"الدفاع عن الصحابة والتصدي للإساءة لهم" موضوع خطبة الجمعة بالغربية

قال إمام وخطيب مسجد التوبة بمدينة طنطا، إن الإسلام ذلك الدين القويم الذي ارتضاه الله جل وعلا لعباده قد اختار له نبيا كريما وداعيا حكيما ومبلغا أمينا ألا وهو رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - فبلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده؛ حتى أتاه اليقين، فما ترك خيرا إلا دل الأمة عليه، ولا شرا إلا حذرها منه؛ وإن الله - جل وعلا - اختار لهذا النبي الكريم أنصارًا عدولًا، وصحابة كراما، عزروه وأيدوه - عليه الصلاة والسلام - وبذلوا مهجهم وأنفاسهم وأموالهم في سبيل نصرته ونصرة دينه - صلى الله عليه وسلم - ففازوا بكل فضيلة إلى رضوان الله، ذاكرًا قوله تعالى: "وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ".
وأضاف الخطيب، أن الصحابة رأس الأولياء وصفوة الأتقياء، قدوة المؤمنين وأسوة المسلمين، جمعوا بين العلم بما جاء به رسول الله وبين الجهاد بين يديه، شرفهم الله بمشاهدة خاتم أنبيائه وصحبته في السراء والضراء وبذلهم أنفسهم وأموالهم في الجهاد في سبيل الله، حتى صاروا خيرة الخيرة وأفضل القرون.
وأكد خطيب المسجد أنه منّ الواجب علينا أن نحفظ لهؤلاء الأخيار قدرهم، ونعرف لهم مكانتهم؛ متسائلًا كيف يحبهم رسول الله ولا نحبهم وكيف يقدرهم رسول الله ولا نقدرهم ؛ إن حب الصحابة علامة للإيمان وبغضهم علامة للنفاق، لافتًا إلى أن الصحابة هم منارات لنا، وهم القدوة بحق، فوجب أن نقتدي بهم ونتدبر أحوالهم حتى نعيش الإيمانيات التي كانوا يعيشونها، وحتى نصل إلى درجة من درجات بلغوها فان كان قد فاتنا شرف صحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم، مطالبًا بضرورة التصدي للهجمة الإعلامية المغرضة على الصحابة التي تدار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الفضائية، حفاظًا على ثوابت الدين، فالصحابة هم الذين علمونا سنة النبي وبلغوا القرآن الكريم من بعده، ووجب علينا الدفاع عن أي إساءة مغرضة توجّه لأي منهم.