عاجل
الثلاثاء 09 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

المطارات تحت رحمة الوفود الأمنية الأجنبية.. خبراء أمنيون: اعتداء صارخ على السيادة ويجب إظهار "العين الحمراء".. وآخرون: تعكس ثقتنا في أنفسنا

خبراء أمنيون
خبراء أمنيون

"شحاتة": استمرارها يقلل من شأن مصر وينال من سيادتها

"البدينى": الحكومة تتساهل مع أية دولة تطلب تفتيش المطارات

"البسيونى": الحملات التفتيشية ليست جبرًا وتأتى بموافقة مصرية

"أبوالنجا": المطارات أرض دولية ومن حقهم الاطمئنان


منذ حادثة سقوط الطائرة الروسية المنكوبة بسيناء، وانتشار عمليات التفجير الإرهابية فى الغردقة وشرم الشيخ، ومعظم المطارات الموجودة فى شرم الشيخ والغردقة تخضع لزيارات متواصلة من وفود أمنية قادمة من دول أجنبية عديدة.

وتعد الولايات المتحدة من أبرز الدول التي ترسل وفودًا أمنية، تليها ألمانيا وروسيا وانجلترا، للتأكد من الحالة الامنية فى مصر بوجه عام تمهيدًا لاستئناف الرحلات الجوية التى توقفت فى وقت سابق. 

في أوائل الشهر الماضي، استقبل مطار شرم الشيخ الدولى وفد أمنى من ايطاليا وآخر من روسيا، أثناء تفقدهم للإجراءات الأمنية بالمطار، كما وصل أيضًا وفد أمنى قادم من المملكة المتحدة إلى مطار شرم الشيخ فى زيارة رسمية لتفقد الأوضاع والحالة الأمنية بالمطار.

وفى منتصف شهر يناير شهد مطار القاهرة الدولى لجنة تفتيش من الولايات المتحدة الأمريكية لتفقد الإجراءات الأمنية المتبعة داخل صالات السفر والوصول بمطار القاهرة، كما تفقد الوفد الأمنى قرية البضائع خاصة على الرحلات المتجهة إلى نيويورك وواشنطن.

كما يستعد مطار شرم الشيخ الدولى لاستقبال وفد أمنى بريطانى على أعلى مستوى لتفقد الحالة الأمنية بالمطار والتأكد من الإجراءات المتبعة في تأمين المطار، واستيفاء كافة الاشتراطات المطلوبة لاستئناف حركة الطيران لمدينة السلام. 

"العربية نيوز" يطرح السؤال، فهل تنتقص الوفود الأمنية الاجنبية من السيادة المصرية، وهل يشكك فى قدرة الأجهزة الأمنية على السيطرة وإحكام الأمن على المطارات والموانى أم أن هذه الوفود تأتى للتأكد من أن المطارات تتمتع بحالة جيدة من الاستقرار والأمن وتطمان رعايها فقط.

انتقاص من السيادة المصرية 
في البداية، أكد اللواء عبدالسلام شحاتة الخبير الأمنى، أن استمرار قدوم هذه الوفود الأمنية إلى المطارات المصرية ينتقص من السيادة المصرية، فلا يوجد أى دولة فى العالم تستقبل الوفود الأمنية بهذه الطريقة للتفتيش على الأمن فى المطارات وتقييم الحالة الأمنية فى مصر بوجه عام.

وأشار إلى أن الوفود الأمنية يمكن أن تضغط على الحكومة كما أنها تستهدف إضعاف الأمن المصرى لقبول وجود شركات أمنية خارجية خاصة فى أمن المطارات، من أجل إعادة السياحة مرة أخرى، فهذا انتقاص مهين من السيادة المصرية كما أن هذة الوفود لا تضيف شيئًا إلى الأمن المصرى ولم نستفيد منها أى شيء.

وأشار الخبير الأمنى إلى أن الوفود الأمنية يتم استخدامها لإضعاف مصر ومحاولة فرض قرارات ومشاريع على السياسة المصرية بطريقة إجبارية فهم يعرفون أن السياحة أمر مهم جدًا للدخل المصرى، لافتًا إلى أن السياحة المصرية على مدار الأربع سنوات الماضية لم تتاثر بالأعمال الإرهابية فقط بل العامل الأساسى لضعف السياحة هو سوء الإدارة المسئولة عن الملف السياحى، وليس خوف الوفود الأجنبية وهذا ما تخفية القيادة المصرية وما تدعية دائمًا.

إظهار العين الحمراء
وأوضح اللواء عبداللطيف البدينى الخبير الأمنى ومساعد وزير الداخلية السابق، أن كثرة الوفود الأمنية ربما تنتقص من السيادة المصرية، لافتًا إلى أن المطارات المصرية بها كفاءات أمنية على أعلى مستوى، كما أنه لا يوجد أى خطة أمنية بلا ثغرات أو أخطاء، مشددًا على عدم التساهل مع اى دولة تطلب إرسال وفود امنية لتفتيش المطارات المصرية، مضيفًا أننا يجب أن نظهر لهم العين العمراء، بحسب تعبيره.

وأضاف "البدينى" أن المطارات المصرية تدار بكفاءة عالية وأفضل من أمكان كثيرة فى العالم لكن هذه الأماكن لا تعامل مثل المطارات المصرية، لافتًَا إلى أن هذا نوع من محاولات فرض الوصاية وتحجيم دور مصر فى المنطقة.

المطارات أرض دولية 
بينما قال اللواء نبيل أبوالنجا، الخبير العسكرى،: إن الوفود الأمنية لا يمكن أن تضر بالسيادة المصرية فالمطارات تعتبر أرض دولية ولا تتبع دولة على وجه الخصوص ومن حق أى دول أن تطمأن على الحالة الأمنية بة ومن حق مصر أيضًا أن ترسل أى وفد أمنى إلى لندن أو نيويورك أو أى مطار فى العالم من أجل التأكد من الحالة الأمنية فهذا حق مشروع لأى دولة ولا يحسب تعدى على السيادة.

وأضاف أبوالنجا أن مثل هذه الأمور لا يمكن أن تؤخذ بعصبية أو بفهم خاطئ، فهذا حق مشروع لكل الدول، لافتًا إلى أن مهمة تأمين المطارات المصرية ليس من اختصاص تلك الوفود الأجنبية، ومن المرجح أن يكون هناك شركات استشارية لمراجعة عمليات التأمين فى جميع مطارات الجمهورية وإبداء الملاحظات إن وجدت خلال الفترة المقبلة. 

لا تعتدى على السيادة المصرية 
وفى السياق ذاته أكد اللواء مجدى البسيونى مساعد وزير الداخلية السابق، أن حملات التفتيش الأجنبية التى تأتى إلى المطارات تكون بسماح القيادة المصرية، مضيفًا أن القيادة ترفض إجبارها على أى شيء مثل ذلك، فعلى العكس فإن السماح للوفود الأمنية تؤكد قوة الحالة الأمنية فى المطارات وتصدير رسالة إجابية الى الدول الغربية بأن مصر على أعلى قدر من الكفاءة الأمنية، لافتًا إلى أن حملات التفتيش الأمنية تأتى فى المقام الأول لطمأنة رعايا الدول الأجنبية وتأكد للعالم أن مصر بلد أمنة وأن المنافذ والمطارات مؤمنة بشكل كبير وكافٍ لعودة الرحلات مرة أخرى. 

واعتبر البسيونى أن الوفود الأمنية لا تنتقص من السيادة المصرية ما دامت الدول الأوروبية لم تفرض نفسها علينا، فيمكن للقيادة المصرية أن ترفض ذلك لكن هذا الرفض ليس من مصلحتنا، فالوفود الأمنية لو أكدت أن الوضع الأمنى جيد سينعكس على عودة الاستثمار والرحلات الجوية مرة أخرى إذن نحن المستفدون من ذلك.