عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

مدرب مانشيستر يونايتد في حوار مطول: لن أشعر بالغرور.. وهذه أول كلامتي لـ"بوجبا"

 النرويجي أولي جونار
النرويجي أولي جونار سولشاير

أجرى النرويجي أولي جونار سولشاير مقابلة مصورة مطولة مع شبكة NBC تحدث فيها عن كل شيء يخص حياته، مسيرته كلاعب ومسيرته كمدرب حتى تعيينه مديرا فنيا لمانشستر يونايتد الإنجليزي.



لقد فزت بالكثير وحققت نجاحات لا تحصى وكل ذلك بفضل التدريب والعمل الجاد.

بالتأكيد، لم أولد بأي شيء مميز، أبي كان مصدر إلهامي، كان مصارعا جيدا يجيد كل أنواع المصارعة، الأمريكية، الرومانية، واليونانية، لكن فور ولادتي اضطر لاعتزال اللعبة لأني شغلت الكثير من وقته على ما يبدو.

رأيت قصاصات ورقية له كلاعب، كان مثلي الأعلى وأخبرني ماذا فعل ليصل لما وصل له، لكي تكون عظيما في شيء يجب عليك أولا أن تحبه وثانيا أن تبذل الكثير من الجهد لتتقنه.

لذا فقد أحببت كرة القدم، أحببت تسجيل الأهداف، وأحببت التدرب لإحرازها.

لقد أتيت لمانشستر يونايتد كاسم غير معروف من نادي مولده عام 1996 لكن بوقت قصير أصبحت القاتل ذوه الوجه الطفولي والرجل الذي سينقذ يونايتد مرارا وتكرارا ولعل أبرز مثال على ذلك هدفك الشهير في نهائي دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ في موسم التتويج بالثلاثية، هدف الفوز بالبطولة وأهم هدف في تاريخ يونايتد.

حينما كنت أشاهك كلاعب كنت أرى أن عقليتك فريدة، لا تقول أن المباراة انتهت إلا حينما تنتهي، كل موسم يحمل معنى ودرسا هاما.

كنت بديلا في أوقات كثيرة، أشارك لمدة 15 أو 20 دقيقة، نصف ساعة ربما، وعلي أن أعتبر هذا الوقت كأنه 90 دقيقة وأقوم بعملي.

وقت النهائي لم أكن سعيدا للغاية من المدرب، قدمت موسما مميزا، سجلت الكثير من الأهداف، وحينما أراد تنشيط الهجوم أشرك تيدي شرينجهام قبل أن يشركني.

شرينجهام سجل 4 أو 5 أهداف هذا الموسم بينما كنت قد سجلت 17 هدفا تقريبا، شعرت بالغضب، أردت أن أثبت أنه على خطأ ثم أردت أن أجعله سعيدا.

أتذكر بعد فوزنا بالمباراة وضع يده على كتفي وقام باحتضاني فأخبرته بأنه استحق هذا الفوز لكنني رغبت أن أريك أنه كان يجب أن ألعب أكثر.

شخصيتي مختلفة قليلا، لا أحتاج للمديح بشكل دائم، أُفضل أن يتم استفزازي قليلا لكي أقول في النهاية سأريك وأثبت خطأك.

هذا شيء أريد أن أراه من لاعبيني دائما.

أمضيت 11 عاما في أولد ترافورد، شاركت في أكثر من 200 مباراة، فزت بـ6 ألقاب للدوري الإنجليزي، لكن أغلب مشاركاتك كان كبديل خارق، هل كان الأمر محبطا؟ أم أن كل هذا الوقت الذي أمضيته على مقاعد البدلاء تشاهد اللاعبين والمدربين كان مفيدا لك لتقرر أنك تود أن تصبح مدربا بنهاية مسيرتك؟

دائما ما كنت مهووسا بكرة القدم، اعتقدت دائما أنني سأبقى في هذا المجال لكنني لم أتوقع أنني سأصبح مدربا لفريق كبير، لم أتوقع حتى أنني سأصبح لاعبا لفريق كبير.

لكن دائما كنت أود أن أتطور وأصبح أفضل، جلوسي على مقاعد البدلاء أفادني كثيرا، أثر إيجابيا على شخصيتي ومنحني القوة الذهنية والمعرفة الكافية، كنت أجلس في أفضل مقعد في الملعب يمكن لمتفرج أن يجلس به.

لم تكن تتابع اللعبة فقط لكنك كنت تشاهد أحد أساطيرها التدريبية، في نهاية مسيرتك أبعدتك إصابة قوية وذكرت سابقا أنك كنت تحمل دفترا تدون به ما يفعله سير أليكس فيرجسون وما يحدث به اللاعبين عقب الفوز والخسارة، ما أهم درس تعلمته من مشاهدة فيرجسون؟

تعلمت منه الكثير، سعيه الدائم للتطور، جوعه للانتصارات وعقلية الفوز.

حينما تُوجنا بالثلاثية في 1999 حضر معنا العشاء وغادر بعد ساعة واحدة، أظنه بدأ التحضير للموسم الجديد صباح اليوم التالي، كأنه قام بالربت على كتفه ليخبر نفسه بأنه قام بعملٍ جيد لكن لننتقل للمرحلة التالية ونفوز مجددا.

كان يعرفنا جيدا، كل واحد منا، يعرف كيف يدخل عقلك ليقنعك بما يريد، كان يستفزني كثيرا لكنني أظن أنه كان يعرف أن تلك هي الطريقة المثلى ليجعلني أقدم 100% مما أملك، بينما كان يتجنب إغضاب لاعبين آخرين لأنه كان يعلم أن تلك الطريقة خاطئة ولن تحقق له ما يريد منهم.

روني أخبرنا مرة أنه حينما كان فيرجسون يريد شيئا من رونالدو أو ناني كان يصرخ فيهما دوما؟

هذا صحيح، لكي تحصل على ما تريد من اللاعبين هناك الكثير من الطرق، في مذكراتي كتبت الكثير لكن الجزء الأكبر يعتمد على عقلك أنت.

ذات مرة تعرض ناني للطرد، جلسنا في غرفة خلع الملابس ننتظر ماذا سيقول فيرجسون، ربحنا المباراة بسهولة بفارق 3 أهداف لكن كنا لا نزال نخشى رد فعله.

وبخ ناني بشكل قاسٍ جدا، ليس لأنه يملك ضغينة ضده أو أي شيء لكنه أراد توجيه رسالة نحن الـ10 الآخرين في المباراة. كان بارعا في علم النفس.

علاقتك بالنادي كانت مختلفة، علاقة المشجعين بالفريق تختلف عن علاقة اللاعبين، بالنسبة لمعظم اللاعبين الأمر مجرد وظيفة لكن بمشاهدتك عقب اعتزالك على التلفاز النرويجي، لقد انهمرت دموعك حينما تحدثت عن مانشستر يونايتد، هل يمكنك أن تخبرني ماذا يعني لك مانشستر يونايتد؟

حينما تقوم بعملك بشكل يومي يصبح جزءا منك، تلك كانت المرة الثانية التي بكيت فيها على الملأ، المرة الأولى كانت في حفل زفافي حينما كنت أتحدث عن زوجتي. لن أبكي مرة ثالثة الآن أعدك بذلك.

مانشستر يونايتد يملك مكانا خاصا في قلبي، أود أن أكون وفيا لهذا النادي، أقدم كل ما أملك، عدت لأن هذا ما يجب عليك فعله حين يطلبون مساعدتك.

أصبحت مدربا بمجرد اعتزالك لكرة القدم كلاعب، بداية من تدريب شباب مانشستر يونايتد ثم رديفه ثم العودة للنرويج لتدريب مولده في 2011.

مولده لم يفز بالدوري النرويجي أبدا في تاريخه عبر 100 عام لكنك قدته للقبين متتاليين في 2011 و2012، ثم قمت بتدريب كارديف سيتي في منتصف موسم 2014، الأمر كان كارثيا بعدما احتل الفريق المركز الـ20 وهبط للتشامبيونشيب الإنجليزي ثم تمت إقالتك.

حينما غادرت كارديف هل ظننت أن مسيرتك التدريبية في الدوري الإنجليزي انتهت؟

لا، فقط جزء مني ظن ذلك. لم أرد أبدا العودة لإنجلترا مجددا، لا أريد أن أدرب في الدوري الإنجليزي، كانت تجربة مروعة.

والآن أنا أدرب مانشستر يونايتد، لقد وُلدت لأكون جزءا من هذا النادي، تجربة كارديف كانت رجلا غير مناسب في مكان غير مناسب في توقيت غير مناسب.

حاليا أنا موجود في مانشستر، كارديف هو الآخر متواجد في الدوري الإنجليزي، لذا الكل سعداء.

عدت لمولده ثم طلبك يونايتد في ديسمبر 2018.. هناك اختلاف بين التواجد في كلا الناديين؟

بالطبع، هناك اختلاف كبير، حجم النادي والاهتمام الإعلامي، لكن بالنسبة لي أمضيت 6 سنوات ونصف في مولده لكن المثال الذي أضربه لطريقة لكيفية إدارة نادٍ بطريقة صحيحة هو مانشستر يونايتد، كيف تلعب كرة جيدة هو مانشستر يونايتد.

بشكل ما انتقلت من قارب صغير لسفينة عملاقة لكن طريقتي لم تختلف.

حينما هاتفك مسؤولو يونايتد لتولي تدريبه هل تفاجئت؟

بالطبع تفاجئت، حين يطلب منك إد وودوارد أن تتولى قيادة الفريق تطلب مني الأمر ثانيتين لأفكر هل أنا جاهز؟ نعم أنا جاهز.

وظيفة كبيرة للغاية لكنه منزلي، ليست الوظيفة ذاتها هي المريحة لكنني أشعر بالراحة في مانشستر يونايتد.

لدي العديد من التحديات مع اللاعبين، إرضاء الجماهير، تحقيق مطالب المُلاك، النادي يصبو دوما للنجاح.

في كارديف كان طموح الفريق النجاة من الهبوط، هذا ليس أنا، أنا أرغب في الفوز هذا ما تعلمته في مانشستر يونايتد، المنافسة دوما على القمة.

سبب من أسباب قبولي مهمة تدريب كارديف وقتها هو أنه تحدٍ إذا فزت به ربما مانشستر يونايتد سيعرض عليا وظيفة تدريبه.

هكذا يعمل عقلي، أود النجاح في مكان صعب ليرى الجميع ما أنا قادر على فعله في مواجهة الصعاب لكن خطتي لم تنجح مطلقا، ولكن ذلك جعلني أقوى كإنسان وكمدرب وها نحن هنا.

حين استقدمك يونايتد في ديسمبر كان الفريق يعاني من أسوأ بداية له في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، يتخلف بـ11 نقطة عن المركز الرابع، يفتقد للإبداع واللعب الجمالي، وغرفة الملابس على وشك الانفجار.

جوزيه مورينيو في مؤتمره الصحفي الأخير أخبر الصحفيين أن الفريق افتقد للإصرار والنجاعة، ما الذي فعلته مباشرة بشأن اللاعبين حينما وصلت للنادي؟

أول ما فعلته كان مقابلة جماعية لنتحدث بشأن تطلعاتنا وأين يجب أن نكون. هم موجودون في تلك الغرفة لسبب وجيه، هم لاعبون لمانشستر يونايتد وحين تمثل يونايتد يجب أن تكون مميزا.

حين تواجه تعثرات يصبح من السهل أن تشكك في ذاتك وقدراتك، هذه هي الطبيعة البشرية، أول ما فعلناه هو إعادة الثقة لهم وبدؤوا بتذكر لما هم في فريق بحجم يونايتد والآن يجب عليهم إظهار ذلك بردة فعل مناسبة.

لقد عدت لفريق يملك لافتة باسمك وفي مواجهة كارديف الأولى لعب الفريق بشكل هجومي كبير وانتصر انتصارا عريضا بـ5 أهداف للمرة الأولى منذ 2015، أحببت حديثك بعد المباراة حينما قلت "كرة القدم سهلة إذا كنت تملك لاعبين جيدين" نفس اللاعبين كانوا موجودين قبل وصولك ما الذي تغير؟

التغير كان في عقولهم لأننا أخبرناهم أن يهاجموا بضراوة ويظهروا مهارتهم دون خوف، أنا متواجد هنا حتى الصيف لأتأكد من ذلك.

كنت معجب بهم حين كنت أشاهدهم على التلفاز أنا وأبنائي، لديك بطل لكأس العالم ولديك أفضل حارس في العالم فقط أخبرتهم أن يثقوا بأنفسهم وهذا ما فعلوه.

ماذا بشأن بول بوجبا؟ تحول بوجبا من نجم لا يؤدي بشكل جيد لمحور أداء الفريق منذ قدومك، شائعات عودته ليوفنتوس ظهرت كثيرا بعد توتر علاقته بمورينيو حتى قبل أن تتولى مسؤولية تدريب الفريق قلت أنه إن كنت المدرب كنت ستقوم ببناء الفريق حوله.

أول شيء قلته له تهانينا للفوز بكأس العالم، دعنا نرى ذلك في مانشستر يونايتد.

ماذا قال لك عن الفترة السابقة؟

لم يتحدث بشأن ذلك، الماضي هو الماضي ويجب علينا التطلع للأمام والمضي قدما.

ظهر ماركوس راشفورد كأنه يلعب خائفا، تارة يشارك كمهاجم وتارة يشارك كجناح، بما نصحته ليستعيد تألقه؟

قابلت راشفورد ولينجارد في النفق المؤدي لغرف خلع الملابس بعد مباراة يانج بويز التي انتصر فيها يونايتد في الوقت بدل الضائع، أضاع فرصتين أو 3 في تلك المباراة فأخبرته أنه يجب عليه أن يتحلى بقليل من الهدوء وستسجل تلك الفرص، الآن أقوم بتدريبه على ذلك وأخبره بأن يتمركز جيدا قبل أي شيء ويزيل الضغط عن كاهليه، لديك وقت أكثر مما يتصور داخل عقله.

سجل أول هدف له بعد 3 دقائق من أول مباراة لي كمدرب للفريق، هذه بداية رائعة لشراكتنا.

فيكتور ليندلوف، جيمي كاراجير قال أنه لا يمكنه اللعب على مستوى عالٍ في الدوري الإنجليزي، يونايتد احتفظ بشاك نظيفة فقط مرتين قبل مجيئك، ما التغيير التكتيكي الذي فعلته في الدفاع ليظهر بمستوى أفضل كثيرا؟

لا أفضل أن أتحدث عن الفترة التي سبقتني لكن بالنسبة لليندلوف أخبرته أن نقطة من نقاط قوته تكمن في كيفية إخراجه للكرة وتمريرا بشكل سليم من خد الدفاع، كان لدينا أكثر من ثنائي دفاعي وهذا أثر في انسجامه لكنه سويدي وأنا من النرويج، نملك نفس الثقافة وبيننا رابط اسكندنافي يمكننا من تحدث لغة نفهمها نحن فقط.

ربما يجعله ذلك يشعر بالارتياح أكثر، لقد رزق بطفل مؤخرا وتحول من صبي لرجل وهذا بدأ يظهر أيضا في أداؤه على أرض الملعب.

لقد لعب في الدوري البرتغالي، لعب للسويد، مانشستر يونايتد في مستوى مختلف، كل شيء تقوم به يتعرض للنقد لكنه وجد مرشدا جيدا في زلاتان إبراهيموفيتش.

فعلت معه ما فعلته مع الجميع، جلست وتحدثنا سويا لأتمكن من التعرف عليه أكثر.

أنتوني مارسيال، بدا حزينا ورغب في الرحيل في النصف الأول من الموسم قبل أن يجدد عقده لمدة 5 سنوات، تأثيرك على اللاعبين كبير، هل تظن أنه بإمكانك فعل كل ما فعلته في أي فريق غير مانشستر يونايتد أم لأنك كنت جزء من النادي فتأثيرك كبير على يونايتد فقط؟

أحب تخيل أن ذلك كان ليحدث في أي نادٍ لكن بسبب تاريخي مع يونايتد والرابط الموجود بيننا والطاقم الذي أعمل معه ولعبت معهم سابقا، ينادونني الآن بالرئيس وأقول لهم لا، أنا فقط أولي، هذا اسمي منذ جئت هنا منذ 15 عاما.

أظن أنه يمكنني أن أشرح لأي شخص ما معنى أن تلعب لفريق بحجم مانشستر يونايتد، لعبت تحت قيادة أفضل مدرب في التاريخ، لدي ذكريات رائعة، يجب على اللاعبين أن يشعروا بالسعادة لوجودهم هنا، لا يوجد مكان أفضل في العالم لممارسة كرة القدم.

أيا كان ما فعلته لكن يبدو أن الفريق تغير كليا بمجيئك، جاري نيفيل طلب منك قبل فترة أن تخبرنا بسرك فأخبرته أنه لا توجد أسرار في كرة القدم فقط العمل بجد.

هل الأمر بهذه البساطة؟ الوصول لمزيج من الراحة والسعادة في التدريبات فقط؟

لا يوجد أسرار أبدا كما ذكرت. لدي لاعبين رائعين، نيفيل امتلك لاعبين رائعين في فالنسيا أيضا لكنه افتقد لـ"الحمض النووي لمانشستر يونايتد" كما افتقد بعض الشغف، أظنه أدرك أن هذا ليس ما يريد فعله.

الكثير من أبطال الفرق تولوا تدريبها في وقت ما مثل تجربة آلان شيرار مع نيوكاسل ولم ينجحوا، هناك الكثير من أساطير يونايتد كانوا مرشحين للعودة لتدريب يونايتد مثل جاري وفيل نيفيل وريان جيجز، لكن انت من أتيت لإنقاذ الفريق كما فعلت سابقا في 1999، لماذا انت بالتحديد؟!

لا أملك الإجابة على ذلك، أنا فقط أتصرف بطبيعتي دوما، كلاعب ومدرب وزوج وأب، يجب أن تقبلني كما أنا، الأمر ليس سهلا لذا أحطت نفسي بطاقم مميز ليداري مثلا ضعف تكتيكاتي الدفاعية حتى الآن.

ربما هذا هو السر، كن نفسك، لن أحاول أن أكون شخصا ليس أنا، مادمت لا أشعر بالارتياح في البيئة المحيطة لن أحاول تغيير نفسي، مع يونايتد لا أملك شيئا لأخسره كمدرب لمانشستر يونايتد كي أرفض تولي المسؤولية الآن، أنا أنتمي لهذا النادي ولتلك البيئة.

هذه البيئة رائعة، ذكرت سابقا أن لديك لاعبين رائعين في الهجوم مثل مارسيال وسانشيز وبوجبا وراشفورد ولوكاكو، هذا مثلما امتلك النادي يورك وكول وشرينجهام وجيجز وبيكام على الأطراف، هل يمكن تطبيق نموذج الماضي حاليا وقتما كان مانشستر يونايتد الأكثر سيطرة في الكرة الإنجليزية؟

أعتقد أن الأمر إجباريا أكثر منه اختياريا، حينما تكون لاعبا لمانشستر يونايتد يجب أن تؤدي بشكل معين، هذا ما تربينا عليه في النادي وهذا ما فعله جيل 92 التاريخي، يجب أن تهاجم، يجب أن تُمتع الجماهير، يجب على الأقل ألا تدخر جهدا في أي مباراة، ستجد أن سعيك لتصبح الأفضل أكثر سهولة حينما تبذل جهدا كافيا.

فلسفتي الكروية بسيطة للغاية، يجب أن تمرر للأمام وتصنع فرصا كافية وتتواجد دوما في منطقة جزاء الخصم، لن تسجل وانت خارجها.

يمكنك مشاهدة أهداف سجلها بول بوجبا وأندر هيريرا بتلك الطريقة، أطلب من الجميع الهجوم والتواجد في منطقة الجزاء بشكل أكبر، لا يوجد سبب كافِ للاعب في مانشستر يونايتد ألا يكون الأكثر في العالم بذلا للجهد في كل مباراة.

بشكل ما أعدت هوية مانشستر يونايتد المفقودة منذ رحيل أليكس فيرجسون، أود أن أسمع وصفك لتلك الهوية بكلمات أولي سولشاير.

يجب عليك أن تخاطر، أن تكون شجاعا وواثقا، أن تكون متواضعا وتبذل 100% من جهدك طوال الوقت، تلك هي هوية مانشستر يونايتد.

يمكن أن تنتصر 5-0 فتظن أن الفريق يملك اللاعبين الأفضل في العالم لكن حين تتأخر بنتيجة 1-0 لا تجد لهم أثرا، في مانشستر يونايتد حين تتأخر بالنتيجة تطلب من زملائك إعطائك الكرة سأفعل شيئا وتُظهِر شخصيتك. هذا ما نحاول ترسيخه في ذهن لاعبينا.

تقصد هوية الفوز، لكن هي يمكنك تخيل يونايتد لا يحقق لقب الدوري لمدة 29 عاما؟

ليس في عقولنا حاليا لكن يجب عليك أن تتعلم من التاريخ في كرة القدم، إذا سهوت قليلا ستظل تنزلق بشكل يومي من القمة حيث تنتمي للقاع لهذا يجب عليك أن تكون متطلبا وتبذل أقصى جهدك بشكل يومي. يجب عليك أن تضع معاييرك وتطلب الالتزام بها.

كيف تغيرت عقليتك عما كانت عليه حينما كنت لاعبا لسير أليكس فيرجسون بعد أن أصبحت مديرا فنيا؟

الأمر غريب، أحمل احتراما كبيرا له، الآن يأتي ليزورني في مكتبي الذي اعتاد أن يكون مكتبه، يملك الكثير من المعرفة ولا يوجد أفضل منه لتطلب منه النصيحة.

ما أكثر نصيحة قيمة قدمها لك أليكس فيرجسون منذ أن توليت مسؤولية تدريب يونايتد؟

مثلما كنت لاعبا، أخبرني ألا أتعامل مع الأمر على أنه وظيفة، يجب أن أستمتع به وأن أشعر بالمتعة في التدريبات.

يجب أن تتأكد أن اللاعبين والطاقم الفني يشعرون بالأمر ذاته والمتعة ذاتها، حينما تشعر بذلك ستتمكن من إظهار خصائصك كلها على المستوى الشخصي وفي الملعب أيضا وسيؤدي ذلك لوحدة الفريق في النهاية.

قدمت في منتصف الموسم وأحدثت تحولا من أفضل ما شاهدت بعد تغيير المدرب، لكن سيرتك الذاتية كمدرب لمولده النرويجي وكارديف الذي هبط للدرجة الثانية ليست مشجعة لتصبح مدربا لفريق عملاق، هل تقوم بـ"قرص نفسك" بعد كل فوز للتأكد أن ما يحدث حقيقة؟

لا، لا أفكر في الأمر بطريقة انظر أين أنا الآن، أنظر له بأنه ما أود أن أفعله وهنا حيث أريد أن أكون، سأظل أعمل لأتطور وأقدم أفضل ما لدي.

لا يهم أن كنت مدربا لمولده في النرويج أو مدربا لفريق ابنتَي الصغيرتين، سأقدم كل ما بوسعي من أجلهم، أحب رؤية الناس ينجحون.

كنت عضوا من فريق ناجح، كيف تصف الأمر الآن بعد أن أصبحت مدربا لنفس الفريق؟

هتافات الجماهير موسيقى رائعة، مشجعو مانشستر يونايتد هم الأفضل في العالم.

لقد حققت الكثير في مسيرتي كلاعب لكنني لم أكن أبدا أبحث عن نجاحي الشخصي فقط، أود أن يكون الفريق ناجحا، لن أقول أبدا انظروا لي الآن ولما حققته.

أحببت هتاف الجماهير باسمك حين كنت لاعبا، الآن وبعد عودة تاريخية أمام باريس سان جيرمان قلت أنك حادثت نفسك وتسائلت لماذا أنا، فتى صغير من كريستيانسند في النرويج أصبح أسطورة في أولد ترافورد، الآن وبكلماتك السابقة، هل تصدق أنك كفتى صغير من كريستيانسند وعضو من الجيل الذهبي ليونايتد أصبحت مديرا فنيا للفريق؟

أنا المدرب، هذا ما حدث، يجب عليْ أن أتعايش مع ذلك وأقدم أفضل ما لدي كي لا يتسائل الناس عن جودتي، كي أنظر لنفسي في مرآة غرفتي قبل نومي وأخبر نفسي أنني بذلت كل جهدي اليوم.

لا ينبغي أن أنجرف أو أشعر بالغرور أو أشعر بالإثارة مبكرا، يمكنك فعل ذلك حينما تعتزل لكن الآن لدينا مباريات لنفوز بها وهذا هو الأهم.