بين "تطوير المصري" أو "النقل" من التجربة الأوروبية.. انقسام في ورش تطوير مناهج التعليم.. و"استقلال المعلمين": "الترقيع مرفوض"

بعد أن انطلقت الورش التحضيرية لتطوير مناهج العلوم والرياضيات بالتربية والتعليم، استعدادًا لطرح المناهج الجديدة من خلال إعداد لجنة قومية لتطوير وتحديث المناهج بالاستعانة بتجارب الدول الأوروبية في هذا الشأن، وقع خلاف بين المشاركين في الورش بسبب رغبة البعض في الاستشهاد بتجارب الدول الأوروبية، ورغبة البعض الآخر لإعادة صياغة المناهج المصرية فقط.
انقسام داخل الورش
من جانبه قال محمد زهران، مؤسس تيار استقلال المعلمين، إن هناك اختلافًا بين حضور ورش عمل تطوير مناهج الرياضيات والعلوم فهناك مجموعة تتبنى اتجاه الاختيار من المناهج الأجنبية للدول المتقدمة في مادتي العلوم والرياضيات، والاتجاه الآخر يمثله مركز تطوير المناهج الذي يتبنى اتجاه تطوير أو تعديل أو ترميم المناهج القائمة، وليس مع ترجمة مناهج دول أخرى حتى لو كانت هي الأولى عالميًا، وإلا لو صحت هذه الفكرة، فمن باب أولى أن يتبنى فريق كرة القدم المصري المدرسة البرازيلية أو الإسبانية أو الإنجليزية في التدريب أو نُحضر مدربًا من هذه الدول المتقدمة كرويًا ويصبح الفريق الوطني المصري هو الأول في تصنيف الفيفا.
استعانة بدول أجنبية
وأشار مؤسس تيار استقلال المعلمين، في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز"، إلى أن مصر استعانت بالفعل بمدربين من هذه الدول، لكن ظل الوضع كما هو عليه، وحقق المنتخب المصري لكرة القدم أفضل نتائجه مع المدرب الوطني المصري، لأن الكرة ليست مدربًا فقط، فهناك الملعب والأدوات، والتغذية، والرعاية الصحية، والثقافة، والتمويلات والفكر، وبالمثل نفس الأمر بالنسبة للتعليم، "فهل ستنقلون منهج سنغافورة فقط؟، فطالما ستعتمدون منهج سنغافورة مثلًا فالمفروض أن يكون معه ميزانية سنغافوررة للتعليم، ومدارس ومعامل وملاعب وأدوات وتكنولوجيا، وثقافة سنغافورة، وطالب، ومعلم، واقتصاد، وحرية وديمقراطية سنغافورة، أما ما عدا ذلك فهو ترجمة لنسخة رديئة من قصة قديمة نلجأ إليها كلما أعلنا عن تطوير التعليم".
"الترقيع" مرفوض
وأضاف "زهران" أن تطوير مناهج العربية والتعليم لا يكون بالتركيز على الرياضيات والعلوم فقط، فالتطوير يجب أن يكون كليًا، لأن الرياضيات والعلوم تحتاج إلى النهوض باللغة، لأن اللغة هي وعاء للفكر، وأنه يجب الاهتمام بالتاريخ والجغرافيا والدين والأخلاق والعلوم الإنسانية، أما الاتجاه الذي يتبناه مركز تطوير المناهج ، هو التعديل والترقيع والإصلاح للمنهج القائم.
تطوير شامل للتعليم
وتابع " علينا أن نعقد مؤتمرًا لتطوير التعليم يشمل محاور العملية التعليمية كلها وعلى رأسها منهج وطالب ومؤسسة تعليمية، والتعليم لن يتطور ولن ينهض إلا بأيدي وعقول مصرية، ويجب علينا أن ننتقي الخبراء والمعلمين والأكاديميين الذين يعملون في الميدان، لكن للأسف كلما قررت وزارة التربية والتعليم الشروع في تطوير التعليم، تلجأ للحرس القديم الذين خرَّبوا التعليم، وأصبحنا بسببهم أضحوكة العالم، فإذا كانت وزارة التربية والتعليم جادة في التطوير عليها أن تعلن عن مؤتمر لتطوير منظومة التعليم بعد شهرين على الأقل، وتعلن عن محاور هذا المؤتمر، ويتقدم الخبراء والمعلمون والمهتمون بالتعليم بأوراق عمل وأبحاث لتطوير المنظومة التعليمية بالكامل".