تعاون بين "البيئة" و"السياحة" لتحقيق تنمية سياحية مستدامة

اجتمع وفد من وزارة البيئة مع وفد من وزارة السياحة لوضع خطة للتعاون المشترك بين الوزارتين، لتعزيز جهودهما في الحفاظ على الموارد والموروثات الطبيعية من أجل الأجيال القادمة بما يساهم في تحقيق تنمية سياحية مستدامة، ويدعم السياحة البيئية.
وجاء هذا في إطار تنفيذ مصر لالتزاماتها في اتفاقية الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي، وفي ضوء تبنى الوزارتين تطبيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، وفي إطار برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة وبرنامج تطوير المحميات الطبيعية.
وأكد وفد وزارة البيئة أهمية برنامج تطوير المحميات الطبيعية لوزارة البيئة والذي يتكون من أولا : تطوير البنية التحتية في عدد من المحميات الطبيعية، وثانيا: إشراك المجتمعات المحلية والقطاع الخاص في عمليات التنمية في هذه المحميات لكي نصل بها إلى المستوى العالمي، وإتاحة الفرص للقطاع الخاص لإدارة وتشغيل الخدمات بالمحميات لتعظيم تجربة السائح أو الزائر داخل المحمية بما لا يخل بمواردها الطبيعية وحساسيتها البيئية؛ وثالثا: تعميم رسوم دخول المحميات والتصاريح البيئية والتي تعتبر أحد آليات ضبط استخدام الموارد الطبيعية داخل المحميات خاصة أن هذه الموارد هي حق الأجيال القادمة لكي تستفيد منها بالشكل الأمثل ولضمان استدامة تأدية هذه الموارد لمهمتها في الحفاظ على التوازن البيئي.
وأشار إلى أن هذه المفاهيم يتم تطبيقها في كل بلدان العالم التي تمتلك محميات وثروات طبيعية وأن تلك الدول تلتزم بتطبيق كافة الآليات للحفاظ على هذه الموارد مع ضمان تنميتها واستخدامها المستدام ويصب كل ذلك في تحقيق السياحة المستدامة.
وأكد وفد وزارة السياحة أهمية دور وزارة البيئة في الحفاظ على الموارد الطبيعية، مشيرة إلى أهمية التعاون والتنسيق بين الوزارتين للترويج للسياحة البيئية وتنمية مناطق الجذب السياحي بالمحميات.
وأوضح أن النمو الذي يشهده قطاع السیاحة عالميا في الآونة الأخيرة أدى إلى زیادة الوعي لدى الحكومات والمجتمعات بتأثیر السياحة على الموارد الاجتماعية والثقافة والبيئية، مشيرة إلى أنه أصبح هناك ضرورة ملحة لتحدید وتنفیذ سياسات واستراتيجيات تضمن مساهمة السیاحة في أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة يهدف إلى تحقیق تنمية سیاحیة مستدامة من خلال صیاغة وتنفیذ إصلاحات هيكلية تهدف إلى رفع القدرة التنافسية لقطاع السیاحة المصري وتتماشى مع الاتجاهات العالمیة.
وقالت وزيرة السياحة إن برنامج الإصلاح الهيكلي لتطوير قطاع السياحة ترتكز رؤيته على تطبيق المعايير الدولية للاستدامة في كافة الأماكن السياحية المصرية للحفاظ على الثروات الطبيعية، وذلك في إطار المحور الخامس بالبرنامج والخاص بمواكبة الاتجاهات الحديثة في مجال السياحة ومن بينها الاهتمام بالسياحة الخضراء والحفاظ على البيئة وتشجيع الفنادق والمنشآت السياحية لاستخدام الطاقة النظيفة والمتجددة لتوفير الطاقة.
وخلال الاجتماع ناقش الوفدان الاشتراطات البيئية ضمن منظومة تحديث معايير تصنيف الفنادق المصرية التي تقوم بها حاليا وزارة السياحة، والتي من المقرر الانتهاء منها قريبا، ومن أهم هذه الاشتراطات التي تطبق على المستوى الدولي استخدام الري بالتنقيط لترشيد استخدام المياه والتأكيد على التخلي عن استخدام البلاستيك بالإضافة إلى الالتزام باستخدام المبيدات الحشرية التي تتطابق مع المعايير البيئية الدولية، والتوعية بطرق الاستخدام السليم لتلك المبيدات.
كما تم خلال الاجتماع الاتفاق على دراسة إمكانية الاستفادة من تجربة أحد الفنادق الكبرى بمدينة الغردقة في التخلي عن استخدام البلاستيك، وتطبيقها في فنادق بمدن سياحية أخرى مثل مدينة شرم الشيخ.
وأكدت وفد وزارة البيئة تطبيق آليات دمج المجتمعات المحلية في مسارات التنمية بالمحميات، وتوفير فرص العمل لهذه المجتمعات لزيادة دخلهم على غرار ما تحقق في محمية وادي الجمال بمحافظة البحر الأحمر، والذي ارتفع بنسبة 260 % في عام ٢٠١٨ عن عام 2017 والذي تم بالتعاون مع مشروع برنامج التعاون الإيطالي وجهاز شئون البيئة.