عاجل
السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

غرور الفنانين


لقد أصابت لعنة الغرور والأنانية الكثير من أبناء هذا الجيل في الوسط الفني، والذي يمتلئ بأشباه الفنانين الذين لا تربطهم أي علاقة لا من بعيد أو قريب بالفن الحقيقي الذي تعودنا عليه قديما، ومنهم الكثير - أيضا - ممن لا يمتلكون الموهبة الفنية، ولكنهم سطوا على الفن من أجل الشهرة والمال، فالماضي كان الفن يحمل رسالة سامية مفيدة للمجتمع بكافة اختلافاته الثقافية الدينية، وكان يحتضنها مجموعة من الفنانين الذين أتقنوا حرفية هذا المجال، سواء في طريقة التقديم لفن هادف، أو من خلال الصورة التي قدموها عن طريق رقي أخلاقهم وطريقة تعاملهم، التي تعلمنا منها الكثير من الفكر والثقافة، ولكن يؤسفني بأن نكتشف اليوم أن كل ذلك لم يعد موجودا، ولم نلامسه في الواقع.

وأصبح للفنان صفات وأهداف مختلفة عن ما كانت عليه في الماضي، حيث كان الفنان يضحي من أجل فنه، ولو كان على حساب راحته وحياته من أجل الرقي بما يقدمه، واحتراما للمشاهد، أما هذا الجيل من الشباب فهو يرفع شعار الغرور والتكبر على رأس القائمة، وأصبح كل من شوهد في إحدي وسائل الإعلام فنان متألق لا يجب على أحد أن يقترب منه، أو من موهبته التي قد تكون حقيقية، وقد لا تكون لرداءة المستوى الذي وصل إليه، والتساهل الخطير الذي أصبح يتعامل به، ونجد اليوم فنانا قد يكون في بداية مشواره الفني وكل رصيده لا يتعدى عمل أو اثنين، ويكون في قمة التكبر والغرور ويضع نفسه في منزلة أكبر منه. 

أن هذا التصرف وغيره من التصرفات التي تصدر من فنانين هذا الجيل فهي تدل على عدم النضج، وعدم الاحترام للغير، وعدم الخبرة الحقيقية، ولم يكتثر هذا الغرور على جمهوره، ولكن الأنانية التي يتبعها هذا الجيل ضد زملائهم من نفس المجال، ففي السابق كنا نجد من تأتي الفرصة ويصبح له اسم يستطيع أن يفرض رأيه على الإنتاج لم يتأخر في مساندة زملائه ممن لم يحالفهم الحظ، ووجدنا هذا مع الفنان عادل إمام الذي صعد الكثير والكثير من زملائه، وأصبحوا نجوما كما وجدنا هذا - أيضا - مع جيل بداية هذه الألفية، ونذكر منهم الفنان محمد هنيدي، وأحمد السقا، والراحل علاء ولي الدين، فنشهد لهم أنهم ساندوا بعض، وساندوا زملاء لهم كثيرين، وأعطوهم الفرصة كي يصبح لهم مكانة بينهم. مع الاختلاف لهذا الجيل الذي لم نجد فيه نجما حقيقيا حتى الآن؛ بسبب الغرور والأنانية التي تصيبهم، وكل منهم يريد أن ينفرد بالعمل وحده دون مساندة أو تصعيد زملائهم ممن يمتلكون الموهبة، ولكن لم يحالفهم الحظ، ونذكر من النجوم الذي حالفهم الحظ، ولكن تقتلهم الأنانية، وأصابهم الغرور الفنان الشاب محمد رمضان، فأنت الآن في مكانة تستطيع أن تفرض رؤيتك على الإنتاج في اختيار زملاء لك كي نستطيع أن نوسع في دائرة النجوم الشباب، مع العلم أن المنتج كل ما يهمه هو بطل العمل الذي سيسوق على اسمه، ولا يريد أن يجهد نفسه في اختيار جيل جديد من الشباب لمساندة البطل، وكي يعطيهم فرصة قد تنفعهم، ومع الأسف فأنانية البطل تقوي المنتج على هذا المبدأ، فلم نجد أيضا وجها جديدا لشاب أو فتاة أوتيحت لهم الفرصة في فيلم حمادة هلال الأخير "حماتي بتحبني"، بخلاف فيلم "هنيدي" - أيضا - "يوم مالوش لازمة" الذي أعطي فرصة بمساحة لعدد من الشباب الجدد، أرجوكم انتبهوا لهذا الأمر جيدا، وابعدوا عن الأنانية والغرور وساندوا زملائكم من الشباب، فالأنانية كريح الصحراء تجفف كل شيء.