عاجل
الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"أوائل الخريجين" و"حملة الماجستير".. صداع في رأس الحكومة.. وخبراء: المتفوقون ضحايا سياسات الوزارات المتعاقبة.. وتجاهلهم يحولهم لقنابل موقوتة

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه

طه أبوالحسن: الدولة تهدر حقوق المتفوقين علميًا ولا بد من الإصلاح الإدارى داخل أجهزة الدولة 
أحمد عبدالعظيم: أصحاب العقول العلمية يدفعون ثمن أخطاء الحكومات 

يعتبر التضخم الوظيفي وكثرة عدد الموظفين فى الجهاز الإدارى للدولة من أهم المشكلات التي تواجه الحكومة فى الوقت الحالى، حيث تعاني بعض الأجهزة والدوائر من كثرة الموظفين الذين صار عددهم أكثر بكثير من الاحتياج لأداء المهام المطلوبة، حتى وصل عدد الموظفين فى الجهاز الإدارى فى الدولة إلى ما يقرب 6 ملايين موظف، لكن فى الآونة الأخيرة كثرة الوقفات الاحتجاجية لحملة الماجستير والدكتوراة وكذلك أوائل المتفوقين فى الجامعات مطالبين الحكومة بالتعيين فى الجهاز الإدارى بالدولة حتى أصبحوا صداع فى رأس الحكومة فلم يمر أسبوع إلا ووجدنا وقفة احتجاجية لهؤلاء الخريجين مطالبين الحكومة بتعيينهم.

دفعة 2013 من حملة الماجستير أول المتظاهرين
بدأت الاحتجاجات والتظاهرات من حاملى الماجستير والدكتوراة لدفعة 2013 فى عهد الدكتور حازم الببلاوى عندما كان رئيسًا للوزراء، حيث طالبوا بالتعيين فى الجهاز الإدارى للدولة أسوة بزملائهم من دفعة 2002 حتى دفعة 2012 والذى كان صدر قرار من رئيس الوزراء هشام قنديل بتعيينهم فى الحكومة، لكن مطالبهم لم يسمع لها، وتكررت التظاهرات فى بداية عام 2014، ليصل بهم الحال الى التظاهر أمام منزل رئيس الوزراء إبراهيم محلب في حينها، حتى جاء قرار الدكتور جيهان عبد الرحمن، رئيس جهاز للتنظيم والإدارة في حينها، بتعيين 4 آلاف من حملة الماجستير والدكتوراة.

حملة الماجستير عدوى تنتشر بين الدفعات المتعاقبة 
حتى الآن ومنذ تعيين دفعة عام 2013 وحملة الماجستير والدكتوراة لدفعة 2014 و 2015 يطالبون بالتعيين أيضًا رافعين نفس الشعارات، وفى نفس الأماكن حتى أصبحو مصدر قلق وإزعاج للحكومة، فالتعيين هو مطلبهم فمن مجلس الوزراء الى نقابة الصحفيين ونقابة المحامين وميدان التحرير تتجدد دعواتهم للتظاهر، فأثناء تنظيمهم لمظاهرة فى ميدان التحرير قامت قوات الأمن بفض التظاهرة بالقوة وألقت القبض على بعضهم، ليبقى الوضع على ما هو عليه لا تعيين بل اعتقال.

"أوائل الخريجين" وحلم التعيين 
ونظم المئات منأوائل الخريجين مظاهرة أمام نقابة الصحفيين منذ أيام قليلة حاملين لافتات كتب عليها "إحنا أوائل الخريجين من الريس متكرمين فى حفل أوائل الخريجين بنطالب بحقنا فى التعيين" و"إحنا بتوع الخضار" مطالبين أيضًا فى حقهم بالتعيين فى الجهاز الإدارى للدولة، مشددين أنهم لو لم يتم تعيينهم فى الأيام القليلة المقبلة سيكون الرد فى ذكرى 25 يناير.

وقال أحد منسقي حملة أوائل الخريجين: إنهم يطالبون رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل بتعينهم فى الجهاز الإدارى للدولة وإلغاء ما جاء فى قانون الخدمة المدنية وهو أن يكون التعيين بوظائف الدولة عبارة عن مسابقة لأن هذا يهدر قيمة التفوق العلمى. 

مطالب مشروعة 
ويقول أسامة محمود، أحد أوائل الخريجين لعام 2014: إن الدولة أصبحت لا تحترم العقول الشبابية المتفوقة، وأن الحكومة ما زالت تتجاهل مطالب الشباب وحقهم فى الحصول على وظيفة بعد تفوقهم العلمى فنحن نريد معاملة آدمية تحفظ الكرامة وتقدير الذات بإيجاد فرص عمل مناسبة داخل وطننا، مأكدًا أن قرار عدم تعيينهم لن يضيع حقوقهم فقط بل حقوق كل الطلاب الذين يبحثون عن تفوق علمى خلال السنوات المقبلة.

وتمنى محمود أن تتخلص الحكومة من موروثات الأنظمة السابقة التى باتت تخلق حالة من الإحباط والفشل بين الخريجين، فسياسات الحكومة أصبحت تقف بين طموحات وأحلام الشباب وتمنعهم من التقدم فاوائل الخريجين ليسول فشلة بل هم مستقبل الوطن.

وأكد إسماعيل صادق أحد أعضاء حملة الماجستير والدكتوراة، أنه كان يعتقد أن النظام الجديد سيحافظ على حقوق الشباب خاصة أنه جاء بعد ثورتين قامتا بسبب ضياع حقوق المواطنين وكثرة الفساد والإهمال والتهميش، مطالبًا من الحكومة الحالية أن تنظر لهم بنظرة أكثر احترامًا وتقديرًا، لان التهميش يعتبر جرية بكل معاييرها، فلا يعقل أن يكون حال المتفوقين اليوم التظاهر فى كل شوارع مصر من أجل البحث عن وظيفة. 

قنابل موقوتة
وأكد الدكتور طه ابو الحسن أستاذ علم الاجتماع، أن تعنت الدولة ضد هؤلاء الخريجين وعدم المساواه مع أوائل الخريجين او حملة الماجستير من الاعوام السابقة يعد مخالفة للقانون والدستور الذى نص على المساواه والعدالة الاجتماعية، كما أنه يهدر حق طلاب اجتهدوا ليكونوا من اصحاب العلم والمعرفة، فلابد من الدولة أن تكرمهم بدلًا من أن تهدر حقوقهم وتعرضهم للسجن، لافتًا إلى أن لو لم يتم اتخاذ قرار واضح وصريح مع هؤلاء المتفوقون علميا سيتحولون إلى قنابل موقوتة، واجيال محبطة يسيطر عليها اليأس، ولن تكون جزءًا من بناء مستقبل مصر الذى نسعى إليه جميعًا.

وأضاف أستاذ علم الاجتماع، أن أوائل الخريجين والحاصلين على الماجستير والدكتوراة يمثلون أفضل العقول العلمية بين أبناء الوطن فلا بد من وضع سياسات فعالة تستوعب هؤلاء المتفوقين علميًا فالمستقبل لا يبنى إلا بقدرات الشباب أصحاب الأفكار الإبداعية، مشددًا على التوجه إلى الإصلاح الإدارى لحل أجهزة الدولة وتكون إجراءات التعيين والحصول على وظيفة جديدة واضحة للجميع ويتم إعلانها بكل شفافية ومصداقية. 

أخطاء الحكومات المتعاقبة
وأوضح الدكتور أحمد عبدالعظيم الخبير فى مجال الإدارة والتنمية البشرية، أن الجهاز الادارى للدولة لا يمكن أن يتحمل موظفين بهذا الشكل كل عام، مأكدًا أن أحد أسباب الأزمة الحالية هو الاستسهال فى منح شهادات الماجستير والدكتوراة من الجامعات المصرية المختلفة، فلا يوجد ضوابط حقيقية وعلمية للحصول على اى درجة من درجات الدراسات العليا فالجامعات المصرية يوجد بها الآلاف من الأبحاث العلمية التى قام بها الطلاب على مدار عقود بدون الاستفادة منها لأنها لم تقدم أى جديد إلى العلم، فلا بد أن تضيف الدراسات العليا شيء جديد إلى العلن وتستفيد مها الدولة فى المقام الأول ولا يطرق الأمر كما هو عليه الآن.

واعتبر عبدالعظيم أن أوائل الخريجين وحملة الماجستير ضحايا ويدفعون ثمن أخطاء كل الحكومات السابقة، مطالبًا بتغيير السياسات الخاصة بالتوظيف ضمن أجهزة الدولة المختلفة، فالشباب اليوم لم يعد يثق فى كلام وتصريحات الوزراء نظرًا لتهميش الدولة لهم على مدار عقود طويلة.