عاجل
السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

سميرة موسى.. مؤسسة هيئة الطاقة الذرية وحلم مصر الموءود بأيادِ أجنبية

سميرة موسى
سميرة موسى

سميرة موسى.. قصة الكفاح والمثابرة حيث اليوم يمثل الذكرى الرابعة والستين على رحيل عالمه الذرة المصرية سميرة موسى، أول عالمة ذرة مصرية عربية لُقبت باسم ميس كوري الشرق، حققت مسيرة علمية مميزة أبهرت بها العالم وتفوقها العلمي الذي شهد به الجميع.

ميلادها

ولدت العالمة المصرية 3 مارس 1917 بقرية سنبو الكبرى بمركز زفتى بمحافظة الغربية، ثم انتقل والدها إلى القاهرة لإكمال تعليمها وكانت هي أول عالمة ذرة مصرية وكانت أول معيدة في كلية العلوم بجامعة فؤاد جامعة القاهرة، كانت تتمتع بذاكرة فوتوغرافية تؤهلها لحفظ الشيء بمجرد قراءته

تعليمها 

حصدت سميرة الجوائز في جميع مراحل تعليمها، حيث كانت الأولى على شهادة التوجيهية عام 1935، ولم يكن فوز الفتيات بهذا المركز شيء معتاد حيث لم يكن يسمح لهن بدخول امتحانات التوجيهية إلا من المنازل وتغير هذا القرار عام 1925 بإنشاء مدرسة الأميرة فايزة، أول مدرسة ثانوية للبنات في مصر.

كان تفوقها وتميزها المستمر عن باقي الفتيات أثر كبير على مدرستها وكانت الحكومة حينها تقدم معونة مالية للمدرسة التي يخرج منها الأول، دفع ذلك ناظرة المدرسة "نبوية موسى" إلى شراء معمل خاص حينما سمعت يومًا أن سميرة تنوي الانتقال إلى مدرسة حكومية يتوفر بها معمل. 

قامت بإعادة صياغة كتاب الجبر الحكومي في السنة الأولى الثانوية، وطبعته على نفقة أبيها الخاصة، ووزعته بالمجان على زميلاتها

ثم اختارت سميرة موسى كلية العلوم بجامعة القاهرة، رغم أن مجموعها كان يؤهلها لدخول كلية الهندسة، ولفتت نظر أستاذها الدكتور مصطفى مشرفة، أول مصري يتولى عمادة كلية العلوم، وتأثرت به تأثرا مباشرًا، ليس فقط من الناحية العلمية بل أيضا بالجوانب الاجتماعية في شخصيته.

ثم حصلت على بكالوريوس العلوم وكانت الأولى على دفعتها ثم صدر قرار بتعينها معيدة بكلية العلوم، وذلك بمساعدة جهود الدكتور مصطفى مشرفة الذي دافع عن تعيينها بشدة وتجاهل حجج الأساتذة الأجانب.

اهتمامتها النووية 
حصلت على شهادة الماجستير في موضوع التواصل الحراري للغازات وسافرت في بعثة إلى بريطانيا درست فيها الإشعاع النووي، وحصلت على الدكتوراه في الأشعة السينية وتأثيرها على المواد المختلفة.

أنجزت الرسالة في سنة وخمسة أشهر وقضت السنة الثانية في أبحاث متصلة وصلت من خلالها إلى معادلة هامة (لم تلق قبولًا في العالم الغربي آنذاك) تمكن من تفتيت المعادن الرخيصة مثل النحاس ومن ثم صناعة القنبلة الذرية من مواد قد تكون في متناول الجميع، ولكن لم تدون الكتب العلمية العربية الأبحاث التي توصلت إليها د. سميرة موسى.

مؤلفاتها:-
تأثرت دكتورة سميرة باسهامات المسلمين الأوائل كما تأثرت بأستاذها أيضا دكتور علي مصطفى مشرفة ولها مقالة عن الخوارزمي ودوره في إنشاء علوم الجبر. لها عدة مقالات أخرى من بينها مقالة مبسطة عن الطاقة الذرية وأثرها وطرق الوقاية منها شرحت فيها ماهي الذرة من حيث تاريخها وبنائها، وتحدثت عن الانشطار النووي وآثاره المدمرة وخواص الأشعة وتأثيرها البيولوجي.

سفرها لأمريكا 

سافرت سميرة موسى إلى بريطانيا ثم إلى أمريكا لتدرس في جامعة "أوكردج" بولاية تنيسي الأمريكية ولم تنبهر ببريقها أو تنخدع بمغرياتها ففي خطاب إلى والدها قالت: "ليست هناك في أمريكا عادات وتقاليد كتلك التي نعرفها في مصر، يبدأون كل شيء ارتجاليا.. فالأمريكان خليط من مختلف الشعوب، كثيرون منهم جاءوا إلى هنا لا يحملون شيئًا على الإطلاق فكانت تصرفاتهم في الغالب كتصرف زائر غريب يسافر إلى بلد يعتقد أنه ليس هناك من سوف ينتقده لأنه غريب.

اغتيال العالمة المصرية 

استجابت الدكتورة سميرة إلى دعوة للسفر إلى أمريكا في عام 1952، إذ أتيحت لها فرصة إجراء بحوث فى معامل جامعة سان لويس بولاية ميسوري الأمريكية، وقد تلقت عروضًا كي تبقى في أمريكا لكنها رفضت وقبل عودتها بأيام استجابت لدعوة لزيارة معامل نووية في ضواحِ كاليفورنيا في 15 أغسطس، قبل أن تتعرض لحادث طريق أودى بحياتها بعد هروب قائد السيارة ومبعوث الجامعة.

شكوك حول مصرعها 

بعد وفاتها أوضحت التحريات أن السائق كان يحمل اسمًا مستعارا وأن إدارة المفاعل لم تبعث بأحد لاصطحابها كانت تقول لوالدها في رسائلها: لو كان في مصر معمل مثل المعامل الموجودة هنا كنت أستطيع أن أعمل أشياء كثيرة.

في آخر رسالة لها كانت تقول: "لقد استطعت أن أزور المعامل الذرية في أمريكا وعندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادي خدمات جليلة في هذا الميدان وسأستطيع أن أخدم قضية السلام"، إذ كانت تنوي إنشاء معمل خاص لها في منطقة الهرم بمحافظة الجيزة.

كانت تنوي اختراع جهاز لتفتيت المعادن الرخيصة إلى ذرات عن طريق التوصيل الحرارى للغازات ومن ثم تصنيع قنبلة ذرية رخيصة التكاليف.