الإسلام السياسي "عاش الملك.. مات الملك".. قتل السوريين بنيران أمريكا "حلال".. والتدخل الروسي "كفر".. خبراء: الأهداف مشتركة بين الفكر الوهابي وواشنطن.. والسعودية "تابع" وليس حليفًا للغرب

"ازدواجية المعايير" هكذا نعرف وعرفنا عن تيار الإسلام السياسي، فبينما يدعو الشيخ محمد العريفى، إلى الجهاد في سوريا ضد التدخل العسكري الروسي، مؤكدًا أن هناك خطة للتخلص من نظام بشار الأسد، معتبرًا أن الجهاد ضد الروس واجب شرعي، وبينما يدعو التيار الوهابي فى السعودية إلى توحيد الصفوف ضد نظام بشار والجيش الروسى، وطالبت حركة الإخوان المسلمين فى سوريا بالجهاد ضد روسيا، لم نجد أحدا يتحدث عن التدخلات الأمريكية أو التركية فى الأراضى السورية، وبالتزامن أيضًا مع هذه الدعوات نجد أن الدعوة السلفية ترفض التدخل الروسى فى سوريا والعراق بجانب جماعة الإخوان المسلمين أيضًا ولا أحد يتحدث عن أى تدخلات أمريكية سواء فى سوريا او العراق، الأمر الذى يعكس حالة من التناقض الشديد ويثير التساؤل "لماذا تيار الإسلام السياسى فى مصر والحركة الوهابية فى السعودية وبعض الدعاة يأيدون التدخل الأمريكى ويرفضون أى محاولة من الجانب الروسي للقضاء على الجماعات الإرهابية فى سوريا والعراق ومحاولة القضاء على داعش".
"العربية نيوز"
طرحت السؤال على خبراء أمن ومحللين سياسيين فكانت هذه، والذين أكدوا أن الإسلام
السياسي من أبرز حلفاء أمريكا والغرب، وأن أهداف الأمريكان والإسلاميين واحدة وإن
ظهرت مختلفة وهي تدمير الشرق والجيوش العربية.

بداية اعتبر الدكتور أشرف البيومى الكاتب والمحلل السياسى، موقف تيار الإسلام السياسى متناقضا حول القضية السورية، مؤكدًا أنه تعبير عن مدى تناقض صارخ حول تأييد تدخل أمريكى فى سوريا بالتنسيق مع تدخل السعودية فى اليمن، فيما تناقض مع مساعدة الروس للحكومة السورية التى تحارب الارهاب، لافتا إلى أن علاقة تيار الاسلام السياسى بداية بالإخوان المسلمين والسلفيين والحركات الوهابية بالإدارة الامريكية اصبحت مكشوفة بشكل كبير، فالقوى الغربية وأمريكا منذ عقود وهى تحاول ان تفرض هيمنتها على الشرق الاوسط واستدراج تيار الاسلام السياسى لتحقيق اهدافها وهيمنتها فى المنطقة.
وأوضح "البيومى"، في تصريحات لـ"العربية نيوز"، أن شباب الجماعات الاسلامية لا يوافقون على تأييد قادتهم للتوجهات الأمريكية وربما غير مدركين لذلك، لكن القيادات هى المسئولة عن هذا التوجيه وترحب بالعمل تحت القيادة الأمريكية والغربية، وحتى نكون منصفين هناك أحزاب مصرية ترحب أيضًا بالتدخل الأمريكى فى سوريا وترحب بالتعامل مع القوى الغربية.
وأكد الكاتب السياسى، أن السعودية ليس لها موقف مستقل من الأزمة السورية فهى تتبع الإدارة الأمريكية وقبل ذلك كانت تتبع الإدارة البريطانية، فالسعودية ليست حليفًا للغرب ولكنها تابعة لهم وهناك فرق بين الأمرين، وبالتالى عندما يتغير موقف الإدارة الأمريكية بالضرورة سيتغير موقف السعودية تجاة بعض الأزمات فى المنطقة، لافتًا إلى أن هناك احتمالات فى تغيير الموقف الأمريكى من الأزمة السورية، فكلما تقدم الجيش السورى بمساعدة روسيا ضد الإرهابيين سنشهد تراجعًا أمريكيًا وبالتالى تراجع تركى وسعودى وقطرى.

روسيا تفضح أمريكا.. وتنهي
أسطورة "الجيش السورى الحر"
من جانبه
أوضح الدكتور سعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات
السياسية والاستراتيجية، أن التدخل الروسي فضح الولايات المتحدة الأمريكية
وأجنادها والمتعاطفين معها أمثال جماعة الإخوان الإرهابية وتيارات الإسلام
السياسى، ونحن نعلم أن الذى زرع داعش في المنطقة هى أمريكا، وبالتالى هجمات روسيا
على التنظيم الإرهابي بات بمثابة حربًا على أمريكا نفسها، مشيرًا إلى أن واشنطن باتت
أكبر دولة إرهابية فى العالم.
كما شدد
اللاوندي علي أن الطلعات الجوية الروسية فضحت أمريكا وأنهت أسطورة "جيش سورى
حر"، كما كانت تزعم وتروج له امريكا ودول الغرب.
وأوضح
خبير العلاقات الدولية، أن التيار الوهابى وجماعة الإخوان دائمًا ما يقفون مع أمريكا من قديم الأزل وبالتالى فهم لا يؤيدون ضربات روسيا ضد تنظيم داعش وإنما
يأيدون كل ما تقوله الدول الغربية وأمريكا عن ما يحدث فى سوريا، وأشار إلى أن
الموقف السعودى من القضية السورية هو موقف أمريكى محط، ولفت إلى أن ما يحدث فى
سوريا الآن هى حرب باردة بين أمريكا من ناحية وروسيا من ناحية أخرى.

أمريكا
والسلفيون والإخوان لديهم نفس الفكر والأهداف فى المنطقة
فيما قال
الدكتور كمال حبيب الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، إن فكر تيار الإسلام السياسى أقرب إلى الإدارة الأمريكية فهم يريدون التخلص من نظام بشار الأسد، على عكس الموقف
الروسى الذى يدعم بشار ونظامه ويهدف إلى التخلص من المنظمات الإرهابية الموجودة فى
سوريا.
وأضاف
"حبيب" أنه لا أحد يتوقع السيناريو القادم فى سوريا خاصة بعد انتهاء
محادثات فيينا دون الوصول إلى أى أى جديد، فالموقف أصبح معقدًا جدًا، مشيرًا إلى أن
الحل العسكري هو الذي سيسيطر على القضية السورية في الأيام القادمة.
الدعاة يوظفون الفتاوى
لصالح النظام السعودي
فى
السياق ذاته، وصف الشيخ نبيل نعيم مؤسس جماعة الجهاد سابقًا، فتاوى بعض الدعاة فى
السعودية بشأن التوحد ضد التدخل الروسي بأنها فتاوى موظفة سياسيًا فالنظام السعودى
يوجد بينه وبين النظام السورى عداء شديدًا، حيث يتم توظيف الإسلام والفتاوى فى
اتجاة السعودية لكن من الأفضل أن يبتعد رجال الدين عن هذه الصراعات السياسية،
موضحًا أن المجتمع أصبح واعيًا لفكر كل من يستغل الدين ويقحم الإسلام فى الصراعات
السياسية.
وأضاف
أن بعض الدعاة فى السعودية سابقا أيدوا الاستعانة بحافظ الأسد فى تحرير الكويت مع
أنه علوى ويعتبرونه كافرًا، ومن يقود النظام السوري الآن بشار الاسد ابنه ويتبع
نهجه في كل الأمور، كما يمكن للنظام السعودى أن يتصالح مع نظام بشار الاسد فما
موقف هؤلاء الدعاة، لافتًا إلى أن الحرب فشلت على مدار خمس سنوات فى حل الأزمة
السورية ولا يوجد بديل أمام الدول المؤيدة للأسد أو المعارضة له سوى الحلول
السياسية.

