عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

انتشرت في مصر.. ما هي "حقنة هتلر" المرعبة؟

أرشيفية
أرشيفية

فجرت واقعة وفاة شاب يُدعى عمرو سعيد بعد إعطائه الحقنة المعروفة محليا باسم "حقنة هتلر" داخل إحدى الصيدليات، بعد أن اشتكى من معاناته من نزلة برد شديدة، حالة من الفزع في مصر.

 

حقنة هتلر

وكان الشاب البالغ من العمر 36 عامًا والذي كان يستعد لزفافه بعد شهرين، قد ذهب في فبراير الماضي، إلى إحدى الصيدليات القريبة من منزله في عين شمس بالقاهرة، لشراء مسكن لمعاناته من أعراض البرد، بحسب رواية أسرته.

ولكن الصيدلانية أخبرته بأن المسكن ليس كافيًا، ونصحته بأخذ حقنة ثلاثية ضد البرد "حقنة هتلر"، وأنه سيصبح بصحة جيدة خلال ساعة واحدة.

وتبين أن الشاب كان بحاجة لإجراء اختبار حساسية بسبب المضاد الحيوي الموجود في الحقنة، وهذا ما لم تقم به الصيدلانية، التي قامت بإعطائه 3 حقن في "سرنجة" واحدة، ما أدى إلى دخوله في غيبوبة وتدهور حالته بشكل كبير حتى وافته المنية.

وحررت أسرة عمرو محضرًا في قسم الشرطة ضد الصيدلانية، ومالك الصيدلية، مطالبة الجهات المسؤولة بالتدخل ومحاسبة المتسببين في وفاة نجلها.

 

حالات حقنة هتلر

عمرو ليس الحالة الأولى التي تتعرض إلى مضاعفات كبيرة والوفاة بسبب "حقنة هتلر" في مصر، فهناك العديد من الحالات التي أدت الحقنة إلى موتها، وزادت بشكل كبير في الفترة الأخيرة.

وزارة الصحة والسكان المصرية، حذرت في بيانات رسمية، من الحقنة الثلاثية أو "حقنة "هتلر"، مشيرة إلى أنها عبارة عن تركيبة من مضادات حيوية مع فيتامينات يتم استخدامها دون استشارة الطبيب أو روشيتة.

وأشارت وزارة الصحة المصرية، في بياناتها، إلى أن الحقنة الثلاثية يمكن أن تؤدي إلى هبوط حاد في الدورة الدموية وتوقف في عضلة القلب ثم الوفاة.

ولفتت إلى أن هناك ممارسات خاطئة تتم، منها أخذ أو وصف علاج دون أن يكون هناك كشف على الحالة ووجود روشتة تتضمن العلاج الذي يناسبها، وهذا أمر خطير للغاية.

وشددت على أنه يجب ضبط الجرعات العلاجية بناء على حالة المريض، لافتة إلى أنه لا يمكن في أي دولة في العالم إعطاء المضادات الحيوية دون وصفة طبية، مشيرة إلى أنه يجري العمل حاليا على تفعيل عدم صرف الأدوية إلا بروشيتة من طبيب مختص.

استشاري جراحة القلب والشرايين التاجية الدكتور هاني محمد، قال إن حقنة البرد الثلاثية كانت سببا في إنهاء حياة الشاب "عمرو" وهو في كامل صحته.

وأشار محمد إلى أنه سبق أن تم التحذير مراراً، من "حقنة البرد"، لافتاً إلى أنها "عبارة عن كوكتيل خطير يحتوي على ثلاثة مكونات تؤدي إلى رفع ضغط الدم والسكر، ونزيف قرحة المعدة واحتقان القلب ورفع وظائف الكلى وإنزيمات الكبد.

وتساءل استشاري القلب: "أي عاقل يقبل بمثل هذا الخليط الكارثي، ولمَ العجلة في الشفاء من البرد بهذا الشكل؟".

وتابع: "العلاج من نزلة البرد لا يحتاج لكل هذا، والشخص لو لم يأخذ علاجًا، وأخذ قسطًا من الراحة فقط، مع سوائل وفيتامين سي، سيتعافى دون أي مضاعفات جراء علاجات خطيرة ودون وصفة طبية".

وواصل: "احذروا حقنة البرد (هتلر) أو حتى مجموعة البرد التي قد يكون لها نفس التأثير الكارثي، وخصوصاً على مريض القلب".

وفي السياق ذاته، أوضح استشاري الحساسية والمناعة الدكتور عبدالله أحمد غريب عبدالرحمن، أن "الحقنة الثلاثية عبارة عن كوكتيل مضاد حيوي وكورتيزون ومسكن، وتكون في الغالب كالتالي: سيفوتاكسيم 1 جم + ديكساميثازون أو أفيل + ديكلوفناك 75 مجم أو فولتارين".

ونوه بأن هذه الحقنة (هتلر) تستخدم بكثرة داخل المناطق الشعبية، محذراً من أن مكوناتها خطيرة، خاصة على مرضى الحساسية.

ولفت إلى أن الشخص يشعر بعد الحصول على "حقنة هتلر" مباشرة أنه أصبح بصحة جيدة، ما يجعله يذهب، حال التعب في أي وقت، إلى الصيدلية لأخذها مرة أخرى، دون الرجوع إلى طبيب.

وحذر من أن "الحقنة الثلاثية كارثة كبيرة تُهدّد الصحة، وتؤدي إلى الوفاة في بعض الأحيان"، لافتاً إلى أنه "حال عدم التدخل السريع لإنقاذ الشخص، يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأمراض أخرى كمقاومة البكتيريا".