عاجل
الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"الحبس الانفرادي" جريمة أم عقاب.. تطبيقه على المحبوسين احتياطيًا يصيبهم باكتئاب.. مالك عدلي يريد الانتحار.. محمود السقا على شفا الموت.. وعامين على حبس "دومة" انفراديًا

مالك عدلي و أحمد
مالك عدلي و أحمد دومة

لاشك أن جلوسك منفردًا في غرفة منزلك يصيبك بالاكتئاب والإحباط، فالتفكير في ماضي مجهول، والحنين إلى ذكريات ذهبت ولم تعود، والتشوق لانتهاء تلك العزلة التي تعيشها بمحض إرادتك، فما بالك إن كان هذا الجلوس المنفرد يأتي كرهًا لك، وما بالك إن كان داخل أحد السجون، وما بالك إن كنت تشكوا منه ومن معاملته، وهذا ما يصيب بعض المحبوسين على ذمة العديد من القضايا ويتم إيداعهم بالحبس الإنفرادي مثل أحمد دومة، ومالك عدلي، ومحمود السقا، وغيرهم. 

وما يزيد الأمور تعقيدًا إن كنت محبوس احتياطيًا ولم يثبت إدانتك في أي قضية من القضايا، وكل ما يوجه إليك خيوط عنكبوت أوصلت للجميع أنك متهم، فالصدد يأتي حينما تنقطع تلك الخيوط وتثبت برائتك.

وفى التقرير التالي نستعرض ماهية الحبس الانفرادي، وإن كان يجوز تطبيقه على المحبوسين احتياطيًا أم لا. 

الحبس الاحتياطي وفقًا لتعريفة "سلب حرية المتهم ولفترة محددة من الزمن قابلة للمد والتجديد وهو يختلف عن سلب الحرية كعقوبة فهو من أوامر التحقيق ويصدر عن الجهة المخولة قانونًا بالتحقيق وليس نتيجة لحكم قضائي بات".

وهو وسيلة تضمن التحفظ على المتهم تحت أيدي سلطات التحقيق حتى يصدر حكم بالإدانة فتنفذ العقوبة أو يقضى بالبراءة فيخلى سبيله مما يضمن ألا يفلت متهم من العقاب، وهى الوظيفة الأساسية، حيث يحقق بعض الأغراض التي يمكن إجمالها في بقاء المتهم في متناول سلطة التحقيق.

وتم تعديل قانون الحبس الاحتياطي من الرئيس السابق عدلي منصور ليصبح تمديده مدى الحياة بدلًا من سنتين على أقصى تقدير. 

الحبس الانفرادي، هو عقوبة تأديبية توقعها لجنة التأديب بالمؤسسة السجنية المعنية ضد السجين المخالف للنظام الداخلي للسجن، وتتمثّل في إيداعه بغرفة انفرادية لمدة محدّدة، بحسب تعريف قوانين تنظيم المؤسسات العقابية بجامعة الدول العربية.

ورغم أن القانون المصري ينص عليه، إلا أن الأمم المتحدة تجرم الحبس الانفرادي لما يسببه من أضرار على المحبوسين.

وهنا يبقى السؤال هل يجوز معاقبة المحبوس احتياطيًا بالحبس الانفرادي؟.

مالك عدلي يريد الانتحار
وقد أصاب الحبس الانفرادي مالك عادلي بحالة من الانتفاضة ضد المحكمة خلال النظر في تجديد حبسه بآخر محاكمة له فقال: "أنا مش عاوز أخرج وعاوز اتحبس ودا تمن أنا عارف إني بدفعه أنا عاوز اتعامل زي أي سجين أنا بتعامل أسوأ معاملة وكإني جاسوس إسرئيلي أنا عاوز اتعامل زى الجواسيس الإسرائيليين، أنا عاوز أتعامل زي هشام طلعت مصطفى ولا زي بتوع الأموال العامة ولا المخدرات حتى".

وتابع: "على فكرة مصري والله وعندي 35 سنة وعندى بنت عندها سنتين عايز أربيها، أنا بقالي 40 يوم مبشوفش الشمس غير وأنا جاي جلسة التجديد أنا مافيش حتة في جسمى سليمة من النوم على الأرض أنا مبعرفش أنام غير 3 ساعات بالكتير كل يوم وكلهم كوابيس وكل ما أفتكر إني لو حصلي حاجة محدش هيلحقني معرفش أنام".

وأضاف: "طلبت من إدارة السجن تشيل كل العلاج اللي قدامي علشان منتحرش أنا ممكن بسهولة جدًا أعمل دا، فقالوا لي أنتوا عاوزين مني إيه أقطع شراييني وانتحر؟ أنا مش لاقي حد أكلمه غيرك دلوقتي، وأنا مبقتش استحمل ومش بقول الكلام دا علشان مش عاوز اتحبس لا أنا بقول لحضرتك أنا عاوز اتحبس وكل اللي عاوزه إني اتعامل في السجن وفقًا للقانون ولائحة السجون".

"الانفرادي" نص قانوني بلائحة السجون
أوضح المحامي عصام الإسلامبولي، الفقيه الدستوري، أن الحبس الانفرادي نصًا تم إدراجه بلائحة السجون المصرية، لمحاسبة المسجونين إن أخطأوا.

وأضاف الإسلامبولي في تصريحات خاصة لـ"العربية نيوز" أن الحبس الانفرادي ليس عقابًا، وإنما هو نصًا بلائحة السجون تحدد إجراءات الحبس، وإن خالف المحبوس تلك الإجراءات المنصوص عليها باللائحة يتم معاقبته، لافتًا إلى أن المعاقبة تأتي في حال ارتكاب المسجون مخالفة جسيمة واللائحة هي التي تحدد نوع العقاب، كما أنه يجوز تطبيق الحبس الانفرادي على المحبوس احتياطيًا. 

محمود السقا على شفا الموت 
ويشاع تلك الأيام من مصادر مقربة من أسرة الزميل محمود السقا المحبوس على نفس القضية والذي تم القبض عليه من داخل مقر نقابة الصحفيين، أنه حالته الصحية تدهورت للغاية، نتاج حبسه انفراديًا وتمت المطالبه بالإفراج عنه لأن صحته لا تحتمل السجن في الوقت الحالي. 

عامين على حبس دومة انفراديًا
نفس الأمر يينطبق على أحمد دومة الناشط السياسي، والذي تم القبض عليه في أحداث مجلس الشورى عام 2013 والذي قضت المحكمة بحبسه 17 عامًا على خلفية العديد من القضايا وأبرزها خرق قانون التظاهر، يعاني من الحبس الانفرادي منذ عامين وتقدم بالعديد من الطلبات للإفراج عنه ولكن دون جدوى.