عاجل
الخميس 01 مايو 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

بعد وفاتها.. من هي الفنانة السورية سمر عبد العزيز؟

الفنانة السورية سمر
الفنانة السورية سمر عبد العزيز

رحلت الفنانة السورية سمر عبد العزيز عن عالمنا عن عمر ناهز 52 عامًا، بعد مسيرة فنية وإنسانية امتدت لعقود.

جمعت سمر عبد العزيز في مسيرتها بين الغناء والتمثيل، وبين الألم والإصرار، لتصبح واحدة من الوجوه التي لا تُنسى في ذاكرة الجمهور السوري والعربي.

لم تكن مجرد فنانة أدت أدوارًا وأطلقت ألبومات، بل كانت قصة كاملة عن امرأة واجهت الحياة بصوت دافئ وابتسامة ثابتة، حتى في أحلك أيامها.

ولدت سمر عبد العزيز في مدينة حلب عام 1973، ضمن بيئة عُرفت بعشقها للفن والأدب. والدها هو الشاعر نظمي عبد العزيز، الذي كان له أثر كبير في تشكيل حسها الجمالي واللغوي، فيما شقيقتها ريم عبد العزيز دخلت أيضًا المجال الفني، مما جعل البيت مناخًا خصبًا للإبداع والتعبير.

بدأت سمر مشوارها الفني مطربةً تمتلك خامة صوتية مميزة، قدّمت خلالها مجموعة من الأغاني التي لامست الوجدان السوري، مثل: "يسعد لي هالمسا"، "تعلمنا"، "بحياتنا لا تزعلوا"، "زهرة الأماني"، و"كتبوني".

امتلكت سمر قدرة خاصة على الدمج بين الطرب الشعبي والإحساس العاطفي، كما خاضت تجربة باللهجة اللبنانية بالتعاون مع الفنان الراحل عازار حبيب، حيث قدمت ألبومًا أثبت قدرتها على التنوع والتأثير خارج حدود بلدها.

من الغناء إلى التمثيل

مع الوقت، لم تكتفِ سمر بالغناء، بل توجهت إلى التمثيل بخطوات واثقة سرعان ما لفتت الانتباه. شاركت في عدد من الأعمال الدرامية المهمة التي رسخت مكانتها كممثلة قادرة على تجسيد أدوار عميقة وقريبة من واقع المرأة السورية.

من أبرز الأعمال التي شاركت فيها: "سيرة آل الجلالي"، "هولاكو"، و"أنشودة المطر"، حيث لم تكن مجرد أدوار ثانوية، بل مساهمات درامية استطاعت من خلالها أن تنقل صوت المرأة المقهورة والمكافحة، وتُضيف للدراما السورية طابعًا وجدانيًا خاصًا.

في حياتها الخاصة، مرت سمر بتجربة عاطفية قاسية تركت أثرًا عميقًا في وجدانها. فقد تزوجت من المخرج محمد معروف بعد علاقة حب دامت ثلاث سنوات، لكن الزواج لم يستمر أكثر من 12 يومًا. وصفت سمر هذه المرحلة بأنها "النكسة الأشد" في حياتها، وتحدثت عنها لاحقًا في تصريحات تلفزيونية بنبرة صادقة حزينة، قائلة إن الانفصال المفاجئ شكّل لها صدمة نفسية عنيفة، لكنها أيضًا علّمها الصبر وقوة الاحتمال.

في يونيو 2022، أعلنت سمر إصابتها بسرطان الثدي، لتبدأ رحلة مؤلمة مع العلاج الكيماوي والإشعاعي، تخللتها عملية استئصال للورم. لم تكن تلك المعركة سهلة، لكنها خاضتها بإيمان وإيجابية. وفي مايو 2023، أعلنت تعافيها الكامل، شاكرة كل من ساندها، ومؤكدة أن المرض "ما كان نهاية، بل بداية جديدة فهمت منها شو يعني حياة".

تحولت تجربتها إلى منصة للتوعية، حيث دعت النساء إلى الكشف المبكر، مؤكدة أن النجاة ليست حظًا بل خيارًا وإرادة. كما أعلنت استعدادها للعودة إلى الساحة الفنية، وبدأت بالفعل التحضير لأعمال جديدة، قبل أن تتدهور حالتها مجددًا مطلع عام 2025 نتيجة مضاعفات في الكبد.

في أبريل 2025، أسدل الستار على حياة سمر عبد العزيز، بعد صراع طويل مع المرض. لكنها رحلت بهدوء يليق بشخصيتها، دون ضجيج أو استعراض، تاركة خلفها تراثًا فنيًا متنوعًا ووجعًا إنسانيًا لم يضعفها، بل جعل منها رمزًا للقوة والصدق.