عاجل
السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

حساسية الصدر عند الأطفال.. السعال وأزيز الصدر وكرشة النفس أبرز الأعراض.. والوراثة السبب.. والعلاج يحتاج سنوات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"حساسية الصدر عند الأطفال" غالبًا ما تظهر في سن الخامسة من عمر الأطفال، وتكون مصحوبة بنوبات من التضيق والتهيج في القصبات الهوائية، ما يؤدي إلى شعور الطفل بضيق النفس والسعال، وأحيانَا مصحوب بصفير في الصدر، وزيادة المفرزات القصبية، وهو الأمر الذي يعاني منه ثلث أطفال العالم العربي.

وأكدت الأبحاث أن نسبة 50 إلى 80% من مرضى حساسية صدر الأطفال يعانون من الكحة والالتهاب المزمن في الشعب الهوائية قبل بلوغ عمر خمس سنوات وغالبًا ما يكون السبب فيها العامل الوراثي، إلا وأنه يوجد أيضًا عوامل آخرى تتسبب في وجود الحساسية عند الصدر بخلاف العامل الوراثي وهي كثرة تعرض الطفل للتدخين أو التلوث.

وفي الوطن العربي يعاني الكثير من حساسية الصدر، حيث تصل نسبتهم إلى 32% وذلك بسبب الإهمال في علاجها، ويتسبب ذلك في التهاب مزمن في الشعب الهوائية ما يضطرهم ذلك للعلاج منها في أقسام الطؤارى بالمستشفيات.

كما أن هناك ما يدعي بـ "الربو الكاذب" وهو الأمر الذي عادة ما يحدث للأطفال، لكن نادرًا أن يستمر مع الطفل لأن الشعب الهوائية تنمو مع نموه، ما يجعلها قادرة على مواجهة المرض لذا يتحسن الطفل تدريجيًا وتختفي أعراضه، لذا يجب على مريض الربو الشعبي أو حساسية الصدر بالابتعاد عن الأشياء التي تهيج هذا الاستعداد الذي يظل كامنًا حتى يأتي ما يهيجه.

أعراض المرض

من ضمن الأعراض التي تظهر على الطفل خلال هذه المرحلة هي "السعال وأزيز في الصدر وكذلك كرشة نفس، بإلاضافة إلى الشعور بالتعب والإرهاق من أي مجهود وزيادة معدل التنفس"، كما تزداد هذه الأعراض غالبًا في أوقات الشتاء والربيع.

كيفية العدوى

العامل الوراثي هو أهم المسببات الرئيسية لحساسية الصدر عند الأطفال، كما أنه غالبًا لا يظهر على الأب، والأمر لذا يجب الكشف الدوري لمعرفة أسباب الإصابة لتجنبها، أما عن العوامل الآخرى فمن أهم المسببات هو التلوث حيث إن الدراسات أثبتت أن التلوث في مصر خاصة تسبب في نسبة إصابة وصلت لـ 20% من الأطفال، والتي أصبحت ثالث أكثر مدن العالم تلوثًا.

كما أنه يجب على الأم أن تتعامل بإيجابية مع المرض حيال طفلها، وأن تتبع إرشادات الطبيب، لأنه يجب عليها أن تتعايش مع المرض للقضاء عليه تمامًا حتي يستطع الطفل أن يعيش ويمارس حياته الطبيعية.

كما أنه من الأخطاء الدراجة التي تحدث عادة هي قيام الآباء بعد إصابة الطفل بالحساسية، بأنه يتم أبعاده عن أي رياضة يمارسها حتى لا يصاب بالإجهاد إلا وأنه من الأخطاء الجسيمة حيث يجب ألا يعامل الطفل على أنه مختلف، كما أن من أهم أهداف العلاج فهو القضاء على شكوى الطفل من الأعراض الليلية وألا يستيقظ ليلا بكحة شديدة.

طرق الوقاية

إذا كان المريض يتعرض دائمًا لرائحة التدخين لذا يجب إبعاده عن جميع الأماكن التي يوجد بها دخان سجائر، وكذلك يجب عليه الابتعاد عن التعرض لدخان الأخشاب وزيوت الطهى والروائح والعطور القوية، وكذلك البخور والمواد الطيارة المستخدمة في أعمال النظافة المنزلية.

كما يجب عليه تجنب التعرض للغازات والايروسولات الغازية مثل ثاني أكسيد النيتروجين والإيروسولات الحمضية، وكذلك تجنب الأتربة والعث المنزلي خصوصًا في الأماكن ذات الرطوبة المرتفعة.

وأيضًا الاهتمام بالعناية بأكياس المخدات والمراتب وغسلها مرة أسبوعيًا، وهو ما يتم أيضًا في العناية بالسجاد والأرضيات وتنظيفها وكذلك لعب الأطفال، والابتعاد عن تربية الحيوانات الأليفة خلال هذه الفترة، والقضاء بأى شكل عن وجود البعوض والحشرات في المكان الموجود فيه الطفل المصاب، وتنظيف مرشحات التكييف الموجودة بغرفة الطفل.

أما عن العلاج فيتم عن طريق اتباع إرشادات الطبيب، ويجب على المريض أن يتم علاجه بعيدًا عن استخدام الكورتيزون واستخدام البخاخات بدلًا عنه والأدوية المهدئة للحساسية، إلا وأن هناك حالات تحتاج لجرعات من "الكروتيزون" لمدة بسيطة.

أسباب جديدة

تؤكد عدد من الدراسات الجديدة أن مواليد العمليات القيصرية أكثر عرضة للإصابة بأمراض حساسية الصدر بالمقارنة مع غيرهم من أطفال الولادات الطبيعية، حيث إن بعض البكتريا المعوية تكون نشطة أكثر عند الولادة القيصرية لدى الأطفال والذين يتعرضون كثيرًا أثناء الولادة بفقد أنواع البكتريا الوقائية، إلا وأن الدراسة التي أجرها العلماء بمركز الأبحاث التابع لجامعة "ألبرت" الكندية، تؤكد بأن الرضاعة الطبيعية من شأنها أن تمنع الطفل العناصر الغذائية اللازمة لتقوية الجهاز المناعي لديه، نظرًا لأن العمليات القيصرية قد ساهمت كثيرًا في إنقاذ حياة العديد من الأمهات.

أما عن الأسباب التي أكتشف مؤخرًا والتي تعرض الطفل للإصابة بالمرض، هو تعرض الأطفال لمادة "بيسفينول" والتي تستخدم في تصنيع المواد البلاستيكية والأغلفة البلاستيكية المبطنة لأوعية الأطعمة؛ مما ترفع فرص إصابتهم بمرض الربو أو حساسية الصدر.

من جانبه قال الدكتور عاطف دنيا، أستاذ طب الأطفال جامعة الأزهر، إن حساسية الصدر عند الأطفال من الأمراض الخطيرة ومن ضمن الأعراض التي تظهر على الطفل خلال هذه المرحلة هي "السعال وأزيز في الصدر، وكذلك كرشة نفس بالإضافة إلى الشعور بالتعب والإرهاق من أي مجهود وزيادة معدل التنفس".

وأضاف أستاذ طب الاطفال أن أعراض حساسية الصدر عند الأطفال تتشابه دائمًا مع أعراض الأزمة الشعبية والالتهاب الفيروسي، وفي هذه الحالة يفرق الطبيب المعالج للطفل ما بين الأمراض الثلاثة من خلال التاريخ المرضي للحالة، وتكرار الأعراض لفترة طويلة، وإذا تعذر عليه التحديد يطلب الطبيب من الطفل إجراء تحاليل للأجسام المضادة وأشعة على الصدر.

وأضاف الدكتور عاطف دنيا، أن أسباب حساسية الصدر عن الأطفال في بعض الأحيان تأتي من العامل الوراثي أو التعرض لتغيرات الجو الفيروسية بالنسبة للأطفال، ولفت إلى أن الوقاية تعد خيرًا من العلاج في هذا المرض بالتحديد، مؤكدًا أنه ينبغي على المريض أن يعيش يومه بشكل طبيعي جدًا دون أي مشكلات.