تقرير ـ قادة الجيش الاسرائيلي يتساءلون.. متى ستبدأ الحرب مع "حزب الله"؟؟
اوضحت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية في تقرير لها، ان "قادة الجيش الاسرائيلي يرون أن الحرب مع "حزب الله" ليست مسألة "اذا وقعت" بل مسألة "متى تحدث"، لافتةً الى ان "مخططي الجيش الاسرائيلي يدركون أن العمل العسكري القادم في الشمال سيكون أصعب حرب من أي وقت مضى".
وأشارت الصحيفة الى ان "إسرائيل شهدت عددا كبيرا من الحروب على جميع الجبهات، والآن بعد سنوات من الحروب ضد دول محددة وعلى حدود محددة، تتعامل اسرائيل مع ظروف معقدة لم يسبق لها مثيل"، معتبرةً انه "إذا كان الانفجار القادم سوف يندلع ضد "حزب الله" في لبنان، ليس هناك شك بأن المجوعة الشيعية التي تسيطر بالفعل على عدد من النقاط الاستراتيجية في سوريا، سوف تطلق النار عبر الحدود في هضبة الجولان"، ذاكرةً انه "اذا تعرضت اسرائيل لهجوم من قبل الجماعات الجهادية العالمية في هضبة الجولان، انه من شبه المؤكد أنها ستتعرض أيضاً لهجوم مماثل من لبنان، حيث يزداد نفوذ المنظمات الإسلامية".
وأضافت: "الجميع يعرف كيفية سير السيتاريو المرتقب"، مشيرةً الى انه "من المتوقع أن تتم مهاجمة الجبهة الاسرائيلية في كل من الشمال والجنوب، وبقوة لا يستهان بها".
وتابعت: "وفق المراسلون العسكريون الذين يغطون نشاطات الجيش، في الاشهر الاخيرة، تصر القيادة العليا في الجيش الاسرائيلي على الحاجة لاتخاذ اجراءات دفاعية"، موضحةً انه "من المتوقع أن يكون الوضع في الشمال صعب للغاي ، لذلك تركز تقديرات الجيش في المقام الاول على الحاجة الى الدفاع قبل الهجوم".
واذ أكدت الصحيفة ان "المسؤولين الكبار في الجيش الاسرائيلي يعرفون أن أفضل وسيلة لكسب الحرب القادمة في الشمال تقتضي إجراء سلسلة من التدابير الدفاعية، وفي الوقت نفسه توجيه الى العدو ضربة لا يستطيع التعافي منها"، لافتةً الى ان "أحد الاسباب التي دفعت المسؤولين في الجيش الاسرائيلي نحو هذه التوجهات، هو أن المخابرات الإسرائيلية بذلت منذ فترة طويلة جهود تقصي الحقائق التي تهدف إلى تقدير مستوى القوة النارية التي يملكها "حزب الله".
ورأت الصحيفة انه "في الآونة الأخيرة، أصبح من الصعب تقدير أنواع الأسلحة التي يمتلكها "حزب الله"، ذاكرةً ان "الاستنتاج الذي توصل اليه الخبراء العسكريون هو أن الحزب يمتلك أسلحة فتاكة وأسلحة متنهية الدقة"، موضحةً ان "البعض منها يصنعها "حزب الله" نفسه والقسم الآخر توفره ايران"، مشيرةً الى انه "في السابق، كان يشكل "حزب الله" مجموعة ذات التأثير الضيق، أما الآن، وفق اجماع المحللين، تتعامل اسرائيل مع منظمة عسكرية كاملة".
وأضافت انه "في الأسابيع الأخيرة، لاحظ المحللون اصطفافا تاريخيا بين "حزب الله" والجيش اللبناني"، لافتةً الى انه "إذا كان "حزب الله" غير مبال للضرر الذي أصاب لبنان خلال حرب لبنان الثانية، الاتحاد الناشىء مع الجيش اللبناني أصبح رادعاً".
وذكرت الصحيفة انه "للمرة الأولى على الإطلاق، لاحظ جنود القيادة الشمالية في الجيش الاسرائيلي الذين يحرسون نقاط المراقبة أن "حزب الله" والجيش اللبناني يقومان بدوريات مشتركة"، موضحةً انه "الآن المسؤولون العسكريون الإسرائيليون يتساءلون مدى التعاون بين المنظمتين".
وأكدت الصحيفة ان "إسرائيل منزعجة من هذه التطورات، وأبلغت عن قلقها للقوى العالمية"، مشيرةً الى انه "في بعض الحالات، أوضح المسؤولون الإسرائيليون الخطوط الحمراء المتعلقة بطبيعة ونوعية الأسلحة التي يسمحون للقوات اللبنانية بامتلاكها".
واذ لفتت الصحيفة الى ان "تطورات ديناميكية مثيرة للاهتمام حصلت بين "حزب الله" والحكومة اللبنانية، لم تأخذها اسرائيل على محمل الجد"، مشيرةً الى ان "حزب الله" اليوم لديه أعضاء في البرلمان ووزراء في الحكومة ما يكفي لتصويب القرارات الرئيسية في اتجاهه"، متسائلةً: "هل يحارب الجيش اللبناني إلى جانب "حزب الله" في الحرب القادمة؟، موضحةً ان "اسرائيل لا تستبعد ذلك، وتستعد لهذا الاحتمال".
وأشارت الصحيفة الى ان "المسؤولين في وزارة الدفاع يعترفون أنه في الوقت الحالي، الجانبان لا يهتمان بأمر الحرب، وفرص التفجير في المستقبل القريب ضئيلة، وفي الوقت نفسه، من الواضح أن أصغر حادث قد يستدعي رداً يؤدي الى حرب لبنان الثالثة".
وذكرت الصحيفة انه "في كانون الثاني قتل "حزب الله" جنديين في ألوية المشاة غفعاتي، باطلاق صواريخ كورنت المضادة للدبابات على دورية على طول الحدود"، موضحةً انه "فور وقوع الحادث، أعلن الجيش الإسرائيلي حالة تأهب قصوى، لكن كان يوجد عنصر تقييدي"، لافتةً الى انه "في اللحظة الأخيرة، تم الضغط على الزر بهدف "إجهاض" العمل العسكري، وتوقفت الحرب"، معتبرةً ان "الامر الواضح بالتأكيد،هو، لو أن "حزب الله" قتل أكثر من جنديين وربما أسر بعض الجنود، كانت قد تشكلت لجنة تحقيق في حرب لبنان الثالثة".
ورأت الصيحفة ان "حزب الله" والجيش الاسرائيلي مستعدان لمثل هذا الصراع، فقد باشر الجيش الاسرائيلي بإقامة العديد من الحواجز والعقبات قرب شلومي، القريبة من الحدود الشمالية، التي تهدف إلى منع المسلحين من عبور الحدود والسيطرة على الطرق، والبؤر الاستيطانية، وحتى البلدات"، ذاكرةً انه "منذ فترة طويلة انتهت الأعمال التحضيرية في المدن والمجتمعات المتاخمة للحدود".
واضافت: "في بعض المناطق، بنى الجيش الخنادق الاصطناعية و الجدران"، لافتةً الى ان "ضباط الجيش الاسرائيلي يعترفون بأن جميع التحضيرات لم تكتمل بعد وأنه لم يتم اتخاذ جميع اجراءات الطوارىء، لكن من المتوقع أن تكتمل قريباً"، مؤكدةً انه "في اليوم الذي تندلع فيه المواجهات، سيتم اخلاء قرى الشمال، وتحل مكان السكان كتائب من القوات المقاتلة"، موضحةً انه "قد تم بالفعل إعداد خطط الإخلاء، وخطط للهجوم على الجانب الآخر من الحدود، ومن المتوقع أن تطلق اسرائيل لكامل قوتها وتبذل كا ما بوسعها من أجل الانتهاء من الجولة المقبلة في غضون أيام".
وكشفت الصحيفة ان "الخطة الاستراتيجية الجديدة التي كشف عنها رئيس الأركان لا تترك مجالا للأعذار"، مشيرةً الى انه "عندما يبدأ الجيش الإسرائيلي في الحرب القادمة، لن يتوقف إلا بعد أن يكمل مهمته، مما يعني انه لن يتوقف عن اطلاق النار الا بعد أن يرفع العدو راية الاسستسلام البيضاء، أو بعد أن يوقف العالم الجيش الاسرائيلي من ضرب "حزب الله" وقصف الأراضي اللبنانية".