عاجل
الثلاثاء 19 مارس 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

7 أسباب تمنع الشياطين من دخول الصين

ماذا يريد إبليس (رئيس الشياطين) وذريته من بني البشر؟
يريدون لهم العوز والفقر (ورد هذا المعنى بالقرآن الكريم - سورة البقرة - الآية 268).
يريدون لهم الشر (ورد هذا المعنى في الكتاب المقدس - رومية 21:12).
يريدون أن تختلط عليهم الأمور بين الحياة والخير والموت والشر (ورد هذا المعنى في التوراة - سفر التثنية 15:30).


وماذا يريد السياسيين من وراء ممارسة السياسة؟
يريدون المجد.
يريدون تخليد أسمائهم في سجلات التاريخ.


من مدخل الإغراء بالمجد والخلود، ظل إبليس ومن معه يركزون جهودهم على السياسيين أكثر من البشر العاديين.


التأثير والسيطرة على السياسيين يقود بشكل أسرع إلى فقر وتيه البشرية.


في العصر الحديث نجح إبليس ومن معه في إغراء هتلر وموسوليني بالمجد والخلود.


هذا الإغراء تسبب في كم هائل من الدمار، بينما حصل على المجد والخلود من لم يخططوا له وهم: روزفلت وتشرشل وستالين وشارل ديجول، ومن معهم: أيزنهاور ومونتجمري.


بعد صفقة إغراء هتلر وموسوليني، دفعت الأرباح الكبيرة إبليس ومن معه، وهذا عملهم بطبيعة الحال وحتى حين، باستثمار هذه الأرباح في إغراء الساسة مستخدمين نماذج أصحاب المجد والخلود هذه المرة روزفلت وتشرشل… إلخ، ليكونوا مثلهم.


العالم دخل في حرب باردة استمرت 45 سنة شدت خلالها أعصابه لأقصى حد ممكن، ثم أعقبها عقدين تاليين من الانحطاط الدولي.


التليفزيون ثم الإنترنت كانا من أدوات الشياطين في تضييق الفجوة بين أصحاب المجد والخلود الحقيقيين ونجوم السياسة الجدد، لحثهم على تعظيم الفوائد من خلال تعليب الوهم في قوالب الشهرة والانتشار.


كان هذا هو الوادي الذي أخذ فيه إبليس ومن معه العالم نحوه، أما عالم الصين، كان يسير نحو وادٍ آخرٍ.


الصينيون منذ عهد ماو تسي تونج، اعتبروا أنفسهم شهبًا تحمي عالمهم من الشياطين وأقاموا من الوسائل ما يلزم لحراسة آذان ساساتهم من وسوستهم، وذلك من خلال:


أولًا (وهذه أولى الأسباب - الوسائل - وآخرها أيضًا) - الدولة لا تسلم عقلها للشياطين:
الصين دولة لا تسلم عقلها للشياطين أبدًا طلبًا للمجد، وهذا أمر يستحق الإعجاب.
المجد في الصين للدولة ولتحقيق التقدم، وليس للأشخاص فهم زائلون.
الرئيس الصيني شي جين بينغ، ذهب قبل شهور إلى مؤتمر حاسم للحزب الشيوعي وحاسم بالنسبة لزعامته ومستقبل بلاده (المؤتمر العشرين)، ولم يقع في إغراء الظرف الدولي الراهن واستعاد تايوان بالقوة.
هذا الإغراء وقع فيه بوتين روسيا في أوكرانيا.
يجب العلم بأن حقوق الصين في تايوان، تفوق بكثير حقوق روسيا في بعض أوكرانيا.


ثانيًا - الاستفادة من أخطاء من يتبعون الشياطين:
بالنسبة لروسيا، الحرب في أوكرانيا لم تنتهي بعد لتعرف نتائجها.
المرجح أن تؤدي هذه الحرب إلى إحداث إصابات عميقة في ثلاثة أطراف، أوكرانيا مسرح الحرب، أوروبا التي بدت هشاشتها واضحة، وروسيا التي سلم رئيسها بأن الحرب سوف تكون طويلة.
الأطراف الثلاثة سوف تستنزف.
ربما يكون الرئيس الروسي الذي سعى إلى استعجال عالم متعدد الأقطاب، ضل الطريق، بينما دفع بالعالم باتجاه عالم القطبين مجددًا، لكن على أن تحل الصين محل الاتحاد السوفيتي.


ثالثًا - الأدوية القديمة لا تفيد في علاج أمراض العصر:
عند النظر إلى الصين الحالية (صين ماو تسي تونج)، يتضح أنه لم يتبقى من أفكار القائد ماو الكثير.
بقي الحزب الشيوعي كآلة استقرار لحماية الازدهار. 
بينما نجح ورثة ماو تسي تونج في تغيير قاموس القائد دون أن يعلنوا نهاية ماو الملهم.. حافظوا على ضريحه.. لكن تناسوا الوصفات التي كان يقدمها في السياسة والاقتصاد.
هذا من حسن حظهم وحسن حظ العالم. الأدوية القديمة لا تفيد في علاج أمراض العصر.


رابعًا - من تصدير الأيديولوجيا إلى تصدير الاقتصاد:
قرار الإصلاح وطريق التقدم اتخذه دينج شياو بينج (قاد الصين بين 1978 - 1992).
بينج تبنى نظام اقتصاد السوق.
استراتيجية شياو بينج لم تكن اقتصادية فقط، لكنها كانت تنموية واجتماعية وسياسية.
تحولت الصين تحت قيادة بينج من دولة تصدر الثورات إلى دولة ثورية دائمًا من الداخل في إطار انفتاحي مع الخارج، وطبعًا في ظل رأسمالية خارجية.
التغيير هذا أيضًا أدى إلى تحول الصين من تصدير الأيديولوجيا إلى تصدير الاقتصاد والتنمية للعالم.


خامسًا - خلق مفهوم جديد للاشتراكية أو اشتراكية حديثة:
تحاول الصين (الدولة - الحزب) الموائمة بين النظام الاشتراكي القديم والحداثة التي تفرضها ضرورات العصر.
الأمريكيون ومن معهم من دول الغرب والشرق في حيرة بسبب ذلك، الصين ليست دولة رأسمالية لينافسوها، وليست اشتراكية ليقاتلوها.
من هذا العنوان تسعى الصين إلى خلق نموذج جديد (نموذج تفصيل).


سادسًا - الشياطين لا تؤذي من يثقون بأنفسهم:
الاتحاد السوفيتي سقط لأنه اعتمد على القوة العسكرية فقط.
الصين اليوم تعتمد على مزيج من الاقتصاد والعسكرية لدعم نموذجها الخاص.
الصين منذ 1949 لم تكن مع سياسة نقل النماذج، فقد أدركت أن كل دولة وكل شعب يمكن أن يصنع بنفسه، إذا وثق في نفسه، النموذج الخاص به.
النماذج التنموية يجب أن تراعي خصوصية ثقافة كل شعب، إمكانياته، تطوره التعليمي، تطلعاته، ولكن بالوقت ذاته يمكن الاستفادة من تجارب الآخرين.


سابعًا - الشاب الصيني لديه أمل بالمستقبل:
الملفت في تجربة الصين، أن الشاب الصيني لديه أمل بالمستقبل بعدما أخرجت حكومته (الشيوعية) مئات الملايين من عوز الفقر الذي يريده إبليس والذين معه.
الشباب في الغرب، قلّ منهم من لديه أمل في المستقبل.