السيسي يطرح رؤية مصر الخماسية لتنمية أفريقيا ويؤكد: لا مجال للإجراءات الأحادية في الموارد المائية العابرة للحدود

استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم السبت، الوزراء ورؤساء الوفود الأفريقية المشاركين في المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة روسيا – أفريقيا المنعقد بالقاهرة، حيث استعرض الرئيس رؤية مصر المتكاملة لدفع عجلة التنمية والسلم والأمن في القارة السمراء، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة.

محاور التنمية الخمسة والاستثمارات المصرية 

حدد الرئيس السيسي خمسة محاور أساسية ترتكز عليها الرؤية المصرية لتجاوز تحديات التنمية في أفريقيا، شملت دعم الممرات الاستراتيجية والمناطق اللوجستية، تعزيز التعاون في مجال الطاقة والربط الكهربائي، تحقيق الأمن الغذائي، تنشيط التجارة البينية، بالإضافة إلى التوسع في تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي. وأشار الرئيس إلى أن مصر ترجمت هذه الرؤية إلى واقع ملموس باستثمارات تجاوزت 12 مليار دولار في القارة، ومعدلات تبادل تجاري تخطت 10 مليارات دولار، مع إطلاق وكالة لضمان الصادرات لتعزيز حضور الشركات المصرية في الأسواق الأفريقية.

ثوابت الأمن المائي والتعاون الإقليمي وفي ملف المياه

وجه الرئيس رسالة حاسمة أكد فيها إيمان مصر بالعمل المشترك لتحقيق استفادة عادلة ومنصفة من الموارد المائية العابرة للحدود وفق قواعد القانون الدولي، مشدداً على رفض أي إجراءات أحادية تضر بحقوق دول المصب أو تقوض فرص التعاون. وأوضح أن مصر، بحكم انتمائها لحوض النيل، لم تتوانَ عن دعم الأشقاء في بناء السدود ومشروعات البنية التحتية، انطلاقاً من مبدأ الحق المشترك في التنمية دون إلحاق الضرر بالآخرين.

أمن القرن الأفريقي ومكافحة الإرهاب

 انتقل الرئيس السيسي للحديث عن منطقة القرن الأفريقي، مؤكداً ارتباطها الوثيق بالأمن القومي المصري، ومشدداً على ضرورة استدامة الاستقرار وضمان أمن الملاحة في البحر الأحمر. وفي هذا الصدد، أعلن الرئيس اعتزام مصر المشاركة في بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة في الصومال (أوصوم) وبذل الجهود لتوفير التمويل اللازم لها. كما أكد حرص القاهرة على نقل تجربتها في مكافحة الإرهاب للأشقاء الأفارقة عبر مقاربة شاملة تضم الأبعاد الأمنية والفكرية، بمشاركة فاعلة من الأزهر الشريف ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات.

الدور القيادي وإصلاح المؤسسات الدولية واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد على التزام مصر بمواصلة الدفاع عن المصالح الأفريقية في المحافل الدولية، لا سيما في ملف إصلاح مجلس الأمن الدولي وهياكل التمويل العالمية لتحقيق تمثيل أكثر عدالة للقارة. كما شدد على استمرار الدور المصري القيادي في ملف إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات، ومن خلال رئاسة اللجنة التوجيهية للنيباد، لحشد التمويل اللازم للمشروعات القارية الطموحة التي تلبي تطلعات الشعوب الأفريقية.