عاجل
السبت 23 أغسطس 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

فالس: فوضى سوريا تزعزع استقرار الشرق الأوسط بأكمله

رئيس الوزراء الفرنسي
رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس

قال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إن الفوضى السائدة في سوريا تزعزع الاستقرار في الشرق الأوسط بأكمله، خاصة وقد أصبحت سوريا معقلا للارهابيين مثل داعش وجماعات أخرى مرتبطة بالقاعدة.. مؤكدا في الوقت نفسه أنه بدون التوصل لحل سياسي دائم للنزعات فلن يكون هناك أي استقرار.

ودعا "فالس" في هذا الخصوص لبذل جميع الجهود لوقف تفكك الشرق الأوسط عبر حلول سياسية تدعو إلى وحدة الشعوب وتسمح بتجاوز الخلافات المذهبية وتحافظ على حقوق الأقليات. 

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها فالس اليوم الثلاثاء أمام نواب الجمعية الوطنية الفرنسية "البرلمان" وذلك خلال جلسة النقاش حول المشاركة العسكرية لفرنسا في سوريا.. والتي دعا خلالها إلى تعزيز الحوار مع روسيا ومع دول المنطقة مثل مصر والاْردن والسعودية وتركيا التي "يجب عليها توضيح أفكارها بصورة أكبر حتى يمكن حل الأزمة السورية".

ودعا أيضا إلى التحاور مع إيران بشأن الأزمة السورية ومكافحة الإرهاب، مشيرا إلى الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الإيراني إلى باريس في نوفمبر المقبل، مؤكدا أن إيران عليها أن تضغط بشكل إيجابي من أجل حل سياسي. 

وأضاف رئيس الوزراء الفرنسى أن النزاع في سوريا يزيد من مأساة اللاجئين الذين يفرون من داعش وأيضا من النظام.. مشيرا إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت تمدد الجماعات الارهابية على مساحات شاسعة من الأراضي السورية وهو ما زاد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.. وحمل النظام السوري مسؤولية تقدم داعش "الذي كان في البداية الأداة لتضييق الخناق على المعارضة المعتدلة قبل القضاء عليها".

وأشار إلى أن التهديدات الارهابية وعمليات التجنيد التي تواجهها فرنسا تتم من مراكز القيادة بالمناطق التي يسيطر عليها داعش في سوريا.. كما أن الدعاية الإرهابية على مواقع التواصل الاجتماعي الناطقة بالفرنسية مصدرها أيضا داعش والتنظيمات التابعة له في سوريا.. وأن ما يتراوح بين 20 إلى 30 ألف رعية أجنبي قد التحقوا بالشبكات الارهابية في سوريا والعراق من بينهم نحو 1880 فرنسيا.

وأكد مانويل فالس أن بلاده ستحدد بنفسها، الأهداف التي يتم ضربها في سوريا وأنه غير وارد أن تساهم تلك الضربات في تعزيز نظام بشار الأسد.. موضحا أن فرنسا ستقوم بالعمليات الجوية في سوريا بالتنسيق مع التحالف الدولي من خلال قوة شامال الفرنسية في العراق، معتبرا أي تدخل بري لفرنسا أو للغرب في سوريا سيفتقر للمنطقية والواقعية، مؤكدا في الوقت ذاته أن بلاده ستدعم أي ائتلاف من دول المنطقة لتحرير سوريا من استبداد تنظيم داعش. 

ودعا إلى استخلاص الدروس من التجارب في العراق وأفغانستان والتي تظهر أن ذلك يتطلب حشد عشرات آلاف الجنود الذين سيتعرضون لخطر كبير وهو الفخ الذي ينصبه لنا الجهاديون وهو إجبارنا على التدخل وجرنا إلى المعركة لكسب التضامن أمام ما سيصورونه على أنه غزو".

في الوقت نفسه استبعد رئيس الوزراء الفرنسي تماما إمكانية التوصل إلى تسوية مع بشار الأسد، متهما إياه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، واصفا مقترح التفاوض معه بأنه سيكون بمثابة "خط أخلاقي" حسب تعبيره.. داعيا إلى تسريع عملية الانتقال السياسي في سوريا وتشكيل حكومة تجمع قوى المعارضة وعناصر من النظام السوري، مؤكدا أن ذلك لن يتحقق إلا إذا سارت الجهود الدبلوماسية في نفس الاتجاه وتتفق مع بيان جنيف.