صحيفة: نقاش محتدم في الولايات المتحدة حول سبل حماية المدنيين السوريين

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تناقش مسألة نشر قوات عسكرية أمريكية لإنشاء مناطق حظر جوي وملاذات آمنة في سوريا لحماية المدينيين المحاصرين في حربها الأهلية الطاحنة.
وقالت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإليكتروني اليوم الجمعة - إن البيت الأبيض لا يزال متشككا إزاء هذه الفكرة، حيث أن أزمة اللاجئين المتنامية في أوروبا وتدخل روسيا العسكري في سوريا أسفرا عن زيادة الضغوط على أوباما لاتخاذ إجراء أكثر قوة وحزما.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين ، قولهم إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وآخرين أكدوا مساعيهم مجددا - في اجتماع شابه التوتر بالبيت الأبيض الاثنين الماضي - لاستخدام القوة الجوية لحماية السوريين من القتال.
وفي الاجتماع ذاته - الذي ضم وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر - قدم تقرير لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تقديرات واقعية للموارد العسكرية الضخمة اللازمة لفرض مثل هذه المناطق من الحظر الجوي، ممل جعل الكثيرين على طاولة النقاش يتشككون في مدى حكمة اتخاذ مثل هذه الإجراءات، وفقا لما أوردته الصحيفة الأمريكية.
ولفتت إلى أن العمليات العسكرية الروسية في سوريا زادت من خطورة وقوع اشتباكات غير مقصودة بين الطائرات الروسية والأمريكية، في حالة محاولة الأخيرة إغلاق أجزاء معينة من البلاد، ورأت أنه مع ذلك، تؤكد حقيقة مجرد إعادة نظر الإدارة الأمريكية في فكرة تم رفضها سابقا - عقب أسابيع فقط من رفض أوباما لها علنا مجددا - على مدى أهمية أزمة تدفق عشرات الآلاف من السوريين إلى أوروبا هربا من منطقة تجتاحها الحرب، فضلا عن الغارات الجوية الروسية التي تؤجج صراعا متعدد الأطراف، بل وتشير أيضا إلى مدى الإحباط الذي انتاب جزءا من واضعي السياسات الذين يسعون للتوصل إلى استراتيجية يمكن أن تنجح.
كما ذكرت الصحيفة أنه من بين الخيارات المطروحة التي تمت مناقشتها الاثنين الماضي إنشاء مناطق آمنة للمدنيين على الحدود السورية مع تركيا والأردن، حيث قدم المسئولون خيارات مختلفة، من بينها إنشاء مناطق آمنة مخصصة للإغاثة الإنسانية ومقترحات أكثر طموحا من شأنها توفير ملاذا لقوى المعارضة السورية المتحالفة مع الولايات المتحدة .
و يبدو أن تقرير البنتاجون حدد عدد الجنود والطائرات اللازمة، مما أوضح ضرورة أن يكون هناك تصعيد كبير على مستوى القوة الجوية الأمريكية في المنطقة، وفقا لمسئولين وصفوا المداولات الخاصة شرط عدم الكشف عن هويتهم ، وأضاف المسئولون أن التصعيد يتطلب مزيدا من الطائرات والقوات غير تلك التي تنفذ الضربات الجوية ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق.