كاتب بريطاني: الضعف الأمني في بلجيكا يمثل تهديدًا فعليًا على بريطانيا

كتب محرر الدفاع في صحيفة (التليجراف) البريطانية كون كوغلين، أن هجمات بروكسل كشفت عجزًا خطيرًا في أجهزة الاستخبارات الأوروبية، وتساءل : "كيف يمكن لأي شخص أن يقول إن بريطانيا أكثر أمانا في الاتحاد الأوروبي؟"
واستهل كوغلين مقاله بالصحيفة، اليوم السبت، قائلا "كلما علِمنا أكثر عن مدى عجز سلطات الأمن البلجيكية في التعامل مع إرهابيي داعش، تكشّف لنا الجدل القائل بأن استمرار عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي يجعل البلاد أكثر أمانًا للعيش فيه."
ونقل كوغلين عن وزيرة الداخلية تيريزا ماي، ومفوّض شرطة العاصمة السير برنارد هوجان هاوي قولهما - إن أمن المملكة المتحدة قد يتعرض للخطر إذا ما اختار البريطانيون مغادرة الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو. وقال كوغلين إنه حريص أن يفهم كيف يبرر كل من ماي وهوجان قولهما هذا، في ضوء الفشل الكارثي الذي مُنيت به أجهزة الاستخبارات البلجيكية في هجمات الأسبوع الماضي الكارثية على عاصمة البلاد.
وانتقد كوغلين عدم استجابة أجهزة الاستخبارات البلجيكية لتحذيرات مفادها أن إرهابيا داعشيا كان يعيش على أراضيها، موضحًا أن الحكومة البلجيكية، التي هي إحدى أكثر حكومات الاتحاد الأوروبي دفاعا عن الكيان، لم تمرر المعلومات التي تضمنتها التحذيرات إلى الحلفاء الرئيسيين أمثال بريطانيا.
وقال الكاتب إنه "لا ينبغي الاندهاش من وقوع أخطاء مذهلة تمخضت عن هجمات بروكسل، وأنه إذا كانت السلطات البلجيكية غير مستعدة للتعامل بجدية مع تحذيرات كتلك، فماذا يمكن أن نتوقع؟" مؤكدًا "لو كانت السلطات البلجيكية أخذت التحذيرات على محمل الجد بخصوص الإرهابي والجنائي إبراهيم البكراوي، لكان من الممكن تفادي وقوع الهجمات، لكن حال عجز السلطات البلجيكية وتقاعسها عن اتخاذ اللازم دون ذلك."
ورأى صاحب المقال أن "البلجيكيين هم المعنيون بتقرير ما يرونه من تطويرات في أجهزتهم الاستخباراتية، لكن ما تعود به تلك التطويرات من النفع على حلفاء الاتحاد الأوروبي أمثال بريطانيا، هو شيء يجب على لندن أخذه بعين الاعتبار، بينما ننظر في مسألة الخروج أم البقاء في الاتحاد الأوروبي."
وأكد كوغلين أن تفجيرات بروكسل تُظهر على نحو واضح أن فشل بعض أجهزة الاستخبارات في الاتحاد الأوروبي يمثل تهديدا لأمن بريطانيا؛ وعليه، فإن أي قرار بشأن مستقبل المملكة في الاتحاد الأوروبي يحتاج أن يراعى عند اتخاذه هذا الأمر بوضوح، بدلا من التركيز على قصص التخويف التي يسوقها مَن يجدر بهم أن يعلموا أنه بدون تعاون بين دول الاتحاد الأوروبي، أمثال بلجيكا، فإن أمن بريطانيا قد يتعرض للخطر.