عاجل
الخميس 04 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

بعد الوصول لـ"بات يام".. تسونامي التجسس الإيراني يخترق مفاصل إسرائيل

الشاباك
الشاباك

كشفت دوائر أمنية في تل أبيب عن اختراق أجهزة الاستخبارات الإيرانية كامل المدن الإسرائيلية، وذلك عبر زرع جواسيس في مفاصل المؤسسات الحيوية، طالت عسكريين، وعمداء جامعات مرموقة، ورجال أعمال بارزين، وعلماء في مجالات بالغة الحساسية، بحسب وسائل إعلام عبرية.

وتعد اعترافات رئيس مدينة "بات يام"، التي كشف فيها عن وصول أيادي الاستخبارات الإيرانية إلى سكان المدينة، جزءًا من توغل إيراني أوسع في مختلف المدن الإسرائيلية.

واستندت الاعترافات إلى معلومات جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك)، التي أفادت بزيادة محاولات جهات إيرانية تجنيد إسرائيليين عبر رسائل هاتفية نصية، ومنصات التواصل الاجتماعي. 

ووفقًا لتقرير نشرته قناة "أخبار 12" العبرية، "لا تقف عمليات التجنيد الإيرانية على مدينة واحدة، بل توغلت في مختلف أرجاء إسرائيل، ما حدا بـ"الشاباك" إلى تواصل "غير مسبوق" مع رؤساء المدن، لتحذير السكان من التعاون مع إيران، ولفت انتباه المتورطين إلى "عقاب قاسٍ" نتيجة التخابر ضد البلاد".

وبحسب التقرير، يعترف "الشاباك" بأنه على دراية بـ"تورط إسرائيليين في قضايا تجسس لم تكشف بعد". 

وفي رسالته إلى رئيس مدينة بات يام، قال الشاباك: "نعلم أن سكانًا من المدينة باتوا يعرضون أمن إسرائيل ومستقبلهم الشخصي لخطر كبير؛ إثر التجاوب مع توجيهات دوائر استخباراتية في طهران". 

وحذر الجهاز الأمني من أن "أي شخص يعتقله سيُلحق بنفسه ضررًا لا رجعة فيه. هدفنا الآن هو منعهم من ارتكاب هذا الخطأ".

وصرح مصدر أمني لقناة "أخبار 12" بأن "هناك زيادة ملحوظة في تجنيد إسرائيليين من أجل التخابر لصالح إيران، وهذا أمر مقلق للغاية". 

وأضاف أن "أكبر تورط في العلاقات مع الإيرانيين يتركز في قطاع التعليم". 

وتابع المصدر: "في الواقع، يتعاون الإيرانيون كثيرًا مع الطلاب الذين يمكنهم العمل لصالحهم مقابل المال، ويبدو أن هناك زيادة ملحوظة في عدد الشباب الإسرائيلي الذين بدؤوا بالتعاون مع طهران".

ويستخف الإسرائيليون بالتقاط صورة أو أخرى لمركز تسوق، هي منشورة بالأساس على شبكة الإنترنت، ويتصورون أنهم بذلك يخدعون الإيرانيين، ويحصلون في المقابل على مبالغ مادية كبيرة.

بينما يؤكد الواقع أن مثل هذه العمليات تشكل خطرًا كبيرًا وغير مسبوق على أمن إسرائيل، وما يبدأ بطلب صورة، ينتهي بمهام أفظع بكثير، وفق تعبير المصدر.

وفي محاولة لتخفيف حدة القلق، أو بالأحرى تفادي التسويق لنجاحات إيران في مجال التخابر على إسرائيل، أبدت دوائر في "الشاباك" قناعتها بأن "أغلب حالات تعاون الإسرائيليين مع إيران، تنعدم فيها رغبة التجسس على إسرائيل، وتقتصر فقط على الرغبة في "لدغ" الإيرانيين، وإقناعهم بتنفيذ عمليات وهمية، وكسب المال بسهولة".

وخلال الأسبوع الماضي، زعمت خلية قراصنة إيرانية، تطلق على نفسها "خنديلا" أنها تمكنت من اختراق أنظمة متعلقة بالأبحاث النووية في إسرائيل. 

وقالت الخلية في بيان، إن عناصرها تمكنت من الوصول إلى البيانات الشخصية لعالم نووي إسرائيلي، ووضعوا عبر وكلاء في إسرائيل باقة زهور مع رسالة شخصية في سيارته.

وقبل أيام، أعلن وزير الاستخبارات الإيراني، إسماعیل خطیب، اعتراف إسرائيل بأنها تواجه "أوبئة نفوذ وجاسوسية لصالح بلاده" داخل مؤسساتها الأمنية والعسكرية.

وأكد خطيب أن وثائق إسرائيلية حساسة تخص المجال النووي، نُقلت إلى داخل إيران، ما يعكس "تفوقًا استخباريًا واضحًا"، وفق تعبيره.

واعتبر في كلمة له خلال اجتماع مجلس الأمن في محافظة كهكیلویه وبویر أحمد جنوب غرب إيران، أن حرب الـ12 يومًا كانت بمثابة محطة استراتيجية كشفت قدرة إيران على كسر التوقعات، وضرب مراكز حساسة للكيان الإسرائيلي، وهو ما أدى إلى تراجع مكانة تل أبيب عالميًا، بحسب تقديره.

وأضاف خطيب أن محاولات إسرائيل والولايات المتحدة إحداث فوضى داخل إيران عبر تحريك شبكات مسلحة، وتهريب السلاح، والهجمات السيبرانية، ودفع "جماعات تكفيرية" نحو الحدود، فشلت جميعها بفعل "جهوزية الأجهزة العسكرية والأمنية والقضائية"، وفق تعبيره.