رغم خطر انقراضها.. لحوم الغزلان مطلوبة على موائد العراقيين
تحظى لحوم الغزلان بشعبية على موائد بعض الأسر العراقية، رغم التحذيرات من خطر انقراض هذه الحيوانات، التي تشهد في الوقت الراهن موسمًا للتزاوج.
وباتت تربية الغزلان مألوفة لدى عدد من المزارعين والمهتمين بهذا الحيوان الذي زاد الطلب عليه في السنوات الأخيرة، رغم ارتفاع أسعاره، لا سيما من قبل أصحاب المطاعم لتقديمه للزبائن الذين يستهويهم مذاق لحم هذا الحيوان الذي يُقدّم بطرق مختلفة.
وتتواجد مزارع رعاية الغزلان في عدة مناطق في العراق، ومنها محافظة ديالى، وبعقوبة، والأنبار، والمثنى، والموصل، ومناطق أخرى، ويُعد غزال الريم هو الأشهر في العراق، بالإضافة إلى غزلان "فلودير" المستوردة من أوروبا، وأنواع أخرى.
وتستقطب لحوم هذه الغزلان العديد من العراقيين رغم ارتفاع أسعارها، واعتمدت بعض المطاعم في عدة محافظات تقديم أطباق مختلفة خاصة بلحوم الغزلان ذات المذاق المميز.
وتتنوع طرق طبخ وتقديم لحوم الغزلان منهم من يُقدمها مشوية في الفرن مع الخضار، وبين من يُقدمها مع الأرز وهو طبق عربي تقليدي يوضع لحم الغزال المتبل والمشوي فوق الأرز المزيّن بالمكسرات وبعض الفاكهة، وبين من يطهوها على الحطب، وهو ما يُعرف بالغزال المدخّن على الحطب، ويحتاج وقتًا طويلًا للطهو يتجاوز العشر ساعات.
ويقول سرمد بهنام، المهتم بتربية غزلان "فلودير"، "إن بعض الزبائن يقبلون على هذه الغزلان لمزارعهم، وبعضهم الآخر يُقبل على شرائها للطعام، حيث يصل سعر الكيلو الواحد منها إلى 40 ألف دينار، قرابة (30 دولارًا أمريكيًا)".
ويؤكد بهنام "أن سعر زوج الغزلان الصغيرة ذكر وأنثى 1500 دولار، أما الغزلان الكبيرة فلا تباع عمومًا خلال وقت التزاوج، ويتراوح سعر الأنثى الحامل ما بين 1600 إلى 1700 دولار، وغير الحامل ما بين 1300 و1400 دولار، والذكر ما بين 600 و700 دولار"، وفق حديثه لوسائل إعلام محلية.
وسبق أن أكد رباح المندلاوي، مربي غزلان في قضاء مندلي بمحافظة ديالى، "أن تربية غزال الريم من المهن التي استجدّت في السنوات الأخيرة، ووجود طلب على هذا النوع من الغزلان ساهم في تعزيز الاهتمام بها".
وذكر شريكه سعد عدنان "أن أغلب زبائنهم على مزرعة الغزلان الموجودة بالقرب من الحدود العراقية الإيرانية، من أصحاب المطاعم الراقية، إضافة إلى وجود طلب من قبل أصحاب الحدائق الخاصة والمشاريع الترفيهية في بغداد ومحافظات أخرى".
وأكد مربي غزلان يُدعى "قيس حسن"، أن "عددًا كبيرًا من زبائنه يدفعون أموالًا باهظة مقابل الحصول على لحوم الغزلان، التي بدأت منذ سنوات تشق طريقها في العديد من مطاعم بغداد والمحافظات الأخرى، نتيجة الإقبال عليها كونها تعد من أجود اللحوم، ومضرب الأمثال الشعبية".
ويمتلك العراق عدة محميات طبيعية لرعاية الغزلان، وبينها محمية ساوة في السماوة جنوب البلاد، ومحمية علي الغربي المخصصتان لغزلان الريم، التي يتراوح طولها بين (90-130 سم)، وتتميز برشاقتها وشكلها الجبلي.
وتُعتبر الأشهر الباردة التي تتراوح بين منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، وكانون الثاني/ يناير، في الغالب فترة تزاوج الغزلان في العراق، باختلاف أنواعها، وتستمر فترة الحمل حتى فصل الربيع، وتتأخر في بعض المناطق الحارة حتى فصل الصيف.
ويعزو المختصون تراجع أعداد الغزلان في العراق لعدة أسباب منها "الحروب، والجفاف، والصيد الجائر"، وشهدت الأعوام القليلة الماضية مبادرات من مزارعين لتربية هذا الحيوان بأنواعه المختلفة؛ حفاظًا عليه من الانقراض وللاستفادة منه اقتصاديًا.