عاجل
الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

خسائر بالملايين بعاصمة صناعة الدواجن بالغربية

جانب من الحدث
جانب من الحدث

قرية برما أو كما يطلقون عليها "عاصمة الثروة الداجنة" واحدة من أكبر قرى محافظة الغربية ، حيث يسكنها ما يقرب من 140 ألف ، وتعتبر مهنة تربية الدواجن هي المهنة الأم التي يعمل بها معظم سكان القرية فهي بمثابة ” لقمة عيش للجميع ” يعمل بها شباب ورجال ونساء القرية.

ففي الصباح الباكر من كل يوم تبدأ رحلة العمل اليومي لمئات من "السريحة" بالقرية ، فبعضهم يقود عربات النصف نقل صغيرة، والبعض الأخر يقود الدراجات النارية والعجل ، ليحمل معه الأقفاص المحملة بعشرات الكتاكيت وصغار البط، لبيعها فى جميع أنحاء الجمهورية، وخاصة الأسواق الريفية، لمربي الطيور المنزلية، الذين يقبلون على طيور القرية، بسبب سمعتها التاريخية فى توارث مهنة تربية الدواجن.

ومع ارتفاع أسعار الأعلاف مؤخراً أصيبت المهنة بالشلل وتكبد الاهالى خسائر فادحة

يقول "محمد نوار" أحد أهالي القرية ، قفزة كبيرة شهدتها أسعار الأعلاف خلال الفترة الأخيرة حيث ارتفع سعر الطن من ٥٨٠٠ ليصل إلى ما يقرب من ٧٦٠٠ ، مما تسبب في خسارة قدرت بالملايين فضلاً عن نفوق الكثير من الدواجن بسبب عدم توفر الأعلاف.

وأضاف "نوار" أن هناك عدة أسباب وراء ارتفاع أسعار الأعلاف أهمها خفض نسبة المعروض من الذرة الصفراء والصويا ، وارتفاع أسعار الدولار ، إلى جانب تحكم بعض المستوردين فى الاسعار .

وأكد "عبد السلام محمد" صاحب محل أعلاف إن ارتفاع أسعار الأعلاف يأتي نتيجة قيام فئة قليلة باحتكار استيراد الذرة ، مما تسبب فى تضاعف سعرها بما لا يتناسب مع أسعار بيع الدواجن من الفراخ والبط وهذا ينذر بكارثة كبيرة ممثلة فى انهيار هذه المهنة التى يعيش عليها أكثر من 80 % من سكان القرية .

الأهالي "إحنا ذنبنا أيه فراخنا تموت من الجوع بسبب جشع المستوردين يعنى نبيع هدومنا ونأكلها ولا نعمل أيه"
من جانبه عبر "على مصطفى" مربى عن غضبه الشديد بقوله "إحنا ذنبنا إيه فراخنا تموت من الجوع بسبب جشع المستوردين يعنى نبيع هدومنا ونأكلها ولا نعمل أيه ،إحنا فى كل الأحوال مطحونين ومفيش حد بيسأل فينا يبقى خلو الفراخ تاكل أحسن"

آما "محمود قحف" صاحب مزرعة فيقول أن أسعار الأعلاف لا تتناسب نهائياً مع أسعار بيع منتج يكلفنا أكثر من ثمنه فمثلاً تربية قطيع من البط التثمين يكلف ما يزيد عن المائة ألف جنية وحين بيعة لا يتعدى ثمنه الأربعون ألف جنيه فبالتالي الخسارة تصل إلى ستون ألف جنيه والسبب فى ذلك أصحاب مصانع الأعلاف الذين يرفعون الأسعار كل يوم .


وأضاف "قحف" أنه يجب على المسئولين بالدولة التدخل لحل هذه الأزمة التى من الممكن أن تتسبب فى تشريد الآلاف الأهالى بالقرية .

برما تنتج 34% من إنتاج مصر من الثروة الداجنة
ويقول "عماد عبد العال" تاجر إن برما تنتج ما يقرب من 34% من إنتاج مصر من الثروة الداجنة وهى نسبة كبيرة للغاية خاصة وان القرية يوجد بها ما يقرب من ثلاثة آلاف مزرعة بخلاف المزارع الموجودة أعلى أسطح المنازل بجانب أن جميع التجار يأتون إلى القرية من شتى أنحاء الجمهورية من أجل التبضع والحصول على ما يحتاجونه من طيور سواء كان ” بط أو فراخ “.

أين الدور الرقابي الذي تلعبه الحكومة على مستوردي المواد الخام المستخدمة فى تصنيع الأعلاف؟
وأضاف "عبد العال" ان أسعار الأعلاف ارتفعت بشكل كبير في الفترة الأخيرة وهو ما يشكل خطورة كبيرة للغاية على هذه المهنة ، وهو ما أدى إلى اتجاه البعض لوقف نشاطه خوفا من أن يتكبد خسائر فادحة خاصة بعد أن أصبح هناك عدم استقرار فى أسعار السوق ، وتساءل أين الدور الرقابي الذي تلعبه الحكومة على مستوردي المواد الخام المستخدمة فى تصنيع الأعلاف سواء كانت ذرة صفراء أو فول صويا أو مركزات أعلاف ، حيث يجب وضع حد معين لهذا الارتفاع المستمر.

نسبة البطالة منعدمة بالقرية
من جانب آخر أكد السيد سعد (مربى ) ، أن هذه المهنة يعمل بها معظم شباب القرية حيث يتعدى عدد العاملين بها من الشباب ما يقرب من 30 ألف نسمة معظمهم من حملة المؤهلات العليا والمتوسطة هؤلاء تخرجوا من جامعاتهم ومدارسهم واتجهوا إلى العمل بهذه المهنة من أجل الحصول على لقمة العيش دون أن يحملوا الحكومة اى أعباء وأشار الى ان نسبة البطالة تكاد تكون منعدمة بالقرية .

تشريد آلاف المواطنين
ويقول محمد صبحى ( سريح) ، اخرج من منزلي كل يوم مستقل دراجتي البخارية وخلفى عدائتى ذاهبا إلى إحدى المزارع الموجودة بالقرية من اجل الحصول على بعض الطيور لأقوم بأخذها وبيعها فى البلاد المجاورة من أجل أن أعود الى اولادى فى أخر اليوم ب50جنيه وتسأل إذا توقفت هذه المهنة فكيف أعيش أنا وأولادي خاصة وأنى احصل على قوتى يوم بيوم “

وأضاف "صبحي" ان هناك العديد من الأهالي في بعض القرى أصبحوا لا يقبلون على شراء الدواجن نتيجة ارتفاع أسعار الأعلاف بشكل كبير ، وطالب الحكومة أن تنظر إلى أهالي قرية برما بعين الرأفة خاصة وان هذه المهنة يعيش منها آلاف الأسر بالقرية.