عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

وجهًا لوجه.. تحطيم الثوابت و تجريف التاريخ !!

ومازال مسلسل التشويه لماضينا وحاضرنا مستمرا وبكل إصرار وقوة  تثير الشك في كل ما حولنا .. وصلنا إلى مرحلة الخطر فعلا وليس قولا .. القصة باختصار أننا أدمنا تحطيم كل الرموز في بلدنا بشتى الطرق والوسائل حتى أننا لم نعد نجد شخصا واحدا يتفق عليه الغالبية أو حتى الأقلية كرمز وطني محترم بسبب عمليات التشويه والهجوم المتلاحق على كل الرموز المصرية .. 

الفيلم الهندي يتم عرضه الآن عن قامة دينية يعتبرها المصريون رمزا له كامل الاحترام والتقدير رغم موته منذ أربعة وعشرين عاما إلا أنه لم يغب عن محبيه ومازال يتمتع بحب غالبية المصريين إلا قليلا منهم من أصحاب الهوى أو من رافضي أي توجه له علاقة بالدين .

الهجوم الآن على الشيخ الشعراوي الذي أجمع عليه المصريون والذي كان له جهد كبير في تفسير القرآن بشكل مبسط وكان يسمعه ويشاهده ويقبل عليه المصريون جميعا بل والعرب جميعا .. وكثير من الشعوب الإسلامية في كل مكان في العالم ..

الهجوم على الشيخ الذي غادر دنيانا منذ أربعة وعشرين عاما ليس له ما يبرره سواء في استعادة ذكراه أو باختياره تحديدا ليقع تحت سيوف النقد غير المبرر .. ولكنه هجوم لا أعتقد أنه برئ بشكل كامل ويدخل ضمن ما تحدثنا عه من قبل من مخطط تشويه الرموز المصرية الوطنية والثقافية والدينية والعلمية ..

لماذا تم اختيار الشعراوي الآن ولم يتم اختيار اسم آخر من رموز التشدد والتطرف أو من العناصر الإرهابية التي كانت ترعى الإرهاب وتدعمه بشكل مباشر وصريح ؟؟ ولماذا نذكره الآن بعد كل هذه السنوات دون غيره ؟؟ والأغرب أن يتم الهجوم أيضا عن طريق إعلاميين يفترض أنهم تنويريون .. لماذا الآن .. ولماذا يقترن هذا الهجوم بمحاولات تحطيم كل الثوابت الدينية على أيدي هؤلاء ؟؟

في وقت من الأوقات كانت مصر مليئة بالقامات الثقافية والعلمية والفنية والوطنية ومازالت .. شخصيات بلا حدود وعلى مدار تاريح طويل من النجاحات والتقدم والازدهار .. وكان لدينا القدوة التي كنا دوما نفخر بها ونسعى لتقليدها والاقتداء بها في حياتنا العملية والشخصية .. 

كنا في وقت مضى نحترم رموزنا بداية من الأب والأم مرورا برموزنا الوطنية والثقافية والعلمية التي نفخر بها و التي كانت ملء السمع والبصر .. كنا كذلك حتى وصلنا إلى عصر الفضائيات .. و الأجواء المفتوحة انتهاء بعصر الميديا والفيس بوك وتويتر .. فأصبح الكل خبيرا وأصبح الجميع في مرمى نيران أي عابر سبيل.. وأصبح أي شخص لا يعي شيئا قادرا على أن يهاجم قامات لها تاريخ لمجرد أنه يحمل موبايل يختفي خلفه ليهاجم القامات ويحطم القيم والمثل أو يبحث عن التريند سواء بالحق أو بالباطل .. يرفض كل شئ ولا يعجبه شيئا بدءا من رموز حية تعيش بيننا وحتى ملوك الفراعنة القدماء الذين ينالهم نصيبهم من التشويه والتحطيم لأغراض خبيثة من البعض ولسذاجة من البعض الآخر الذي لايدرك أبعاد الكارثة ..

منذ فترة شاهدت طبيبا يتحدث بالتلفزيون لم أعرف اسمه وكان كلامه كالصاعقة عندما قال إن مصر كانت قبلة الطب للعالم كله يقصدها القاصي والداني ليتلقى علاجه حتى وصلنا لمرحلة تكسير رموزنا الطبية على الملأ بالهجوم عليهم ونقدهم وتجريحهم بكلام أبعد ما يكون على الواقع .. والهدف طبعا واضح وهو إخراج مصر من دائرة السياحة العلاجية التي تتميز بها .. 

والحق أن كلام الطبيب مس جرحا عميقا وضغط عليه بشدة .. نعم نحن نحطم كل رموزنا وقدواتنا في كل المجالات .. في الطب وفي الثقافة وفي الفن وفي كل مجال للأسف الشديد .. الكل معرض للهجوم المنظم بحثا عن الترند أو سعيا لتنفيذ مخطط لتدمير الهوية المصرية وهو كلام صحيح وسليم وليس مجرد رأي يكتبه بعض الهواة ..

كان الهدف في وقت ما هو إسقاط الشرطة والجيش لهدف عملوا على تحقيقه طويلا ودفعوا مقابله مليارات الدولارات .. وبالفعل تم تشويه صورة الرمز الأمني وقتها في صورة كل رجل شرطة سعيا لإحداث نوع من الكراهية تجاه رجال كل عملهم هو حفظ الأمن .. وحدث أيضا مع رجال الجيش الذين يحمون وطنهم بكل وطنية وإيمان بالوطن والموت دفاعا عنه .. ولولا ستر الله لنجح المخطط ولكن الله سلم وحفظ مصر من مخططهم الشيطاني لإسقاط مصر.

والآن يحدث بالفعل عملية تشويه منظم لكل رموز مصر .. رجال الدين يتم إظهارهم بصورة هزلية في أعمال فنية وفي منصات التواصل الاجتماعي بل والهجوم عليهم صراحة بشكل فج الآن .. حتى شيخ الأزهر لم يفلت من استهدافهم بهجوم غير مسبوق .. 

والمثقفون القلائل الذين مازالوا يحتفظون بهويتهم المصرية الوطنية يتم تشويههم وتجنيبهم لتتسع الساحة لمدعي الثقافة .. رجال الدولة بكل مكان يتم الهجوم عليهم ليل نهار بحق وبدون حق .. 

حتى زعماء مصر الوطنيين لم يسلموا من شر ألسنة وهجوم المغرضين السادات وعبد الناصر وغيرهم من الزعماء المصريين الوطنيين وكما قلنا حتى ملوك الفراعنة لم يسلموا منهم ومن هجومهم على كل ما هو مصري وبيد مصرية للأسف الشديد .. 

ملحوظة أخيرة .. نحن للأسف الشديد نهاجم رموزا دينية بحجة رفض التطرف والتشدد .. نعم نحن ضد التطرف والتشدد وضد الإرهاب وكانت وقفتنا وحربنا ضد الإرهاب والتطرف فقط وليس ضد الإسلام نفسه أو ضد المسيحية كدين أو حتى اليهودية التي نعترف بها كدين سماوي .. فرفضنا للتطرف في أي شكل وليس رفضنا للدين نفسه .. 

نحن للأسف الشديد الشعب الوحيد في العالم الذي يحطم رموزه الوطنية والثقافية والوطنية والعلمية والدينية .. بل نحن الشعب الوحيد الذي يدمر تاريخه بتصرفات غير مسئولة تجاه رموز احترمها ويحترمها العالم كله .. إنها باختصار عملية تجريف لتاريخ مصر الحديث والقديم على السواء .. والسؤال الأهم والأخطر هو لصالح من يتم هذا التجريف وهذا التشويه .. ولماذا الإضرار على تحطيم كل الثوابت على اختلافها ؟؟!!