عاجل
الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

وجها لوجه.. فيلم الموسم وكل موسم

وكأننا لانمل من تكرار نفس السيناريو بنفس الألفاظ ونفس الحوارات ونفس الردود في كل مرة .. أصبحنا نهوى التكرار الممل الذي وصل لحد السفه وهو ما يحدث كل عام في مناسبات عديدة وطنية ودينية واجتماعية .. نطلق الفتوى أو الرغبة الشخصية أو الموقف الشخصي من الحدث فينتشر لتحدث حالة الجدل المتكرر بلا طائل ولا معنى .

في كل عام وفي بداية السنة الميلادية ومع احتفالات الأخوة الأقباط بأعيادهم تخرج علينا فتاوى التحريم والتجريم لتهنئة المسيحيين بأي عيد لهم بل بأي مناسبة تخصهم .. رغم أن كل ما يقال في هذا هو من باب الاجتهاد فقط ولا يوجد نص واضح صريح يحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم والقرآن نفسه يفرق في المعاملة بين من يقاتلنا ومن يسالمنا ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم، وظاهروا على إخراجكم، أن تولوهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون ) .. ولكنها العادة السيئة التي لانمل من تكرارها كل عام بنفس الألفاظ ونفس الفتاوى ونفس الأشخاص ..ليمر العام ويأتي العام التالي لنكرر نفس الكلام ونفس المواقف !!

وعلى نفس المنوال يحدث هذا مع مناسباتنا الوطنية فيأتي السادس من أكتوبر وهو النصر المؤزر الذي حققه الجيش المصري على إسرائيل بقيادة الزعيم الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام .. فيخرج المشككون ليتحدثوا عن النصر الكبير الذي يتم تدريسه بأكبر الأكاديميات العسكرية في العالم فيتحول النصر على أيديهم إلى هزيمة منكرة وفشل في التخطيط .. بل يصل التفكير الساذج بهم إلى أن ماحدث في أكتوبر  1973 هو مجرد تمثيلية تم الاتفاق عليها مسبقا .. مع مين وازاي .. لا أدري ..!!

ثم يأتي موعد الاحتفال بثورة 23 يوليو التي قامت من اجل الفقراء الذين طحنهم الفقر والذل والظلم فيتحول الحدث التاريخي على أيديهم إلى مجرد انقلاب عسكري وإلى كارثة حلت على البلاد سيطر بها الجيش على السلطة لينتهي بنا المطاف إلى مقولة يسقط حكم العسكر التي حولها بعض أعداء الوطن إلى شعار ثابت في كل أزمة برفعونه ويرددونه ناسين أو متناسين ما تم تحقيقه من مكاسب لمصر وللشعب المصري على يد رجال ثورة يوليو وعلى أيدي الجيش الجيش المصري العظيم على مدار عقود طويلة وأزمات عديدة كادت أن تعصف بالوطن لولا تدخل الجيش وآخرها مؤامرة 25 يناير وما تلاها من تخطيط لإسقاط الدولة المصرية والجيش المصري ..

ولا يقتصر الأمر على تشويه مناسباتنا الوطنية والدينية فوصل الأمر لتشويه الرموز الوطنية والثقافية والعلمية على مدار تاريخنا الطويل حديثا وقديما .. فجمال عبد الناصر تلاحقه الاتهامات في كل ما فعل رغم إنجازاته .. والسادات خائن ومبارك عميل وكتبانا الكبار ممولون وأمنجية .. وكل منهم له وقت محدد ومناسبة محددة للهجوم عليه وتشويهه بشكل غير مسبوق في أي دولة في العالم حيث تحتفل دول العالم كله برموزها في كافة المجالات أما نحن فقد أدمنا تشويه أنفسنا وإسقاط كل ثوابتنا .

إنها بالفعل حالة غير مسبوقة وغير موجودة في العالم كله فالثوابت الوطنية لايقترب منها أحد وتزييف التاريخ وتشويه رموزه ومناسباته أمر مرفوض قلبا وقالبا .. وهو في الواقع أمر مرفوض تماما .. وأيضا غير مفيد وغير ذي جدوى ولو كان أحدهم يقف قليلا ليفكر في مدى الخسارة التي نحققها لما أقدم على صنع الفتنة في كل مناسبة لأخوة في الوطن أو لرموز وطنية أو لشخصيات خدمت الوطن بإخلاص أو لملاحم وطنية صنعها أبناء مصر المخلصين .. 

ولكنه فيلم الموسم وكل موسم والذي يتكرر كل عام في كل مناسبة على مدار سنوات وبنفس الشكل ونفس السيناريو وكأنهم لايملون ولا يتذكرون أنهم يكررون نفس أقوالهم وعباراتهم الفجة دون طائل فالحياة تستمر والأحداث لن تتغير والتاريخ لن يتبدل وستبقى مصر وطنا لنا جميعا دون فتن ودون جدل .. ستبقى مصر حتى لو استمر دعاة الفتنة في نشر فتنهم .. حفظ الله مصر  .. وطننا يعيش فينا ونعيش فيه .