في البداية.
ويأتي الفيلم على خلفية تيار فكري إبداعي يسعى إلى البحث عن "جوانب خفية" و"جدلية" في سير الشخصيات العامة والمشاهير، بهدف تقديم الشخصية بشكل متكامل وعدم الاكتفاء بوجه واحد، طال التركيز عليه طويلًا من جانب المؤرخين ووسائل الإعلام.
وتعد شخصية سيدة الغناء العربي أم كلثوم مثالًا بارزًا في هذا السياق، حيث طالع القراء مؤخرا عددًا من المؤلفات تبرز أبعادًا غير مؤلفة في حياة كوكب الشرق، ومن أبرزها كتب وروايات "حانة الست" و"صاحبة الجلالة أم كلثوم" و"أم كلثوم من الميلاد إلى الأسطورة" و"أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي".