عاجل
الأربعاء 18 يونيو 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

"فطر مريخي"!.. صورة قديمة تشعل جدلا واسعا حول الحياة على الكوكب الأحمر

أرشيفية
أرشيفية

أثارت صورة قديمة التقطها مسبار "كيوريوسيتي" التابع لناسا موجة من التكهنات حول احتمال وجود حياة على الكوكب الأحمر.

ويعود تاريخ الصورة إلى سبتمبر 2013، لكنها ظلت مختبئة في الأرشيف حتى اكتشفها الباحث عن الظواهر الغريبة سكوت وارينغ. وتظهر الصورة ما يشبه "فطرا ينمو على سطح المريخ"، ما دفع بعض صائدي الكائنات الفضائية مثل وارينغ إلى الإعلان بثقة: "لقد عثرنا على الحياة!".

ووصف وارينغ الجسم الغريب بأنه يحمل كل مواصفات الفطر الأرضي، من ساق منحنية إلى قبة مميزة في الأعلى، متسائلا كيف يمكن لناسا أن تهمل مثل هذا الدليل الواضح، خاصة وأن المسبار مجهز بأدوات متطورة قادرة على تحليل مثل هذه الأجسام عن قرب.

لكن المجتمع العلمي قابل هذه الادعاءات بتحفظ شديد، حيث قدم الدكتور غاريث دوريان، الفيزيائي الكوكبي من جامعة برمنغهام، تفسيرا أكثر واقعية. ووفقا لتحليله، فإن هذا التشكيل الغريب ليس سوى صخرة مسطحة ترتكز على أخرى أصغر، تشكلت بفعل عوامل التعرية الريحية التي تعمل على نحت الصخور المريخية منذ مليارات السنين. وأضاف أن مثل هذه التشكيلات شائعة جدا على سطح المريخ، حيث تعمل الرياح على إزالة الطبقات الرخوة تاركة الصخور الأكثر صلابة في أوضاع تبدو غريبة للعين البشرية.

والحقيقة أن ظروف المريخ القاسية تجعل من فرص وجود حياة على سطحه ضئيلة للغاية. فبالإضافة إلى الغلاف الجوي الرقيق الذي يعادل 1% فقط من كثافة غلاف الأرض الجوي، يتعرض السطح المريخي لقصف مستمر بالأشعة الكونية والأشعة الفوق بنفسجية، تصل شدتها إلى 500 ضعف ما نتعرض له على الأرض. كما أن التقلبات الحرارية الهائلة، التي تتراوح بين 20 درجة مئوية نهارا و100 درجة تحت الصفر ليلا، تشكل بيئة مستحيلة لأي شكل من أشكال الحياة المعروفة.

وفي حال وجود أي حياة على المريخ، فمن المرجح أن تكون ميكروبية وتعيش في أعماق تحت السطح، حيث قد توجد جيوب من المياه المالحة توفر الحماية من الظروف القاسية السائدة على السطح.

وهذا ما تركز عليه مهمات ناسا الحالية والمستقبلية، التي تبحث عن علامات للحياة الميكروبية القديمة في الطبقات الجوفية، أكثر من التركيز على أشكال الحياة السطحية التي تبدو مستحيلة في ضوء المعطيات العلمية الحالية.

ورغم أن الصورة تثير الخيال وتذكرنا بأشكال الحياة على الأرض، إلا أن العلم يرجح كفة التفسير الجيولوجي. ففي النهاية، كما يقول العلماء، ليس كل ما يبدو كالفطر هو فطر بالفعل، خاصة عندما نتحدث عن عالم غريب مثل المريخ، حيث تعمل قوى الطبيعة وفق قواعد مختلفة عما نعرفه على كوكبنا.