عاجل
الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

رحلة العمر والبوابة الزمنية

الوصول إلى النجاح لا يأتي مصادفة، وارتقاء سلم المجد، لا يكون عبر فترات زمنية منتظمة وجامدة كالتي تحدث في السلم الوظيفي الحكومي، أو الرتب العسكرية المتدرجة.  

بل حتى قوانين العمل الإداري العتيق لا تسير في انتظام ورتابة عقارب الساعة؛ فالموظف قد يقفز درجات وظيفية أسرع إذا حصل على درجة علمية أو اجتاز دورات تدريبية في مجال عمله.

النظم العسكرية الصارمة تنحني احترامًا لصاحب العمل البطولي في المعارك، فترقيه دون قيد زمني، وكأنه حين غامر بحياته في سبيل عقيدته ودفاعًا عن وطنه، وحين قامر  بكل مايملك من مستقبله؛ استطاع أن يتخطى أقرانه وحصل على الرتب استثناءً متخطيًا سياج السنين وكأنه مر من بوابة زمنية مختلفة كطريق مختصر نحو هدفه ومبتغاه.

نحن لا نحقق الطموح ولا نبني قواعد المجد بغير مركبة زمنية، لكن شتان بين من يركب تلك المركبة وتحكمه سرعتها الثابتة، وبين من يملك مقودها ويضغط بقوة على دواسة وقودها فتسرع به مُختصرةً له الوقت الذي يبذل والعمر الذي يقايض به ما يريد تحقيقه.

لكن ثمة سؤال..هل النجاح هو لحظة الوصول لهدفك وتبوء مجدك والاستواء على عرش طموحك؟

أم أن النجاح هو أن تعيش عمرك تتلو ترانيم الكفاح وتقدم قرابين وصولك لغايتك ومرادك، قُبل قربانك أو لم يقبل فيكفيك شرف المحاولة؟

لاشك أن السعادة تكون تامة حين يجتمع الكفاح مع النحاح، القتال بشرف والتزين بأكاليل الغار، المنافسة بإصرار وارتقاء منصة التتويج.

لكن ماذا لو انفصلا أيهما تفضل؟
هل تقبل أن تعيش تحاول وتفشل ثم تعيد المحاولة دون أي كلل أو تذمر، ولو لم تصل لهدفك؟
أم تختار  جني أرباح بالمستقبل دون مخاطرة احتمال خسارة الوصول إليه، حيث النجاح مضمون دون رهان فقط ادفع الثمن من عمرك نقدًا ومقدمًا.  

ماذا لو استيقظت من نومك ذات يوم فوجدت الزمن تبدل؟ صورتك في المراءة تغيرت وصارت لرجل في ضعف عمرك، أصبحت روحك تسكن جسدًا غريبًا لا تعرفه مليء بالأعطاب.

ماذا لو انتقلت من الصبا والشباب إلى الهرم والكهولة؟ لكنك أيضًا وجدت أنك أكملت كل الخطوات التي بدأتها، ووصلت سفينة أمنياتك إلى ميناء كنت تبحر  للوصول إليه منذ طفولتك،  لكنك دفعت ثمن ذلك  الوقت والزمن اللازم لتحقيقه.

هل ستقبل وتسعد؟ -فها قد وصلت بك المركبة الزمنية إلى نهاية رحلتك السعيدة ومنتهى حلمك الجميل-ام ترفض هدية ذلك السانتا كلوز - بابا نويل- البخيل الذي أخذ ثمن هديته لك من عمرك؟

هل ترد كل ما وصلت إليه بغية أن تسترد عمرك،  هل تسلم هناءة العيش ورغد الحياة التي سقطت عليك، وتعود لتعش كل لحظة من حياتك حلوها ومرها.

قد يظنه سؤال فلسفي جدلي لكن وراء ذلك قصة أو لعنة للسيد سليم إبراهيم الشاذلي سأحكيها لكم فيما بعد.