عاجل
الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"المرض المزمن" وباء العصر.. أطباء: مصر تحتل المركز التاسع عالميًا بنحو 7 ملايين ونصف مصاب بـ"السكر".. نظرة حول أسباب الإصابة به وطرق العلاج والوقاية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يعاني الملايين حول العالم من الإصابة بمرض السكر أو المرض المزمن كما يطلق عليه البعض، وقسمت منظمة الصحة العالمية السكر لثلاثة أنواع، النمط الأول سكري، النمط الثاني سكري الحوامل.

نرصد في هذا الموضوع كل ما يتعلق بمرض السكر المزمن بداية من أسباب الإصابة به ووصولا بأعراضه وطرق العلاج حتى نصائح الأطباء لكيفية التعايش معه.

معلومات عن مرض السكر
في البداية يطلق على مرض السكر، السُّكَّري أو الداء السكري أو المرض السكري أو مرض السكر أو البوال السكري.

يعرف السكر بأنه هو عبارة عن متلازمة تتصف باضطراب الاستقلاب وارتفاع شاذ في تركيز سكر الدم الناجم عن عوز هرمون الأنسولين أو انخفاض حساسية الأنسجة للأنسولين أو كلا الأمرين، ويؤدي السكري إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة المبكرة، إلا أن مريض السكري يمكنه أن يتخذ خطوات معينة للسيطرة على المرض وخفض خطر حدوث المضاعفات.

ويعاني المصابون بالسكري من مشاكل تحويل الغذاء إلى طاقة استقلاب التمثيل الغذائي، فبعد تناول وجبة الطعام يتم تفكيك النشويات فيه إلى سكر يدعى الجلوكوز ينقله الدم إلى جميع خلايا الجسم للاستفادة منه، وتحتاج أغلب خلايا الجسم إلى الأنسولين، ليسمح بدخول الجلوكوز من الوسط بين الخلايا إلى داخل الخلايا.

للسكر ثلاثة أنواع
تقسم منظمة الصحة العالمية السكري إلى ثلاثة أنماط رئيسية، وهي: سكري النمط الأول، وسكري النمط الثاني، وسكري الحوامل، وكل نمط له أسباب وأماكن انتشار في العالم، ولكن تتشابه كل أنماط السكري في أن سببها هو عدم إنتاج كمية كافية من هرمون الأنسولين من قبل خلايا "بيتا" في البنكرياس، ولكن أسباب عجز هذه الخلايا عن ذلك تختلف باختلاف النمط، فسبب عجز خلايا "بيتا" عن إفراز الأنسولين الكافي في النمط الأول يرجع إلى تدمير "مناعي ذاتي" لهذه الخلايا في البنكرياس، بينما يرجع هذا السبب في النمط الثاني إلى وجود مقاومة الأنسولين في الأنسجة التي يؤثر فيها أي من هذه الأنسجة التي لا تستجيب لمفعول الأنسولين، مما يؤدي إلى الحاجة لكميات مرتفعة فوق المستوى الطبيعي للأنسولين، فتظهر أعراض السكري عندما تعجز خلايا "بيتا" عن تلبية هذه الحاجة.

أما سكري الحوامل فهو مماثل للنمط الثاني من حيث إن سببه أيضًا يتضمن مقاومة الأنسولين، لأن الهرمونات التي تُفرز أثناء الحمل يمكن أن تسبب مقاومة الأنسولين عند النساء المؤهلات وراثيًا.

وجدت دراسة أجريت في الولايات المتحدة في عام 2008، أن العديد من النساء الأمريكيات يعانين من السكري أثناء الحمل. بينما تُشفى الأم الحامل بمجرد وضع الطفل في النمط الثالث، إلا أن النمطين الأول والثاني يلازمان المريض، كما أمكن علاج جميع أنماط السكري منذ أن أصبح الأنسولين متاحًا طبيًا عام 1921.

ويُعالج النمط الأول – الذي فيه لا يفرز البنكرياس الأنسولين، مباشرة عن طريق حقن الأنسولين، بالإضافة إلى ضبط نمط الحياة والقوت. 

ويمكن علاج النمط الثاني بالمزج بين القوت "ضبط التغذية" وتناول الحبوب والحقن، وفي بعض الأحيان الحقن بالأنسولين.

أسباب تسمية السكر
يُعرف النمطان الرئيسيان المسببان لمرض السكري بالنمط الأول والنمط الثاني.

وقد حل مصطلح النمط الأول من السكري محل العديد من المصطلحات السابقة، مثل سكري الأطفال أو السكري المعتمد على الأنسولين، وبالمثل حل مصطلح النمط الثاني محل مصطلحات مثل سكري البالغين أو السكري المرتبط بالبدانة أو السكري غير معتمد على الأنسولين، وبخلاف هذين النمطين لا يوجد نظام تسمية قياسية متفق عليه لبقية الأنواع، فمثلًا تسمي بعض الجهات النمط الثالث من السكري بسكري الحوامل، وكذلك يوجد نمط آخر يُسمى سكري النمط الأول المقاوم للأنسولين أو السكري المُضاعف، وهو في الواقع تطور للنمط الثاني من السكري، فأصبح المريض بحاجة لحقن الأنسولين.

ويوجد نمط يُسمى سكري البالغين الذي تسببه مناعة ذاتية كامنة أو النمط واحد ونصف، ويوجد أيضًا سكري النضوج الذي يصيب المريض قبل بلوغه سن 30، وهو عبارة عن مجموعة من الاضطرابات الجينية الفردية مصحوبة بسوابق عائلية قوية في الإصابة بمرض النمط الثاني من السكري.

أسباب الإصابة بمرض السكر المزمن
إن الأنسولين الذي ينتج هو الهرمون الأساسي الذي ينظم نقل الجلوكوز من الدم إلى معظم خلايا الجسم خصوصًا الخلايا العضلية والخلايا الدهنية ولكن لا ينقله إلى خلايا الجهاز العصبي المركزي، لذلك يؤدي نقص الأنسولين أو عدم استجابة الجسم له إلى أي نمط من أنماط السكري.

وتتحول معظم الكربوهيدرات في الطعام إلى جلوكوز أحادي خلال ساعات قليلة، وهذا الجلوكوز الأحادي هو الكربوهيدرات الرئيسية في الدم التي يُستخدم كوقود في الخلايا. ويُفرز الأنسولين في الدم بواسطة خلايا "بيتا" في جزر لانجرهانس بالبنكرياس، كرد فعل على ارتفاع مستويات جلوكوز الدم بعد الأكل، ويستخدم الأنسولين حوالي ثلثي خلايا الجسم لامتصاص الجلوكوز من الدم أو لاستخدامه كوقود، للقيام بعمليات تحويلية تحتاجها الخلية لإنتاج جزيئات أخرى أو للتخزين، وكذلك فإن الإنسولين هو المؤشر الرئيسي لتحويل الجلوكوز إلى جليكوجين لتخزينه في داخل الكبد أو الخلايا العضلية. ويؤدي انخفاض مستويات الجلوكوز إلى تقليل إفراز الإنسولين من الخلايا بيتا وإلى التحويل العكسي إلى الجليكوجين الذي يعمل في الاتجاه المعاكس للأنسولين وبذلك يسترجع الجلوكوز من الكبد إلى الدم بينما تفتقد الخلايا العضلية آلية تحويل الجليكوجين المخزن فيها إلى جلوكوز.

وتؤدي زيادة مستويات الأنسولين إلى زيادة عمليات البناء في الجسم مثل نمو الخلايا وزيادة عددها تخليق البروتين وتخزين الدهون.

ويكون الأنسولين هو المؤشر الرئيسي في تحويل اتجاه العديد من عمليات التمثيل الغذائي ثنائية الاتجاه من الهدم إلى البناء والعكس، وعندما يكون مستوى جلوكوز الدم منخفضًا فإنه يحفز حرق دهون الجسم، وإذا كانت كمية الأـنسولين المتاحة غير كافية أو إذا كانت استجابة الخلايا ضعيفة لمفعول الأنسولين فلن يُمتص الجلوكوز بطريقة صحيحة من خلايا الجسم التي تحتاجه ولن يُخزن الجلوكوز في الكبد والعضلات بصورة مناسبة. 

وبذلك تكون المحصلة النهائية هي استمرار ارتفاع مستويات جلوكوز الدم، ضعف تخليق البروتين وبعض اضطرابات التمثيل الغذائي مثل تحمض الدم.

أعراض مرض السكر
الأعراض المتعارف عليها تقليديًا لمرض السكري هي زيادة التبول وزيادة العطش وبالتالي زيادة تناول السوائل وزيادة الشهية لتناول الطعام ويمكن لهذه الأعراض أن تتطور سريعًا خلال أسابيع أو شهور في النمط الأول خصوصًا إذا كان المريض طفلًا. 

وعلى العكس من ذلك، فإن تطور الأعراض في النمط الثاني أكثر بطأ وصعب الملاحظة بل ويمكن أن تكون غائبة تمامًا، ويمكن أن يسبب النمط الأول فقدانًا سريعًا للوزن ولكنه كبير، على الرغم من أن تناول المرضى للطعام يكون طبيعيًا أو حتى زائدًا، كما يمكنه أن يسبب خمولاً وتعبًا مستمرًا وتظهر كل هذه الأعراض ماعدا فقدان الوزن في مرضى النمط الثاني الذين لا يولون المرض الرعاية الكافية، وعندما يرتفع تركيز جلوكوز الدم أعلى من الحد الأقصى لقدرة الكلى، لا تكتمل إعادة امتصاص الجلوكوز في الأنبوب الملتف الداني ويبقى جزء من الجلوكوز في البول ويزيد الضغط الاسموزي للبول ويمنع إعادة امتصاص الماء بواسطة الكلية، مما يؤدي إلى زيادة إنتاج البول وبالتالي فقدان سوائل الجسم.

ويحل الماء الموجود في خلايا الجسم محل الماء المفقود من الدم إسموزيًا وينتج عن ذلك جفاف وعطش.

ويسبب ارتفاع تركيز جلوكوز الدم لفترات طويلة إلى امتصاص الجلوكوز، مما يؤدي إلى تغيرات في شكل العدسات في العين، وينتج عنه تغيرات في الإبصار ويشكو مرضى السكري عمومًا من الرؤية المشوشة ويمكن تشخيصه عن طريقها.

ويجب الافتراض دائمًا أن المريض مصاب بالنمط الأول من السكري في حالات تغير الإبصار السريع، بينما يكون النمط الثاني عادة متدرج في سرعته ولكن يجب افتراض الإصابة به أيضًا.

ويعاني مرضى السكري "عادة مرضى النمط الأول" من تحمض الدم الكيتوني وهي حالة متدهورة نتيجة عدم انتظام التمثيل الغذائي تتميز بوجود رائحة الأسيتون في نفس المريض، سرعة وعمق التنفس، زيادة التبول، غثيان، استفراغ ومغص، وكذلك تتميز بوجود حالة متغيرة من حالات فقدان الوعي أو الاستثارة مثل العدوانية أو الجنون ويمكن أن تكون العكس، أي اضطراب وخمول وعندما تكون الحالة شديدة يتبعها غيبوبة تؤدي إلى الموت، ولذلك فإن تحمض الدم الكيتوني هو حالة طبية خطيرة تتطلب إرسال المريض للمستشفى.

وتوجد حالة أخرى تسمى الحالة اللاكيتونية وهي حالة نادرة ولكنها على نفس درجة خطورة تحمض الدم الكيتوني، وتحدث أكثر بالنسبة لمرضى النمط الثاني وسببها الرئيسي هو الجفاف نتيجة لفقد ماء الجسم. وتحدث عندما يشرب المريض كميات كبيرة من المشروبات السكرية مما يؤدي لفقدان كميات كبيرة من الماء.

للجينات دور هام في تحديد نمط الإصابة، تلعب الوراثة دورًا جزئيا في إصابة المريض بالنمطين الأول والثاني ويُعتقد بأن النمط الأول من السكري تحفزه نوع ما من العدوى فيروسية بالأساس أو أنواع أخرى من المحفزات على نطاق ضيق مثل الضغط النفسي أو الإجهاد والتعرض للمؤثرات البيئية المحيطة مثل التعرض لبعض المواد الكيمائية أو الأدوية. 

وتلعب بعض العناصر الجينية دورًا في استجابة الفرد لهذه المحفزات، وقد تم تتبع هذه العناصر الجينية فوجد أنها أنواع جينات متعلقة بتوجيه كرات الدم البيضاء لأي أضرار موجودة في الجسم، أي أنها جينات يعتمد عليها الجهاز المناعي لتحديد خلايا الجسم التي لا يجب مهاجمتها من الأجسام التي يجب مهاجمتها. 

وعلى الرغم من ذلك فإنه حتى بالنسبة لأولئك الذين ورثوا هذه القابلية للإصابة بالمرض يجب التعرض لمحفز من البيئة المحيطة للإصابة به، ويحمل قلة من الناس المصابين بالنمط الأول من السكري مورثة متحورة تسبب سكري النضوج الذي يصيب اليافعين.

وتلعب الوراثة دورًا أكبر في الإصابة بالنمط الثاني من السكري خصوصًا أولئك الذين لديهم أقارب يعانون من الدرجة الأولى، ويزداد احتمال إصابتهم بالمرض بازدياد عدد الأقارب المصابين فنسبة الإصابة به بين التوائم المتماثلة (من نفس البويضة) تصل إلى 100%، وتصل إلى 25% لأولئك الذين لديهم تاريخ عائلي في الإصابة بالمرض. 

وتلعب العديد من الحالات الوراثية دورًا كبيرًا في الإصابة بالسكري مثل الحثل العضلي رنح فريدريك وكذلك متلازمة ولفرام وهي اختلال صبغي مرتد يسبب ضمور الأعصاب تظهر أثناء مرحلة الطفولة، وهي تتكون من البول الماسخ، البول السكري، ضمور العين والصمم.

كيفية الوقاية من الإصابة بمرض السكر
توجد العديد من العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بالنمط الأول من السكري ومنها التهيؤ الجيني للإصابة بالمرض، ويرتكز هذا التهيؤ على جينات تحديد الأجسام المضادة لكرات الدم البيضاء ووجود محفز بيئي غير معروف، يمكن أن يكون عدوى معينة، على الرغم من أن هذا الأمر غير محدد أو مُتأكد منه حتى الآن في جميع الحالات، أو المناعة الذاتية التي تهاجم الخلايا باء التي تنتج الأنسولين.

وترجح بعض الأبحاث أن الرضاعة الطبيعية تقلل احتمال الإصابة بالمرض وقد تم دراسة العديد من العوامل المرتبطة بالتغذية التي قد تزيد أو تقلل احتمال الإصابة بالمرض، ولكن لا يوجد دليل قاطع على مدى صحة هذه الدراسات.

على سبيل المثال تقول إحدى الدراسات، إن إعطاء الأطفال 2000 وحدة دولية من فيتامين د بعد الولادة يقلل من احتمال الإصابة بالنمط الأول من السكري، ودراسة أخرى تقول إن الأطفال الذين لديهم أضداد لجزر لانجرهانز ولا تظهر أعراض السكري عليهم ويتم معالجتهم بفيتامين ب 3 (نياسين) تقل لديهم الإصابة بالمرض إلى أقل من النصف خلال فترة سبع سنوات بالمقارنة بجميع الأطفال عامة الذين شملتهم الدراسة، بل إنه حتى يقل احتمال إصابتهم بالمرض عند مقارنتهم بالأطفال الذين لديهم أضرار ولكن لا يتناولون فيتامين.

ويمكن تقليل احتمال الإصابة بالنمط الثاني من السكري بتغيير نمط التغذية وزيادة النشاط البدني، وتوصي الجمعية الأمريكية للسكري بالحفاظ على وزن صحي وممارسة الرياضة لمدة ساعتين ونصف أسبوعيًا، وتناول الدهون باعتدال وتناول كمية كافية من الألياف والحبوب الكاملة ولا توصي الجمعية بتناول الكحول للوقاية ولكن من المثير للاهتمام أن تناول الكحول باعتدال قد يقلل من مخاطر الإصابة، أما الإفراط في شرب الكحوليات فيدمر أنظمة الجسم بصورة خطيرة. 

كيفية علاج السكر
إن السكري مرض لا يشفى حاليًا فهو مرض مزمن يظل مدي الحياة مع المريض ويتم التركيز في علاجه على التضبيط أو تفادي المتاعب قصيرة أو طويلة المدى التي يمكن أن يسببها المرض ويوجد دور استثنائي وهام لمعرفة المريض بالمرض والتغذية الجيدة والنشاط البدني المعتدل ومراقبة المريض لمستوى جلوكوز دمه بهدف الحفاظ على مستويات جلوكوز الدم في المدى القريب وحتى البعيد في النطاق المقبول. ويقلل التضبيط الدقيق من مخاطر المضاعفات بعيدة المدى. ويمكن تحقيق ذلك نظريًا عن طريق التغذية المعتدلة وممارسة الرياضة وخفض الوزن، خصوصًا في النمط الثاني، وتناول خافضات السكر الفموية في هذا النمط أيضًا واستخدام الأنسولين في النمط الأول، علمًا بأن الحاجة إليه تزداد في النمط الثاني عندما لا يستجيب المريض كفاية لخافضات السكر الفموية فقط وبالإضافة إلى ذلك فإنه بالنظر إلى الاحتمال العالي للإصابة بمرض قلبي وعائي، يجب تغيير نمط الحياة لتضبيط ضغط الدم ونسبة الكوليسترول عن طريق التوقف عن التدخين وتناول الغذاء المناسب وارتداء جوارب السكري وتناول دواء لتقليل الضغط إذا دعت الحاجة لذلك وتتضمن العديد من علاجات النمط الأول استخدام الأنسولين العادي أو أنسولين الخنزير.

ويعني بالمريض خارج المستشفيات بصورة أساسية في البلاد التي تطبق فيها نظام الممارس العام مثل المملكة المتحدة وفي حالة الإصابة بمضاعفات، صعوبة التحكم في جلوكوز الدم، أو لإجراء أبحاث على المرض، يتم العناية بالمريض داخل المستشفى بواسطة إخصائي. ويمكن أن يتشارك الممارس العام مع الإخصائي في العناية بالمريض في بعض الأحوال كفريق عمل. 

ويمكن الاستعانة بإخصائي قياسات بصرية، إخصائي خبير بالقدمين، إخصائي تغذية، إخصائي علاج طبيعي، ممرضات متخصصات، كالملقنات المعتمدات لمرض السكري أو الممرضات المتخصصات في السكري، أو ممرضات ممارسات للعمل سويًا لتقديم تدريب متعدد للمريض على اتباع نظام العلاج أما في البلاد التي يجب على المريض أن يعتني بصحته بنفسه، كما في الولايات المتحدة، فإن تكلفة العناية بمريض السكري تكون مرتفعة وتفوق قدرة المريض بالإضافة إلى الأدوية والمستلزمات الأخرى التي يحتاجها ويُنصح المرضى عادة باستشارة الطبيب كل ثلاثة إلى ستة أشهر على الأقل.

علاجات طبيعية للسكر
نشرت إحدى المجلات العلمية العالمية هذا العام مقالة عن طريقة تنصح بها إدارة الصحة الأمريكية NIH لا تعتمد على استخدام أدوية وهي تنصح بها في المقام الأول الأشخاص ذوي السمنة فهم يكونون معرضون للإصابة بالنمط الثاني من السكري أكثر من غيرهم.

والطريقة هي اتباع نمط صحي في الغذاء وممارسة الرياضة لمدة 20 دقيقة يوميا الغذاء تكثر فيه الخضراوات، مثل البروكلي والطماطم والكوسة والفلفل الرومي بأنواعه الأصفر والأحمر والأخضر والبازلاء والقرنبيط والباذنجان مع التقليل من أكل المربى والحلويات ،على ان يتم استخدام زيت الزيتون أو زيت بذرة الكتان أو زيت الذرة في عملية الطبخ بدلا من السمن والزبد كذلك تنصح إدارة الصحة الامريكية بتناول الزبادي الغير محلى.

معتقدات خاطئة عن مرض السكري
ساهم انتشار مرض السكري بصورة كبيرة في الآونة الأخيرة إلى ظهور بعض المعتقدات الخاطئة عن هذا المرض تتنوع هذه المعتقدات ما بين مسببات المرض أو حتى طرق علاجه. حيث يعتقد الناس أن العامل الوراثي يكون السبب الرئيس للإصابة بالمرض لكن في الحقيقية يعود السبب الرئيس لانتشار هذا المرض إلى نمط الحياة السائد والعادات الغذائية وزيادة الوزن. 

ويرفض بعد الاطباء ربط أخذ الأنسولين بانخفاض مستوى السكر في الدم لأن الهدف من الأنسولين هو السيطرة على مستوى السكر في الدم والتحكم به ليمنع انخفاضه أو ارتفاعه. 

ومن بين المعتقدات الخاطئة التي يتداولها الناس هي أخذ أقراص كبديل عن الأنسولين حيث أن العلم لم يتوصل إلى بديل لحقن الأنسولين حتى هذه اللحظة.

مضاعفات المرض
يؤدي الارتفاع المزمن لجلوكوز الدم إلى تلف الأوعية الدموية ولأن الخلايا المبطنة للأوعية الدموية لا تعتمد على الأنسولين فإنها تمتص الجلوكوز أكثر من المعتاد ويؤدي ذلك إلى تكون جلوكوبروتينات سطحية زائدة عن الحد الطبيعي ويسبب نمو أسمك ولكن أضعف للغلاف الوعائي. وفي حالة السكري، تُصنف هذه الحالة كمرض شعيرات دموية، وذلك لأن الأوعية الصغيرة هي التي تتلف، وكذلك يُصنف كمرض للأوعية الكبيرة لأن نتيجته تلف الشرايين، ويؤدي تلف الشعيرات الدموية إلى واحد أو أكثر من الحالات التالية كما يؤدي إلى الاصابة بأمراض الأوعية الدموية الكبيرة التي يصاحبها تصلب عصيدي متسارع، إلى مرض قلبي وعائي مثل "مرض في الشريان التاجي، يؤدي إلى ذبحة صدرية أو احتشاء عضلة القلب يؤدي إلى سكتة قلبية كما يؤدي إلى الإصابة بالقدم السكري والتي يسببها اعتلال الأعصاب ومرض شرياني، يمكن أن تسبب تقرح أو إصابة جلدية.

ويمكن أن تسبب في الحالات الخطيرة نخر وغرغرينة، ولذلك فإن مرضى السكري معرضون للإصابة بعدوى في الأرجل أو القدمين وكذلك يأخذون وقتًا أطول لالتئام جراح القدمين أو الرجلين.

عدد المصابين بالسكر في مصر
تحتل مصر المركز التاسع على مستوى العالم حيث يوجد حوالى 7 ونصف مليون مصرى مصاب بمرض السكر وبالتالى فهناك 16% من المصريين فوق سن العشرين مصابون بالمرض وهناك أيضا 8% من المصريين مصابون بمرحلة ما قبل الإصابة بالسكر وأن نصف المصريين المصابين بالسكر لا يعلمون إصابتهم بالمرض وبالتالى فهم معرضون للإصابة بمضاعفات المرض كما أن مصر من أكثر الدول إصابة بالسمنة بين السيدات حيث تصل نسبة الإصابة بالزيادة فى الوزن إلى 50% فى السيدات و40% فى الرجال. 

وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية آخر إحصائية لها عن مرض السكر حيث وجد أن هناك 381 مليون مريض سكر على مستوى العالم.

أطباء سكر يوضحون سبب زيادة عدد المصابين
أكد الدكتور هشام الحفناوي عميد المعهد القومي للسكر أن هناك توقعات بتزايد عدد الإصابات بمرض السكر في مصر بحلول2030 إلى12.5 مليون وبذلك سوف تحتل مصر المركز الثامن في ترتيب الدول الأكثر إصابة بالسكر بين مواطنيها وفقا لتقديرات الاتحاد الدولي للسكر.

وقال الحفناوي إن ذلك بسبب نمط الحياة الخاطئ بداء من الاعتماد على الوجبات السريعة والمياه الغازية وانتهاء بعدم ممارسة الرياضة والجلوس على أجهزة الكمبيوتر أغلب ساعات اليوم. 

وأضاف الحفناوي أن السكر تصونه يصونك، هذه العبارة لابد أن يفهمها جيدا المريض بمعنى إذا التزام بالإرشادات الطبية من حيث النظام الغذائي المحدد وجرعات الدواء أو لأنسولين حسب كل حالة وبما يضمن سيطرته على المرض وعدم التعرض لمضاعفات بل ويتمتع بحياة طبيعية. 

في ذات السياق أكد الدكتور هانى نعيم، استشارى أمراض السكر، أن سبب ارتفاع نسبة المصابين بالسكر في مصر جاء بسبب ارتفاع مستوى الدهون بالدم. 

وقال نعيم إن نسبة الإصابة بارتفاع دهون الدم أعلى فى مرضى السكر عن غيرهم وهذا لأن الكبد لا يستطيع أن يتعامل مع دهون الدم مع معدلات سكر مرتفعة خاصةً فى مرضى السكر من النوع الثانى، لأن مقاومة الجسم للأنسولين تقلل من قدرات الكبد على استيعاب الدهون، كما أن ارتفاع دهون الدم له تأثير مباشر على أمراض الشرايين وأهمها شرايين القلب والمخ والأطراف، مما يسبب زيادة فرص التعرض لجلطات القلب والمخ وضيق الشرايين الطرفية (القدم السكرى)، ومن الممكن بسهولة فى أغلب الحالات تفادى هذه المضاعفات عن طريق ضبط السكر وضبط معدل الدهون باستخدام الأدوية الخافضة للدهون.