الصين تدعو الحكومة والمعارضة السورية للتوصل لنتائج مثمرة في محادثات السلام

دعت الصين اليوم الخميس الأطراف المشاركة في محادثات السلام السورية إلى إظهار حسن النوايا واتخاذ إجراءات لبناء الثقة ومقابلة بعضهم البعض في منتصف الطريق للوصول إلى نتائج مثمرة وذلك بعد يوم واحد من إعلان المبعوث الأممي لسوريا استيفان دي ميستورا تعليق المحادثات بشكل مؤقت حتى 25 فبراير الجاري.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ في تصريح صحفي انه على الحكومة والمعارضة السورية أن يتعاونا اكثر مع جهود الوساطة، داعيا جميع الأطراف ذات الصلة لبذل الجهد المشترك وانتهاز فرصة الزخم الموجود حاليا لدفع العملية السياسية إلى الأمام والتوصل إلى نتائج إيجابية في أقرب وقت ممكن.
وقال إن الصين تعتبر عودة طرفي النزاع إلى طاولة المفاوضات في جنيف بعد سنتين من توقف المحادثات هو بداية جيدة ولكنها مجرد خطوة أولى لتسوية القضية السورية المعقدة ولإيجاد حل للازمة التي ظلت تتفاقم طوال السنوات الماضية.
وأشار لو إلى أن الجميع يدرك أن عملية المفاوضات لن تكون سهلة ولكن وكما ظلت الصين تؤكد دائما فإن المفاوضات هي السبيل الوحيد والمخرج الذي لا يوجد عنه بديل لحل الأزمة السورية.
كانت الصين رحبت يوم الاثنين ببدء الجولة الجديدة من مباحثات السلام بين الحكومة والمعارضة السورية في جنيف، داعية الجانبين إلى اتخاذ إجراءات فعالة لبناء الثقة المتبادلة عن طريق رفع الحصار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين.
كما قال المتحدث باسم الخارجية الصينية إنه على الطرفين أن يبذلا ما يستطيعانه من الجهد لإنجاح هذه الجولة الجديدة التي يدل عقدها على رغبة المجتمع الدولي في الدفع بتسوية سياسية للازمة السورية.
وقال إن المفاوضات قد تكون طويلة وشاقة إلا أنها هي السبيل الوحيد لحل القضية السورية، معربا عن أمله في أن يتخلص الجانبين من أى شروط مسبقة وان يركزوا جهدهم على السعي لما فيه خير بلدهم وشعبهم.
وأكد أن الدول الكبرى واللاعبين الإقليميين سيقومون بالمساعدة في المفاوضات، مشددا على حرص الصين على مواصلة العمل جنبا إلى جنب مع المجتمع الدولي لتعزيز الحوار للتوصل إلى تسوية سياسية.
كانت الصين جددت تعهداتها في منتصف الشهر الماضي بمواصلة القيام بدور بناء لتسهيل محادثات السلام السورية، داعية جميع الأطراف ذات الصلة إلى دعم جهود الوساطة التي يقوم بها المبعوث الخاص بالأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا للدفع بتقدم المحادثات.
كما أكدت التزامها، خلال زيارة كان يقوم بها وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية برئاسة زعيم الائتلاف خالد خوجة إلى بكين، ببذل ما تستطيعه من جهود للتواصل مع أطراف الصراع في سوريا لخلق الظروف المواتية لإيجاد تسوية مبكرة للقضية السورية عبر السبل السياسية.
وقد التقى وزير الخارجية الصيني وانج يي مع الوفد كما كان التقى من قبل في 24 ديسمبر الماضي بوزير الخارجية السوري وليد المعلم حيث أكد لكلا الجانبين أن هناك حاجة ماسة للدفع بتسوية سياسية للقضية السورية ، مشددا على ضرورة احترام ثلاثة مبادئ أساسية : أولا الحفاظ على الالتزام التام بالسعي لحل سياسي وثانيا أن يكون للشعب السوري حقه في تقرير مصير ومستقبل بلاده بنفسه وثالثا أن تكون أى جهود مرتبطة بالعملية السلمية والتسوية في إطار الأمم المتحدة .
وقال انه الآن ومع وجود توجه لدى المجتمع الدولي لتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب فإن هناك فرصة جديدة وهامة متاحة لنجاح العملية السلمية السياسية في سوريا كما أوضح أن الدور الصيني يركز على هدف تحقيق السلام وتعزيز الحوار لان الصين تؤمن دائما أن مفاوضات السلام والحلول السياسية هي الخيار الصحيح والمخرج من الأزمة وهى الخيار الذي سيخدم المصالح الأساسية لسوريا والذي سيكون في صالحها وصالح شعبها على المدى البعيد.
وقال كذلك إن الصين تعتقد أن المجتمع الدولي عليه أن يوجه اهتماما اكبر للتعامل مع القضايا التي يعتبرها السوريون ذات أولوية بالنسبة لهم وهى وقف الحرب وإعادة السلام وتمكين المواطنين السوريين من العودة إلى حياة آمنة ومستقرة.