عاجل
الإثنين 08 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

مصر تطالب بإصلاح مجلس الأمن وإعادة إعمار غزة في قمة "بريكس"

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسي

طالب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتعميق التشاور بين دول "بريكس" حول القضايا ذات الاهتمام والأولوية في مختلف المجالات بما يسهم في تقريب وجهات النظر والتوصل إلى أرضية مشتركة.

وشدد الرئيس المصري خلال مشاركته اليوم الاثنين، عبر الوسائل الافتراضية، في القمة الاستثنائية لرؤساء دول وحكومات تجمع "بريكس" التي عُقدت بدعوة من الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا، بصفته الرئيس الدوري للتجمع، على أن تعميق التشاور وتقريب وجهات النظر بين دول المجموعة يسهم في تعزيز فاعلية "بريكس" على الساحة الدولية.

وأكد السيسي على أن الاجتماع الاستثنائي لرؤساء دول وحكومات "بريكس" يأتي في ظرف دقيق يشهد فيه العالم صراعات، تهدد العمل الدولي متعدد الأطراف؛ بل ومنظومة الأسس والقواعد والمبادئ، التي يستند إليها النظام الدولي منذ عام 1945، مؤكدا أن المشهد الدولي اليوم "بات غارقا في ازدواجية فاضحة في المعايير، وانتهاك سافر لأحكام القانون الدولي، دون أدنى اكتراث أو مساءلة، في ظل إفلات ممنهج من العقاب، وتصاعد مقلق للنزعات الأحادية والتدابير الحمائية".

وأوضح السيسي أن هذا الانحدار يقوض أسس السلم والأمن الدوليين، ويعيد البشرية إلى أجواء الفوضى واللا قانون ويكرس استخدام القوة، كوسيلة لفرض الإرادة وتحقيق المآرب، على حساب الشرعية والعدالة، مشيرا إلى أن كل الانحدار كان سببا في تفاقم الأزمات واشتعال الصراعات واندلاع الحروب، وأن ترتكب جرائم مروعة من قتل وتدمير، ستظل وصمة عار لا يمحوها الزمن.

وأشار الرئيس المصري على أن وضع مجلس الأمن الدولي يعد "مثالا صارخا على ما آل إليه حال المجتمع الدولي من عجز وتراجع" وهو ما انعكس سلبا وبشكل مباشر، على ثقة الدول في منظومة الأمم المتحدة، لاسيما في أداء مجلس الأمن ذاته، مما دفع العديد من الدول إلى المطالبة بإصلاح شامل لآليات عمل المجلس، بما في ذلك الدعوة الصريحة، إلى إلغاء حق النقض "الفيتو".

وأكد أن امتياز حق الفيتو تحول بمرور الزمن، إلى أداة لعزل المجلس عن الواقع الميداني، وجعله عاجزا عن أداء دوره المحوري، في تسوية النزاعات ووقف الحروب، رغم كونه الهيئة الأممية، المنوط بها حفظ السلم والأمن الدوليين.

وأوضح أن تداعيات هذا الوضع الدولي المتردي امتدت لتطال مكتسبات النمو الاقتصادي العالمي، مهددة إياها بالانهيار، حيث يشهد العالم اليوم تباطؤا ملحوظا في معدلات النمو الاقتصادي، وتراجعا في حركة التجارة الدولية، وتآكلا في الاهتمام بقضايا التنمية والتمويل الإنمائي، واتساع في الفجوات التنموية والتمويلية والرقمية في الدول النامية.

وشدد السيسي على أن كل تلك الأزمات الدولية تجعل لمجموعة بريكس أهمية كبيرة باعتبارها محفلا دوليا بازغا، يشق طريقه بثبات نحو ترسيخ التعاون البناء بين دوله انطلاقا من مبادئ المنفعة والاحترام المتبادل، وتعزيز العمل متعدد الأطراف.

وطالب السيسي بحتمية توظيف الميزات النسبية التي تزخر بها دول مجموعة بريكس، في إطلاق مشروعات مشتركة في القطاعات الحيوية وعلى رأسها الطاقة الجديدة والمتجددة، والبنية التحتية، والصناعات التحويلية، والزراعة، والبحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار، والذكاء الاصطناعي، إلى جانب تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في دول المجموعة.

وشدد على ضرورة تكثيف التنسيق بين دول التجمع، حول إصلاح الهيكل المالي العالمي ومعالجة إشكالية الديون، ودعم توفير الحيز المالي للدول النامية ونفاذها للتمويل الميسر، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز تمثيل الدول النامية في حوكمة المؤسسات المالية الدولية، وعملية صنع القرار بها.

وعلى صعيد الشرق الأوسط أدان السيسي الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، واصفا إياها بـ"الغاشمة"، ومستنكرا استخدام التجويع والحرمان من الخدمات الصحية كأسلحة ضد المدنيين، مما تسبب في كارثة إنسانية وحالة مجاعة معلنة.

وأكد رفض مصر القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تغيير الوضع القانوني والديموغرافي للأراضي المحتلة، مشيرا إلى جهود مصر لوقف إطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات، وإطلاق سراح الرهائن، مع إعداد خطة شاملة لإعادة إعمار غزة، حظيت بدعم عربي ودولي.

كما أعلن السيسي عن نية مصر استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة فور التوصل إلى هدنة، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة.