عاجل
الإثنين 11 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

برغم القانون عمل يصنع نجوم

فوجئت بعرض مسلسل يخطف الناس لمشاهدته فأخذني الفضول كي اشاهد هذا العمل علما بانني مقاطع مشاهدة الأعمال الدرامية منذ فترة لأنني لم اجد عمل جيد يستحق المشاهدة ويخطف فكرك أو انتباهك '' ومنذ عرض البوستر الرئيسي للعمل توقعت بأنه سيكون عمل مثل غيره لبطل أوحد والكل بيخدم عليه لا يأتي بمضمون أو فكرة حقيقية أو يطرح مشكلة مجتمعية " لكن بعد مشاهدة اول ثلاث حلقات فوجئت بعمل مختلف سيغير المعادلة تماما في طريق النجوميه واتمني أن يقضي علي بطولة النجم الأوحد ويكون الاختيار الأوحد للنجم هو الورق الجيد من حيث العمل الجماعي وكل ممثل واخد حقه في المساحة التي يحتاجها لتشخيص الشخصية التي يؤديها بدون تحجيم لدورة أو لعب في المونتاج وتقليل الأدوار لصالح النجم الاوحد وظهوره كما يحدث في أغلب الأعمال ليأتي الينا بعمل ممل ومشوه من حيث الكتابه والتنفيذ رغم توفير الإنتاج السخي لتلك الأعمال التي تتسبب في هروب المشاهد من مشاهدة تلك الأعمال  وهنا تحدث المعادلة الممتازة للبطولة الجماعية بفكرة حقيقية تحمل رسالة وتناقش قضية مجتمعية " لتطل علينا فنون مصر بهذا العمل وتغير المعادلة تماما وتثبت أن نجاح العمل الشرط الأول له هو الورق والتأليف الجيد في كتابة العمل الذي يستطيع أن يصنع نجوم حقيقين ويخرج لنا عمل يحظي بمشاهدة حقيقية وليست وهميه من صنع البطل ،،


لكي يعرف القائمين علي إنتاج الأعمال الدرامية والسينمائيه أن البطل الحقيقي هو القصة الجيدة التي تصنع سيناريو وحوار جيد يستطيع أن يخرج علينا عمل يحظي بالمشاهدة والاهتمام كي يصنع أيضا نجوم ويخرج لنا ممثلين حقيقين يعبروا بكل ايجابيه وطاقة لشخصيات تجسد روح المجتمع وتناقش قضايا يقع فيها الكثير مننا وتطرح فكر محترم لحل الازمات والمشاكل التي يعيشها هذا المجتمع وينهي أسطورة النجم الأوحد التي تسببت في تدمير هذه الصناعة عمليا وفكريا وثقافيا " في الماضي كانت الثقافة شيء أساسي لمختلف الطبقات المصرية حتى الفلاح في ذاك الوقت وكان هناك كتاب كبار يحظوا بباع كبير لرواياتهم وقصصهم التي كانت تنشر لهم فإذا قارنا بين الماضي والحاضر من خلال الاختلاف في الفكر والثقافة ما بين الرواية والعمل الفني

نجد أن الرواية هي الفكر الثقافي الذي يبني عليه العمل الفني لكن حين تنشر الرواية الآن فكم شخص يستطيع قراءتها ولكن حين تحول إلى عمل فني فيستطيع بذلك الملايين مشاهدتها، الفن هو تجسيد للحياة بمختلف أطيافها وأفكارها والواقع شرط من شروط التصوير السينمائي أما تصوير الحياة فأمر أخر لان الحياة اشمل من الواقع فالحياة الإنسانية يدخل في نطاقها الواقع والخيال لأن حياة الإنسان على خلاف حياة النبات والحيوان ولا تقف عند حد الوجود المادي بل هي تشمل الوجود في مختلف المنظورة المادية والروحية ولعل قصة هاملت لشكسبير راجع إلى إحاطتها الكاملة بالحياة البشرية في غرائزها ومشاعرها وخيالاتها وأشباحها وتفكيرها فيما هو كائن على الأرض وما هو غير كائن إلا بعد الموت فحياة الإنسان هي أعجب ما في الخليقة والقصة أو الرواية هي لونا من ألوان الفن يجب أن تتناول ذلك كله فيما تتناول من شئون الإنسان في مجتمعه وحياته ومهمتها في ذلك عسيرة لأنها فن اقتضاب ويتركز شأنها في ذلك شأن المسرحية والقصيدة، وقارئ اليوم تكاد تكفيه اللمحة الخاطفة لادراك الصورة الكاملة وتكاد تغنية الإشارة عن العبارة ولن يطيق طويلا الاسترخاء في مطالعة مئات الصفحات ليحيط بصورة من الصور أو شخصية من الشخصيات 

 

كما ان وجود الإنترنت لن يتيح وقتا لقارئ يتفقه في مطالعة كتاب طويل لذلك أصبح تأثير الصورة أوضح وأسرع لدى الشعوب ولاشك أن الفن المصري أصبح مختطف فكريا حول البلطجة والشذوذ الجنسي والعشوائيات وأعمال ليس له أي دافع أن تعبر عن حياة المجتمع أو تطرح فكر أو قضية حقيقية كما كنا نلاحظ في الماضي من أعمال تسببت في تربية اجيال للمعرفة والفكر والثقافة وهناك محاولات لغزو عقول الأجيال الحالية لترسيخ أفكار بعينها يدفع فيها مئات الملايين لإفساد تلك الأجيال، الفن يؤثر على المجتمعات بشكل كبير جدا ويؤثر بالسلب على المجتمعات حين تركز الصورة علي السلبيات قط داخل هذا المجتمع، الفن هو دستور حياتنا الشعبية وإذا أردت أن تعرف ثقافة شعب فانظر إلى أعماله الفنية أن الشعوب التي لا تملك ثقافة فنية هي شعوب متأخرة عن الحضارة ونتمني انتاج اعمال ذات طابع حقيقي يغير من فكر المجتمع كليا الي انتاج حقيقي يعبر عن حياتنا المجتمعية