عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

فتى الاحلام بين الواقع والخيال


في السابق كان فتى الأحلام مختصراً لكلمة شخص يفي بالوعود ذي مسؤولية تجاه من يحب، صاحب مبدأ وقيم يتمسك بتنفيذ وعوده تجاه الطرف الآخر لا يتخلى أو يتحول بسهولة؛ ولكن في الوقت الراهن تحول فتى الأحلام إلى كابوس شخص غير مسؤول لا يفي بأي وعد وليس على دراية بالمسؤولية وما له وما عليه إلا من رحم ربي.

بالطبع تغيرت معايير الفتيات في اختيار رجل المستقبل لكن ذلك لا يعني تغير الرجل بالقدر الذي يجعله يغيب تماماً عن المشهد؛ كنت أتحدث للعديد من الصديقات عن معايير اختيار زوج المستقبل كان هناك تباين في الآراء؛ ولكن أجمعت جميع الفتيات عن أن يكون الشخص صادقاً ولا يخون وهو ما يعطي انطباعا بأن الصدق غاب في غالبية شباب اليوم لقلة الوعي بمخاطر الكذب على الشريك وما يترتب عليه من هدم للمنازل بسهولة وفي وقت قياسي من الزواج.

وكذلك إتاحة العديد من الفرص لفتح باب الخيانة بسهولة فالهواتف أصبحت المتحكم الرئيس في حياة العديد منا وهو ما يجعلهم يبحثون عن العديد من الصداقات والعلاقات التي قد تتحول فيما بعد إلى خيانة زوجية تهدم المنزل وهناك العديد من حالات الخيانة الزوجية عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت سببًا في وقوع حالات طلاق بالجملة.

لكي تصبح فتى أحلام الفتاة اليوم يتوجب عليك أن تتحلى أولاً بالصدق مع نفسك قبل الآخرين بمعنى أن يحدد الشاب أهدافه الحقيقية من تلك العلاقة فتعليق القلوب ثم تركها ندبة لا يداويها الزمن خاصة وأن الفتاة تأخذ تلك الوعود على محمل الجد لتصطدم بواقع أن حلمها كان مجرد سراب ولا وجود له؛ كذلك حفظ غياب الطرف الآخر فالخيانة لحظية لكنها تهدم علاقة الإنسان بربه أولاً وبشريك حياته ثانياً وتهدم جدران الثقة التي من الصعب بل المستحيل ترميمها بسهولة؛ كذلك النظر لصورة والده وأجداده وطريقة تعاملهم مع الزوجة وتقديرها بالشكل المطلوب وجعلها شريكة روحية للحياة بكل تفاصيلها بعيداً عن التناحر والتعامل بأسلوب العداء وفرض الرأي والسيطرة من أجل إثبات من هو الأقوى فالنساء لهن دور أيضاً وهو محاولة العودة لدور الشريكة والزوجة والأم؛ فالفتيات تحولت أحلامهن من الزواج إلى الوظيفة التي تحقق لها عائداً مادياً كبيراً يغنيها عن الرجل ويجعلها حرة مستقلة لا يستطيع أحد فرض رأيه عليها حتى وإن كانت على خطأ؛ وهو ما جعل الرجل يرفع يده من المسؤولية وإلقاء اللوم على المرأة التي يرى أنها تزاحمه في مناحي الحياة المختلفة لتثبت له أنها تستطيع اقتحام كافة مجالات الحياة.