عاجل
الأربعاء 04 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

دراسة: التوتر في العمل يؤثر على صحة القلب والأوعية الدموية

أرشيفية
أرشيفية

أظهرت دراسة حديثة أن التوتر المرتبط بالعمل قد يكون له تأثير سلبي على صحة القلب والأوعية الدموية، إذ تؤثر التوترات المزمنة على ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب.

الدراسة، المنشورة بمجلة جمعية القلب الأميركية، أجريت على مجموعة كبيرة، ومتنوعة عرقياً من البالغين في الولايات المتحدة، والتي رصدت العلاقة بين التوتر الناتج عن العمل، وبعض مؤشرات صحة القلب لدى أفراد لا يعانون من أمراض قلبية مسبقة.

واعتمد الباحثون في تحليلهم على بيانات جُمعت بين عامي 2000 و2002 من 3 آلاف و579 مشاركاً تتراوح أعمارهم بين 45 و84 عاماً، ضمن دراسة كبيرة تُعرف بدراسة تصلب الشرايين متعددة الأعراق.

 

عوامل صحة القلب

وقيَّمت الدراسة صحة القلب بناءً على سبعة معايير، تشمل: التدخين، والنشاط البدني، ومؤشر كتلة الجسم، والنظام الغذائي، ومستوى الكوليسترول الكلي، وضغط الدم، وسكر الدم.

وقد نُسب لكل معيار نقاط تتراوح بين صفر واثنتين، حسب تصنيفها إما سيئ، أو متوسط، أو مثالي، وبإجمالي نقاط بين 0 و14 لتحديد صحة القلب والأوعية الدموية.

أفاد 20% من المشاركين في الدراسة بتعرضهم للتوتر المتعلق بالعمل، وبعد إجراء التعديلات المناسبة للأخذ بعين الاعتبار عوامل أخرى مؤثرة، توصل الباحثون إلى أن الأفراد الذين يعانون من توتر العمل كانت فرصهم أقل بنسبة 25% و27% في الحصول على درجات صحية متوسطة (9-10 نقاط) ومثالية (11-14 نقطة) على التوالي، مقارنةً بالأفراد الذين لم يبلغوا عن توتر مرتبط بالعمل.

 

التوتر في العمل

ويعد التوتر في بيئة العمل أحد أبرز التحديات التي يواجهها الموظفون في العصر الحالي، إذ تزداد وتيرة العمل، وساعات العمل الطويلة، وتتعاظم متطلبات الأداء.

وأظهرت أبحاث سابقة أن الأشخاص الذين يعانون من التوتر المرتبط بالعمل أكثر عرضة للإصابة بمشكلات القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، ويؤثر التوتر المزمن على ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب.

ويمكن أن يرفع التوتر المستمر من معدل هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول، التي تؤثر سلباً على عمل القلب والأوعية الدموية، وتزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية، والسكتات الدماغية، كما يسبب التوتر المزمن ضعفاً في الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أقل قدرة على مقاومة الأمراض والعدوى.

والأشخاص الذين يعانون من توتر العمل المزمن أكثر عرضة لنزلات البرد، والعدوى المتكررة، بالإضافة إلى احتمالية الإصابة بأمراض مناعية، فالهرمونات الناتجة عن التوتر تقمع مناعة الجسم، مما يؤدي إلى انخفاض كفاءة استجابة الجهاز المناعي.

 

اضطرابات النوم

كما يعتبر التوتر من الأسباب الرئيسية لاضطرابات النوم، مثل الأرق وصعوبة الاستغراق في النوم، وهذا يؤثر على جودة النوم، ويسبب شعوراً بالإرهاق، وبدورها، تؤدي قلة النوم إلى ضعف التركيز، وزيادة القلق، وتدهور الأداء الوظيفي.

ومع مرور الوقت، يمكن أن يتطور التوتر المزمن إلى مشاكل صحية عقلية مثل الاكتئاب والقلق، مما يزيد من صعوبة التعامل مع الضغوط اليومية، ويؤثر على الحياة الشخصية والمهنية.

كما يؤثر التوتر على الجهاز الهضمي بشكل كبير، إذ يؤدي إلى اضطرابات مثل القولون العصبي، وقرحة المعدة، وعسر الهضم؛ فالتوتر يسبب تقلصات غير طبيعية في الأمعاء، ويؤدي إلى بطء في حركة الهضم، مما يجعل الشخص يعاني من مشكلات مزمنة في الجهاز الهضمي.

ويقول الباحثون إن النتائج تدعو لإيلاء التوتر المرتبط بالعمل اهتماماً أكبر كقضية صحية عامة.

وشدد الباحثون على أهمية إجراء دراسات طويلة الأمد للكشف عن الآليات الكامنة وراء العلاقة بين التوتر وصحة القلب، بالإضافة إلى أهمية تطوير وتنفيذ استراتيجيات فعالة لإدارة التوتر في أماكن العمل لتعزيز صحة الموظفين، وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.