بالصور.. قرى البحيرة المنسية.. أهالي "وادي النطرون" يعانون من اختلاط المياه بالصرف.. "الفشل الكلوي" يسري كـ"النار في الهشيم".. وتحليل العينات يؤكد وجود مواد مشعة و"يورانيوم" بـ"أبوالمطامير"

يحلم المواطن البحراوي بكوب ماء نظيف ومتوفر له ومطابق لمواصفات الصحة، ويطمح بأن يكون الماء خاليًا من الملوثات والأضرار المختلفة.
فمحافظة البحيرة تفتقر إلى عدم وجود شبكة قوية من البنية الأساسية وضعف الخدمات، ورغم التقدم التكنولوجي والعلمي إلا أن معظم مدن محافظة البحيرة لا زالت فى طي النسيان وخارج حسابات المسئولين الذين يعدون مرارًا وتكرارًا بانتشاله من ثالوث الخطر ومن براثين الجهل والمرض والفقر وأثبتت الأيام عكس ذلك فقد زادت معدلات الفقر وظهرت العديد من الأمراض ولم تختف الأمية وسيطر الجهل على كثير من أرجائها.

الحرمان من المياه
كثير من القرى والنجوع والعزب بالبحيرة محرومة من مياه الشرب، وقرى تعاني من عدم توفرها وانقطاعها فى كثيرًا من الأحيان، وأخرى تعاني من وجود ملوثات بها، من المستحيل خصرها.. فالبحيرة تشتكي معظم قراها من انقطاع المياه بينما يشتكي الجزء الآخر من وجود ملوثات به، فلا يخلو مركز من وجود قرية أو عزبة أو نجع يعاني من مشكلات بمياه الشرب أو حرمان توافرها طوال ساعات اليوم، رغم تصريحات شركة مياه الشرب والصرف الصحي أن كل شيء على ما يرام.
وتقدير عدد المناطق المحرومة والتى تعاني وجود مشكلات قد يختلف عن الواقع كثيرًا حيث إن تقدير شركة مياه الشرب يستند على بعض الاعتبارات كوقوع تلك المباني داخل الحيز العمراني من عدمه، فقد شهدت الأراضى الزراعية عقب ثورة 25 يناير وسوء الوضع الأمني حالة من الزخف عليها ونمت العديد من الوحدات العمرانية فى كثير منها واعتبرتها المحافظة وشركة المياه مخالفين وتم رفض توصيل المياه إليها، كما تخرج القرى التى قد تحرم أغلب ساعات اليوم من وصول المياه إليها من هذا التقدير، كما أن مفهوم الحرمان ذاته يختلف تعريفه بين شركة مياه الشرب والمواطن.
ورصد "العربية نيوز" عدة قرى تعاني من حرمانها من الماء بشكل كامل وأخرى بشكل مؤقت ودوري وثالثة تعاني من وجود ملوثات بالمياه.

وادي النطرون
يقطن مدينة وادى النطرون، ما يقرب من 40 ألف نسمة، وتتبع المدينة عددا من القرى والنجوع والتى تعاني من العديد من المشاكل، ويعيش الأهالى فيها على الزراعة ويفتقدون لمياه الشرب النظيفة فيلجأون إلى الطلمبات الحبشية داخل بيوتهم والتى قد تكلفهم ما يقرب من ثلاثة آلاف جنيه للطلمبة الواحدة.
والتقى "العربية نيوز" أهالى المدينة وفوجئوا بإصابة مئات المواطنين بالفشل الكلوي نتيجة المياه الملوثة- وفقا لما ذكره الأهالى-.
وفي هذا السياق، قال سامى أحمد، عامل وأحد الأهالى، إنه أصيب بالفشل الكلوي نتيجة المياه الملوثة وأنه أحد الضحايا الذين يعانون من نتائج عدم صلاحية مياه الشرب بعد إصابته بالعديد من الأمراض والتى لا يتحمل دفع تكاليف العلاج منها نظرًا لحالة الفقر المدقع التى يعيش فيها الأهالى.
وأكد حسنى أحمد، موظف، أن هناك حالات عديدة تعاني من الفشل الكلوي والإصابة بالعديد من الأمراض نتيجة تلوث المياه وقدم الأهالى استغاثات كثيرة للمسئولين دون مجيب قائلًا "ودن من طين والتانية من عجين".

أبو المطامير
ويعيش في مدينة أبو المطامير، حيث ما يقرب من 35 ألف نسمة تقريبا، ويمثلون 6.5 ألف أسرة تقريبًا، "العربية نيوز" واصل رحلته وألتق أهالى المدينة والقرى المجاورة لها.
وقال شحاتة إبراهيم، أحد المواطنين، "إن المياه التى تصل إلى القرية ملوثة وغير صالحة للاستخدام الآدمي، والأهالى لا يملكون المال لشراء أدوات ووسائل تنقية لفلترة المياه المعدنية"، مضيفا: "الناس تجيب من فين، ده فى أسر فى القرى هنا بتكمل عشاها نوم، المياه الملوثة حتى مش بتوصل لهم".
وأكد محمد سعيد، أحد أهالي قرية المحمودية، أن مسئولي المحافظة لم يحركوا ساكنًا وكأن صحة المواطنين لا قيمة لها، فمياه الشرب، في مدينة المحمودية، تعاني من اختلاطها بمياه الصرف الصحي، وبها ميكروبات وشوائب ولها رائحة ولون غامق وممتلئة بالأتربة والقاذورات.
وأضاف أن المياه لونها سوداء ورائحتها كريهة، وتصيب الأهالي بالفشل الكلوي وفيروس "سي"، مشيرا إلى أن كثير من الشركات والمصانع تلقى بصرفها في نهر النيل مباشرة.
ومن جانبهم قام عدد من الأهالي بإجراء تحاليل لعينات من مياه الشرب واتضح أنها ملوثة وبها مواد مشعة كاليورانيوم.
وطالب الأهالى المسئولين بالنظر إليهم وتحقيق أبسط وسائل المعيشة للمواطن وهى المياه النظيفة.


