وزير التموين الأسبق: المشهد في مصر يكشف عن افتقادنا لثقافة التسامح
قال الدكتور جودة عبدالخالق وزير التموين الأسبق، والمفكر الاقتصادي، إن المشهد السياسي في مصر يكشف عن افتقادنا لثقافة التسامح، وهو ما اتضح في أزمة الزند.
وأكد خلال حواره للحياة اليوم، مع الإعلامية لبنى عسل، أن الأهم حاليًا أن ننصرف للعمل بكل جد واجتهاد نظرًا لأننا نواجه كثيرًا من التحديات وأصبحنا في ذيل الدول والمجتمعات مع التحلي بروح الإنتاج والتسامح. مضيفًا "الحكومة الحالية "صعبانة عليا" لأنها تواجه تحديات ضخمة، وإنها كالأوركسترا التي تعزف بدون مايسترو."
وتابع: "المضي قدمًا في إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة مجازفة لا ضرورة لها، ونفتقد لمشروع قومي حقيقي مثل السد العالي، فضلا عن غياب الظهير الشعبي والمجتمعي يجعل تنفيذ المشروعات القومية الضخمة صعبًا".
وأكد أنه يحب إعادة النظرف أو تأجيل بعض المشروعات القومية ومنها العاصمة الإدارية.
وأكد جودة عبدالخالق، أن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، يحتاج لدراسة جدوى وظهير مجتمعي وشعبي يسانده. مشيرًا إلى أنه لأجل إجراء مدينة جديدة لها قوة جذب يجب أن تبعد عن العاصمة بحوالي 200 كيلو، وإنما موقع العاصمة الجديدة يبعد فقط 70 كيلو، وبالتالي ستندمج ضمن القاهرة الكبرى وستزيد من مشاكلها.
وأضاف أن مصر عاشت لأكثر منذ 30 سنة "حكم مبارك" تجريف للاقتصاد والسياسة، أما أيام عبدالناصر تم تنفيذ مشروعات قومية وإنشاء صناعة وتأميم الحياة السياسية ومازلنا ندفع الفاتورة خاصة فيما يتعلق بتجريف الممارسات السياسية.
وحول قرار البنك المركزي بإلغاء الحد الأقصى للإيداع والسحب بالدولار، وصف جودة عبدالخالق بأنه علاج بمنطق فرق المطافئ التي تقوم بتخفيض درجة الحرارة وإنما المهم البحث عن الحل الجذري للمشكلة من أساسها ويجب إحداث توازن بين العرض الكلي والطلب الكلي على الدولار.
وأكد أن الاقتصاد العالمي يعاني من حالة كساد والكل يترقب ما يحدث في الصين..
وفيما يتعلق بمشروع المليون ونصف مليون فدان، قال الدكتور جودة عبدالخالق إنه سيعتمد على المياه الجوفية ويجب دراسته جيدا خاصة من مدى وفرة مخزون المياه لمدة 100 سنة على الأقل.
وفي سياق آخر، أوضح نقل الخبرات الأجنبية في تحقيق التنمية يجب أن يكون بتعقل لأن لكل بلد طبيعته وظروفه، وحذر من التصور بأن حل مشاكل الداخل يأتي من الخارج.. مشيرا إلى أن زيارات الرئيس السيسي لها نتائج إيجابية لكنها لا تكفي لحل المشاكل الداخلية وفيما يتعلق بالتعديلات التشريعية في قانون الاستثمار بها بعض بنود تضر بالأمن القومي.. مؤكدا أن جذب الاستثمارات الخارجية لا يأتي بمجرد إصدار قانون جديد للاستثمار.
وأشار وزير التموين الأسبق جودة عبدالخالق، إلى أننا نحتاج لإصلاح الجهاز الإداري للدولة، قبل إصدار قانون يجذب الاستثمارات الخارجية. مضيفا: "طالبت بإصلاح الجهاز الإداري للدولة عندما كنت وزيرا وقلت إنه "مخوخ".
وحول قانون الخدمة المدنية، قال جودة عبدالخالق إن القانون يمس قطاعات كبيرة من المجتمع وعلى الحكومة عمل حوار مجتمعي حوله، موضحا أن القانون يمنح سلطة للرئيس كبيرة جدا على مرؤوسيه.. مشيرا إلى أن الحكومة لم تتواصل مجتمعيا بشكل كافي حول القانون، كما أن مجموعات المصالح موجودة في كل الدول وعلى الحكومة أن تحقق التوازن لمصلحة المواطن.
وأكد جودة عبدالخالق، أنه ليس من المصلحة استنزاف القوات المسلحة في تنفيذ المشروعات القومية.
