عاجل
السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

الرئيس السيسي لـ"سي إن إن ": نحتاج مواجهة فكر التطرف.. ونقاتل حتى لا تسقط سوريا في أيدي الإرهابيين

 الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أهمية مواجهة فكر التطرف في المنطقة وتركيز الجهود على محاربة تنظيم داعش الارهابي ، والوقوف بثبات حتى نتمكن من التغلب على هذا الفكر الارهابي.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال حوار أجرته معه شبكة "سي إن إن" الأمريكية "إن مصر تبذل كل الجهود الممكنة للتغلب على ظاهرة التطرف ، والحفاظ على الأبعاد الأمنية في المنطقة للتغلب على هذه الظاهرة وهذا التحدي".

وحول دعوة الرئيس السيسي إلى تشكيل تحالف لمحاربة هذا النوع من الإرهاب مع الإمارات العربية المتحدة والعديد من البلدان العربية، قال الرئيس "دعني أقول إننا جميعا شركاء في هذا التحالف ضد داعش في سوريا والعراق، ونحن عضو فقط في هذا التحالف، وإن مصر تبذل جهودا لمحاربة الإرهاب".

وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الفكر المتطرف يمثل تهديدا ليس فقط لمصر بل للمنطقة بأسرها ، مشيرا إلى أن التطرف والتفكير الضيق هو الذي نحتاج مواجهته.

وأضاف الرئيس السيسي في حديثه مع شبكة "سي ان ان" الإخبارية الأمريكية "ـأننا لا نستطيع التركيز فقط على محاربة داعش، لكننا نحتاج مواجهة حازمة لتصحيح الفكر المتطرف".

وتابع: "إن مصر لا تدخر جهدا لمواجهة هذه الظاهرة ليس فقط من خلال البعد الأمني، لكن من خلال تجديد الخطاب الديني أيضا، وإن مواجهة التطرف هي مواجهة طويلة المدى، وأعتقد أنها قد تستغرق سنوات".

وحول شراء مصر معدات عسكرية من فرنسا ودول أخرى، وإذا كان ذلك دليلا على أن الولايات المتحدة لا توفر لمصر ما تحتاجه، قال الرئيس إنه لا يريد أن تقتصر العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة على المساعدات العسكرية لأن العلاقات الثنائية أوسع من ذلك، وأضاف "أن هناك علاقات استراتيجية بين مصر والولايات المتحدة ، وأن هناك النظم العسكرية المشتركة، وبسبب العلاقات الثنائية نحن نحافظ على هذه العلاقات".

وقال المحاور بشبكة "سي إن إن": يبدو لي سيادة الرئيس أنكم تشعرون بالإحباط لأن الحكومة الأمريكية لا تقدم لكم ما تحتاجون إليه ، فرد الرئيس السيسي قائلا: "ليس إحباطا، لكن تفهما لظروف الولايات المتحدة الأمريكية".

ثم وجه المحاور سؤالا .. هل تعتقدون سيادة الرئيس أن الولايات المتحدة تقوم بما فيه الكفاية من أجل قتال عناصر داعش ، فقال الرئيس السيسي "في الحرب ضد الإرهاب، فإن الأمور تكون معقدة وتزداد تعقيدا، فإذا كنت تتحدث عن قوات نظامية، فلن يكون هناك جيش واحد قادر على الوقوف أمام قوة الجيش الأمريكي، لكننا نتحدث هنا عن إرهابيين، شرذمة من الإرهابيين تختلط بالمدنيين". 

وردًا على سؤال حول الأزمة السورية، قال الرئيس "ما أتمناه هو أنه لا تسقط سوريا في أيدي الإرهابيين والمتطرفين، وأقول إن المجموعات المسلحة في سوريا ينبغي أن تتخلى عن هذا السلاح وأن يتم الاتفاق على مستقبل سلمي".

وأضاف أن العناصر المتطرفة ستكتسب دفعة في حال سقوط الحكومة والجيش في سوريا بدون أي استعدادات، وهو ما سيجعل هؤلاء المتطرفون يحولون بُوصلتهم تجاه الدول المجاورة مثل الأردن ولبنان ومصر.

وعن اعتقاده بأن بشار الأسد سيظل في السلطة، قال الرئيس السيسي "إن الإجابة عن هذا الأمر تتمثل في ما نراه بأعيننا في المنطقة وما يحدث في المجتمع السوري ، وأنا أعتقد أن هذا البلد يواجه العديد من التحديات، وآمل ألا يسقط في أيدي المجموعات المتطرفة التي سوف تؤثر بشكل كبير على أمن المنطقة، وهؤلاء المتطرفون سوف يؤدون الكثير والكثير من التبعات الخطيرة بمجرد سقوط الحكومة والدولة، ولا يمكن أن نترك الفرصة لهذه المجموعات الإرهابية بأن تنتقل إلى دول الجوار مثل الأردن وغيرها من البلدان".

وردًا على سؤال بشأن اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979، وما إذا كانت مصر تدعو دولا عربية أخرى إلى الإنضمام لمثل هذه الاتفاقية، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي "حقيقة، إن ما قلته في هذا الصدد هو أننا لدينا خبرة للتعامل مع هذا النوع من الاتفاق، ووضع أسس للسلام في المنطقة، ونتمنى أن يتوسع هذا الأساس، ونحن نرى فرصة عبر هذه البرامج لحل المشكلة الفلسطينية والقضية الفلسطينية والوصول إلى حل الدولتين وتأسيس دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وكل ذلك سيكون له تبعات إيجابية على البيئة السلمية في المنطقة ككل، وهذا عنصر أساسي لمحاربة الإرهاب في المنطقة وفي مختلف أنحاء العالم".

وأضاف أن مصر لديها خبرة في السلام ، والسلام هو أساس سليم يمكن البناء عليه ، مشيرا إلى أن هناك حاجة لتوسيع نطاق هذا السلام.

ودعا الرئيس السيسي في هذا السياق الفلسطينيين وإسرائيل إلى اتخاذ مزيد من الخطوات الإيجابية لإيجاد تسوية على أساس حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وتكون عاصمتها القدس الشرقية.

وأوضح أن هذا سيكون له تأثير إيجابي على خلق مناخ يسوده السلام في المنطقة، وهو أحد العوامل المهمة لمحاربة الإرهاب في المنطقة وربما في العالم أجمع.

وبالنسبة لموقف مصر بشأن الاتفاق النووي الايراني، قال السيسي "إنه سؤال مهم جدا، نحن مع كل إجراء يقودنا بعيدا عن الحروب في هذه المنطقة، فهذه المنطقة بها ما يكفي من المشكلات، نحن في هذه السنوات ومن الأمور المهمة في هذا الوقت أنه لا يكون هناك أي تأثير سلبي على الأمن العربي والمصري في الوقت الحالي".

وأكد أنه مع أي إجراء يخفف من حدة التوتر ويبعد شبح الحرب عن المنطقة، إذ أن المنطقة بها ما يكفيها من المشاكل الآن ولسنوات مقبلة، غير أن الرئيس السيسي شدد على ضرورة ألا يكون للاتفاق أي أثر سلبي على الأمن القومي العربي.

وحول سؤال عن نوايا مصر للسعي للحصول على سلاح نووي، ردًا على المخاوف من الإتفاق الإيراني ، قال الرئيس "إن مصر لا يمكن أن تفكر بهذه الطريقة، وأنا أتكلم كلاما واضحا ومباشر".

وردًا على سؤال حول حرية الصحافة في مصر، أكد الرئيس السيسي أن حرية الإعلام والصحافة في مصر الآن غير مسبوقة ، مشيرا إلى أنه ليس هناك أحد يعمل في مجال الإعلام أو الصحافة أو التلفزيون ممنوع من التعبير عن آرائه بحرية.

وأضاف: "ربما المفهوم كان خاطئا، وأنا أقوم بتصحيحه معك الآن، وأود أن أطمئنك بأن حرية وسائل الإعلام هي الآن محققة بشكل غير مسبوق ، فوسائل الإعلام والصحافة والتلفزيون لديها الحرية الكاملة للتعبير عن الآراء المختلفة، ولم يحدث أن تم قمع أي من هذه الوسائل، وأقول أن هناك سوء فهم، وأحاول أن أصحح هذا اللبس في الموضوع".