كاتب بريطاني: سوريا تأمل في دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ
وصف الكاتب البريطاني جدعون راخمان الموقف في سوريا بمصارع للغرق في بحر من الرعب على نحو يتطلع معه إلى أي قشة يتشبث بها للنجاة.
وقال ، في تعليق نشرته "الـفاينانشيال تايمز"، إن هذه القشة ربما تتمثل في الأخبار التي تفيد اتفاق قوى عالمية على مسار لإعلان وقف إطلاق النار، في غضون أيام ..مؤكدًا الترحيب بأي مقترح من شأنه إيقاف سيّال الدماء.
لكنه سرعان ما استدرك قائلاً: "إن ثمة معطيات غير خافية على الأرض تبعث على التشكك، بدءًا من تفاصيل الاتفاق، وانتهاء بسجلّ أطرافه، وعلى رأسهم الروس".
ولفت إلى أن هناك العديد من الشروط المحتاجة إلى التنفيذ قبل وقف إطلاق الرصاص؛ وأن احتمالية تعذّر تنفيذ بعض تلك الشروط من شأنها أن تفتح ثغرة كبرى لروسيا تبرر عبرها استمرار حملة قصْفها لـمدينة حلب وضواحيها.
وقال راخمان إن "سِجلّ روسيا لسوء الحظ يشير بتفوقها في استدراج الغرب إلى مضمار المفاوضات، كغطاء تكمل من تحته حملتها العسكرية".
وأكد أن العديد من المراقبين الغربيين، ومن بينهم دبلوماسيون كبار، توصلوا على مدار الشهرين الماضيين إلى استنتاج أن الولايات المتحدة قد تمّ "التلاعب" بها على أيدي الروس.. المسألة إذن هي أن "موسكو تقف على عزوف الرئيس أوباما بشدة عن المزيد من التدخل الأمريكي في الصراع؛ ومن هذا المنطلق يقترح الروس على الأمريكيين بديلاً واضحًا متمثلاً في مسار لمحادثات سلام تدعمه الأمم المتحدة؛ على أن موسكو تعلم جيدًا أن هذه المحادثات لن تتقدم قيد خطوة واحدة، وهذا هو المطلوب بعينه؛ بحيث تستمر رحى الحرب في الدوران وتستمر معها القوات النظامية السورية ، مدعومة بالطيران الروسي ، في إحراز تقدم على أرض المعركة.
واختتم راخمان قائلاً إنه "يبدو ممكنًا تمامًا أن عملية وقف إطلاق النار لن تحظى نهائيًا بالتطبيق على الأرض، وأن الهجمات على مدينة حلب مستمرة."
