"البرادعي".. ذهب ولم يعد
محمد البرادعي، دبلوماسي وسياسي مصري، ونائب رئيس مصر للعلاقات الدولية في فترة حكم الإخوان، وزعيم حزب الدستور، استطاع أن يمارس العديد من الأنشطة السياسية، قضي معظم أوقاته في العمل الخارجي، إلا أنه عاد بحلول ثورة يناير، والتي نوى الترشح بعدها لرئاسة الجمهورية، إلا أنه عدل عن فكرته وقرر التراجع عن خوض تلك التجربة لتذبذب الأوضاع السياسية في مصر، وبعدها اعتلى الإخوان حكم مصر.
"البرادعي" نائبًا
بعد أن احتل الإخوان حكم مصر، استطاع البرادعي أن يحتل منصب نائب للرئيس المصري للعلاقات الدولية، وكانت له مواقفه السياسية والوطنية للتوحد بين الأحزاب السياسية والوصول لحل وطني يرضي جميع الأطراف.
وكان هناك رفض شديد لحكم الإخوان إلا أن تم عزل مرسي من منصبه كرئيس للجمهورية، ما دعا أنصاره للاعتصام برابعة والنهضة احتجاجًا على عزله، وكان للبرادعي دور مهم في هذه الفترة في محاولة التوافق والوصول لحل لهذه الأزمة، ولكنها باءت بالفشل.
فض "رابعة"
استمر البرادعي في منصب نائب الرئيس المصري للعلاقات الدولية، حتي يوم 14 أغسطس 2013، فض اعتصام رابعة، فإذا بالبرادعي يتقدم باستقالته، ويغادر القاهرة بعد أربعة أيام من استقالته، قاصدًا منزله وسط العاصمة النمساوية فيينا، دون الكشف عن المدة التي يعتزم قضاءها خارج البلاد.
نص استقالة "البرادعي"
جزء من نص الاستقالة:" المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية، أتقدم إليكم باستقالتي من منصب نائب رئيس الجمهورية، داعيًا الله أن يحفظ مصر من كل سوء وأن يحقق آمال هذا الشعب ومكتسبات ثورته المجيدة في 25 يناير 2011، و30 يونيو2013.
سأظل أؤمن بأن أمن واستقرار الوطن لا يتحقق إلا من خلال التوافق الوطني الذي يتحقق من خلال إقامة الدولة المدنية وعدم الزج بالدين في غياهب السياسة، إلا أن الجماعات التي تتخذ من الدين ستارا والتي نجحت في استقطاب العامة نحو تفسيراتها المشوهة للدين حتي وصلت للحكم لمدة عام يعد من أسوأ الأعوام التي مرت على مصر.
وكما تعلمون فقد كنت أرى أن هناك بدائل سلمية لفض هذا الاشتباك المجتمعي وكانت هناك حلول مطروحة ومقبولة لبدايات تقودنا إلى التوافق الوطني، ولكن الأمور سارت إلى ما سارت إليه".
وفي الذكري الثانية لفض اعتصام رابعة واستقالة البرادعي من منصبه كنائب للرئيس للعلاقات الدولية، فأين هو الآن؟