استمرارًا لمسلسل الفساد فى وزارة الصحة.. عاوز «تعمى» روح مستشفى «رمد طنطا»

الغلابة فى مصر لا مكان لهم.. يتم دهسهم بالأحذية.. حياتهم رخيصة عند المسئولين.. لا أحد يرحمهم.. كثير منهم يدفع حياته ثمنًا لعلاج فاسد فى مستشفيات الحكومة التى أصبحت "سلخانة" لتعذيب الفقراء.. وآخر هذه الانتهاكات الإنسانية ما حدث مع مرضى مستشفى الرمد بطنطا، وإصابتهم بالعمى بعد قيام الأطباء بحقنهم بمادة منتهية الصلاحية داخل العين.

وقرّر رئيس نيابة أول طنطا التحفظ على عيّنة من الحقن التى تم استخدامها فى حقن عدد من المرضى بمستشفى الرمد وتسببت فى إصابتهن بضعف فى الإبصار، وإرسال هذه العينة لمعامل وزارة الصحة لبيان مدى سلامتها من عدمه، واستدعاء الحالات المُصابة لأخذ أقوالهم وكذلك مدير المستشفى واستشارى العيون وعدد من المسئولين بالمستشفى لأخذ أقوالهم فيما نسب إليهم من اتهامات.

من جانبه قرّر اللواء أحمد ضيف، محافظ الغربية، إيقاف مدير مستشفى رمد طنطا، واستشارى العيون بالمستشفى والمسئولين عن دخول عقار "ايفستين" بالحقن للمستشفى وغير المصرح به من وزارة الصحة للمستشفى، وكذلك إيقاف الطبيب الذى قام بحقن هذا العقار للحالات الأربعة المصابة والشاكية وإحالتهم جميعًا للتحقيق وتشكيل لجنة من أساتذة العيون بجامعة عين شمس لفحص الحالات المُصابة وإعداد تقرير حول الواقعة.

كما تم تكليف مدير إدارة المستشفيات بالمحافظة للانتقال لحصر حقن العقار التى تم توريدها من إحدى الشركات والتى تم استخدامها فى هذه العمليات وتسمى حقن "ايفستين" والمُتبقى منها حيث إن العقار لم يحصل على تصريح من منظمة الصحة العالمية، وتحرّر محضر بالواقعة، وجار سؤال الحالات المُصابة والطبيب المعالج والعرض على النيابة العامة كما تم إخطار الدكتور وزير الصحة بتفاصيل الواقعة وما تم اتخاذه من إجراءات بشأنها.

من جانبه أصدر الدكتور أمجد عبد الرؤوف، عميد كلية الطب، والدكتور هشام توفيق، المشرف العام على المستشفيات الجامعية بجامعة طنطا، بيانًا، أكد من خلاله أن مستشفيات الجامعة استقبلت 3 حالات رمد مُصابة بمُضاعفات حادة ومُحوّلة إليها من مستشفى رمد التابعة لمديرية الصحة، وبتوقيع الكشف الطبى عليها تبين وجود التهابات شديدة بالجسم الزجاجى للعين نتيجة الحقن الذى تم لها خارج المستشفى الجامعي، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط العين، والعين لا تتحرّك وبها جحوظ.. وتم التعامل السريع مع الحالات وتبين أن إحدى الحالات مُتأخرة، والثانية متوسطة الاستجابة، والثالثة استجابتها للعلاج جيدة.

وقال البيان إنه تتم متابعة الحالات إكلينيكياً بمعرفة الدكتور عادل سليمة، رئيس قسم الرمد بالجامعة، وعدد من أعضاء هيئة التدريس بالقسم، وتم عمل الإجراءات الطبية الطارئة وتلقى هذه الحالات عناية خاصة لتلافى آثار الضرر ومنع انتشار المُضاعفات والتعامل معها أولاً بأول.

وأكد مصدر طبى بمستشفى جامعة طنطا لـ "العربية"، أن تشخيص حالة ضحايا العقار غير المصرّح به، أصاب المرضى بـ"عتامة" فى العين وانفصال الشبكية ويستحيل معها الإبصار مرة أخرى، بسبب الحقن بمادة ممنوعة تسببت لهم فى التهابات شديدة بالعين.