رئيس جامعة القاهرة لـ"العربية نيوز": دعوات التظاهر في 25 يناير "فيسبوكية فاشلة".. الانتخابات أفرزت برلمانًا يدعم الحكومة.. والكلام عن تعديل الدستور "عبث"

- أرفض منع الأساتذة من الظهور في وسائل الإعلام.. ولم أتلقَ إخطارًا رسميًا فى هذا الشأن
- ننتظر نتيجة التحقيقات فى وفاة «طالبة الآداب».. ومن لديه معلومات لصالح القضية فليتقدم بها
- جامعة القاهرة من العام المقبل «بلا ملازم».. والتعليم في مصر يواجه أوضاعًا «بائسة»
- «الزوايا» كانت تنشر سمومًا وأفكارًا مغلوطة.. وتهدف لخلق جيل متطرف
- «النقاب» عادة وليس عبادة.. وقرار حظره في قاعات التدريس يخدم العملية التعليمية
قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن "دعوات التظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير دعوات «فيسبوكية فاشلة»، لن تؤتى ثمارها، نظرًا لتفهم الشعب وجود مخططات تسعى إلى هدم الأمن القومي".

أقول لهم جامعة القاهرة اتخذت قرارًا شجاعًا لصالح العملية التعليمية، وليس كيدًا فى أحد، ولا توجد أى خصومة بين الجامعة وأى عضو لديها.
لا.. لم أتعد على الحريات فأنا رجل قانون أعلم جيدًا الحقوق والواجبات، ولم أحجر على أحد، ساحة القضاء واسعة ومن يريد أن يقاضينى فليفعل، لم أتخد أى قرار فردي، وإنما درست قراري واستمعت إلى جميع الأطراف من أساتذة قانون، وعلماء نفس وتخاطب، وأجمعوا جميعًا على منع النقاب.
فى الحقيقة ما كان يحدث داخل المساجد هو ما كان مخالفًا للشريعة، فالعاملون بالجامعة كلهم حريصون على احترام الدين ولا يمكن لنا أن نبيعه بدنيانا.
الزوايا كانت تمثل منبتًا لأفكار ومعتقدات تخالف تعاليم الإسلام، وكانت عبارة عن أماكن لتجمعات فئوية تنشر سمومًا وأفكارًا مغلوطة تهدف إلى خلق جيل متطرف، وكان لابد من هدمها.
فوجئت أنه فى مبنى واحد بالمدينة الجامعية تقام 3 جماعات مختلفة للصلاة فيما يعرف بالزوايا، وكل مجموعة تروج بأفكارها للطلاب، فى حين أن المسجد الرئيسى بالمدينة الذى يستوعب أكثر من 3 آلاف طالب لا يدخله أحد.
- ما سبب انهيار منظومة التعليم فى مصر؟
التعليم يواجه أوضاعًا بائسة منذ عشرات السنين، تمثلت فى ضعف الميزانية المخصصة لها، وغياب الإبداع فى الأبحاث العلمية، نظرًا لضعف تمويل الباحث، وارتفاع تكلفة الكتب والمراجع.
- هل تتخذ الجامعة خطوات إيجابية لإصلاح منظومة التعليم؟
بالفعل جامعة القاهرة بدأت بقوة لمواجهة أزمات التعليم، وأعتقد أننا أصدرنا قرارًا إيجابيًا يهدف لخدمة العملية التعليمية، وهو قرار منع تدريس الملازم بالجامعة، كما تعد جامعة القاهرة هى الوحيدة التى تملك بنية تكنولوجية تخدم 600 ألف طالب وطالبة، ويكفى فخرًا لجامعة القاهرة أنها لم تذكر فى جهاز رقابى إلى الآن.
- لكن قرار منع التدريس بالملازم داخل الجامعة أمر يصعب تحقيقه؟
بالفعل نحن لا نملك الحق فى منع مكتبات "بين السرايات"، من بيع الملازم والكتب الخارجية، فهى خارجة عن سلطتنا، لوجود أجهزة أخرى تستطيع مواجهة أصحاب المكتبات، لكننا نسعى إلى إشباع الطالب علميًا من داخل كتاب الجامعة لعدم اهتمامه بالكتب الخارجية.
- وكيف يحدث ذلك؟
جامعة القاهرة ألزمت أعضاء هيئات التدريس بمختلف الكليات، ضرورة تعريف الطلاب بكيفية الاستفادة والتعلم من الكتاب الجامعى، والعمل على شرح كافة الأبواب والموضوعات المقررة فى شكل علمى واضح يمكن الطالب من فهم المعلومة دون الاعتماد على شراء الملازم الخارجية.
- لماذا أصدرتم هذا القرار؟
التدريس بالملازم مسألة بالغة الخطورة؛ لأنها تجرف عقل الطالب وتختزل المناهج بصورة غير طبيعية، لذلك أعلن مجلس الجامعة العام الماضى عدم بيع الملازم داخل الجامعة وإلزام المكتبات التى تقوم ببيع الملازم داخل الجامعة بوضع سعر رمزى تحدده الجامعة للملزمة؛ ليتمكن الطلاب من شرائها بعيدًا عن الاستغلال.
- وهل هناك وقائع بها استغلال للطالب؟
نعم، فى كلية الآثار أربعة أساتذة خالفوا القرار، وقاموا بإعداد مذكرات والتعاقد مع مكتبات خارجية، بالرغم من تعاقد الجامعة مع بعض المكتبات داخل الحرم، وأحد الأساتذة، أعد ملزمة تتكون من 58 صفحة مقابل 45 جنيهًا قبل شهر من بدء الامتحان، ومع قرب الامتحان بحوالى أسبوع قال إنها بها أخطاء، وتم تغييرها وتحديد سعر آخر، وأستاذة أخرى قامت بالتحكم فى سعر ملزمة، حيث وصلت إلى 118 جنيهًا، وهو مادفع مجلس الجامعة لإصدار قرار بمنع التدريس بالملازم.
- ومتى تعلن جامعة القاهرة عن انتهائها فعليًا من التدريس بالملازم؟
جامعة القاهرة العام المقبل ستكون "بلا ملازم"، وسيوضح للجميع أنها جامعة مؤسسات تعتمد على إمكانياتها والكتب التى أقرت داخل مجلس الجامعة.
- ما تفسيرك لقلق الطالب وخوفه من الامتحان؟
الشعور بالخوف دائمًا يكون ناتج عن إقبال الفرد على شيء معين، قلق الطالب وخوفه من صعوبة الامتحان أمر طبيعى لن ينتهى من المؤسسات التعليمية؛ لأنه بدون خوف لن يقبل على التعلم.

نعم هناك طالب مجتهد يعى تمامًا معنى النجاح، ويحرص على تحصيل الدرجات ليصل إلى مكانة معينة، لايمكن له أن يتراجع عنها مهما كلفته حياته، وقد يؤثر ذلك القلق على حياته.
- فى رأيك.. هل ترى أن وفاة طالبة الآداب داخل اللجنة بعد سحب ورقة إجابتها ناتج عن هذا الخوف؟
تلقيت خبرًا بوفاة طالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب داخل لجنة الامتحان، بعد قيام رئيس لجان الدور بنقلها من مكانها إلى مكان آخر، بعد أن رن تليفونها أثناء الامتحان، وهو ما أدى إلى إصابتها بحالة عصبية أودت بحياتها.
- البعض أدان المراقب وحمله مسئولية الوفاة كيف ترى ذلك؟
لا أستطيع أن أصدر حكمًا إلا بعد الانتهاء من التحقيقات كما ذكرت، إلا إننا نستقبل شهادات الطلاب، ونقوم بدعوة أى طالب يمكن أن يدلى بمعلومات لصالح القضية، ونقوم بعرضها على لجنة مشكلة من رئيس قسم القلب ورئيس قسم الحالات الحرجة والباطنة، لتقييم الشهادات، وإبداء تصورات حول الواقعة.
- هل التحقيقات إدارية فقط؟
لا نحن نحقق داخليًا، وقمنا بإبلاغ النيابة العامة للتحقيق بنفسها فى الواقعة.
- وجهت اتهامات إلى الجامعة بالتقصير تمثلت فى تأخر وصول سيارة الإسعاف ما تفسيرك لذلك؟
هذا أمر عارٍ تمامًا عن الصحة، والجامعة لديها ما يثبت عدم تأخر السيارة.
- كيف استقبلتم خبر وفاة طالبة داخل لجنة امتحان؟
الموت يأتى على أى حال، لأنه إرادة الله، لكن كلية الآداب لم تتأخر فبادرت بتوفير سيارة إسعاف، وتم نقل الطالبة ميادة محمد الداخلى إلى مستشفى الطلبة، إلا إنها لفظت أنفاسها الأخيرة قبل دخول المستشفى.
- كيف تعاملتم مع وقفات زملاء الطالبة احتجاجًا على وفاتها؟
فى الحقيقة الطلاب نظموا وقفات احتجاجية أمام كلية الآداب، لم يصدر عنهم أى أعمال عنف أو شغب داخل الحرم الجامعى، بل كانت وقفة حداد صامته حزنًا على وفاة الطالبة.
- كيف تتعامل الجامعة مع الطلاب المشاغبين؟
الشغب فى الجامعة انتهى تمامًا، بعد التخلص من طلاب الإخوان من الجامعة، فلن ولم يستطع أى طالب إخوانى أن يحدث بلبلة فى الحرم الجامعى.
- كيف تواجه جامعة القاهرة أساليب التطرف داخلها؟
نحن مهمومون بحل إشكالية التطرف فى الجامعة، فالأمر أكبر من طلاب الإخوان، الذين انتهوا جميعًا من جامعة القاهرة؛ لأن تأثيرهم لا يتجاوز أكثر من لقطة إعلامية سرعان ما تنتهى.

- وما ردود أفعال أولياء أمور الطلاب المفصولين حول هذا القرار؟
حقيقةً
رحب الجميع بمبادرة الجامعة بالتصالح، واصفين رئيسها بالوطنى المحب للطلاب، لكنى أشترط ضرورة اعتذار الطالب قبل إعادة قيده بالكلية.
- ما موقف
جامعة القاهرة عن ما تردد حول حظر الأساتذة من الظهور الإعلامى؟
جامعة
القاهرة لن تصدر قرارًا مثل هذا ولن تطبقه بداخلها؛ لأن حق التعبير عن الرأى حق
يكفله القانون والدستور، ولا يستطيع أحد أن يحجر على رأى أحد.
- ترددت
أنباء عن نية وزير التعليم العالى بحظر ظهور الأساتذة؟
لم
نتلق أى إخطار رسمى أو اتصال هاتفى من أى جهة سيادية، ولا من وزير التعليم العالى
الدكتور أشرف الشيحى، حول هذه الواقعة، وأود أن أوضح أننى ضد حظر الأساتذة من
الظهور الإعلامى.
- حدثنا عن
خطة تأمين الجامعة فى ذكرى ثورة 25 يناير؟
لا
يشغلنا التأمين، فالجامعة مؤمنة على أعلى مستوى لوجود شركة أمن خاصة تتولى عملية
التأمين، بجانب بعض قوات الأمن من وزارة الداخلية، ولكن فى الحقيقة لانخشى 25
يناير، ولن نزيد فى أعداد الحراسة والتأمين؛ لأنها ستمر بخير دون أى عنف، ولا داعى
لإعطاء الموقف أكبر من حجمه فدعوات النزول للتظاهر لن تفلح.
- كيف ترى
دعوات التظاهر فى ذكرى 25 يناير؟
هذا
عبث، ولا يستطيع أصحابها أن يحركوا "جناح بعوضة"، ولعل أعظم إنجازات الرئيس
استعادة الدولة المصرية، فنحن الآن فى دولة مصرية قوية لن يسمح الشعب المصرى لأحد
أن يعبث بأمنها واستقرارها، وسننفذ القانون على الجميع دون استثناء، فلا أحد
يجبرنا على مخالفته.
ودعوات التظاهر فى يناير دعوات "فيسبوكية فاشلة"، لن تؤتى ثمارها، والشعب سيقف لها بالمرصاد، وعلى جميع المؤسسات أن تنتبه.
- كيف ترى
البرلمان؟
الانتخابات
أفرزت برلمانًا سوف يدعم دور الحكومة، كما هو الحال بكل برلمانات العالم، فيجب على
البرلمان أن يشرع القوانين التى تحتاجها مصر الفترة المقبلة والتنسيق مع الحكومة
فى تحقيق الصالح العام لخدمة مصر، بعد استكمال خارطة الطريق.
- هل تتفق
مع الدعوات التى تطالب بتعديل مواد الدستور؟
الحديث
عن تعديل مواد الدستور الآن عبث لا يليق، فكل نص دستورى يمكن تعديله بالطريقة التى
نص عليها الدستور، لكننا الآن أمام دستور لم يطبق بعد، وقد أكد الرئيس عبدالفتاح
السيسى، أنه لا نية لديه لتعديل الدستور.