من التريند إلى الحبس.. قصة القبض على "مريم" بعد فيديو الاعتداء

"أنا مريم ومحدش يقدر يعمل لى حاجة".. بهذه العبارة التى رددتها فتاة فى أحد الفيديوهات المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعى، بدأت حكاية جديدة من حكايات "التريند الذى ينتهى بالسجن"، بعدما ظهرت طالبة تعتدى بالضرب والسب على زميلتها أمام إحدى المدارس بمنطقة مصر القديمة، وسط ذهول المارة، واستهجان المتابعين الذين تداولوا المقطع بشكل واسع.
المقطع الذى انتشر بسرعة كبيرة، لم يكن الأول من نوعه، فقد أعاد إلى الأذهان واقعة شهاب الشهير بـ"شهاب بتاع الجمعية"، الذى ظهر فى وقت سابق يعتدى على أحد المواطنين ملوحًا بنفوذه ورافعًا شعارات التحدى، قبل أن يتحول هو الآخر من "تريند" إلى متهم رسمى فى قضية اعتداء. وعلى نفس النهج، بدت الطالبة مريم، التى ظهرت وهى توجه عبارات نابية وصادمة لزميلتها قبل أن تعتدى عليها بالضرب، مطمئنة إلى أن أحدًا لن يحاسبها.
لكن سرعان ما تحركت الأجهزة الأمنية بعد تصاعد الغضب الشعبى، وتلقت الأجهزة المعنية بوزارة الداخلية بلاغًا من سيدة مقيمة بدائرة قسم شرطة مصر القديمة، أفادت خلاله بتعرض ابنتها الطالبة، والتى كانت بصحبتها، للاعتداء من قِبل زميلتها أمام المدرسة، وهو الاعتداء الذى أسفر عن إصابة الفتاة بكدمة واضحة فى الرأس، بحسب ما ورد فى البلاغ.
بالانتقال والفحص، تبين أن الواقعة حدثت بالفعل فى محيط المدرسة، وأن الفتاة المعتدية هى طالبة مقيمة فى نفس الدائرة. وتمكنت قوات الشرطة من ضبطها، وبمواجهتها أقرت بارتكاب الواقعة نتيجة مشادة كلامية نشبت بينها وبين زميلتها بسبب اللهو. وبعد اعترافها، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة فى الواقعة.
القانون المصرى لا يتهاون مع وقائع التعدى العلنى، حتى لو كان مرتكبها قاصرًا أو طالبة. ووفقًا لقانون العقوبات، فإن الضرب الذى يُفضى إلى إصابة، يُعاقب عليه بالحبس الذى قد يصل إلى ثلاث سنوات، خاصة إذا اقترن بسبق الإصرار أو وقعت الإصابة فى أماكن حساسة من الجسد. كما يعاقب القانون على السب العلنى بالألفاظ الخادشة أو الجارحة بالغرامة أو الحبس، خصوصًا إذا وقع فى مكان عام أو تسبب فى ضرر معنوى بالغ للمجنى عليه.
وبينما كانت مريم تكرر بثقة "أنا مش خايفة من حد"، لم تكن تعلم أن كاميرا هاتف عابر، ستتحول إلى دليل إدانة رسمى ينهى حكاية "التريند"، ويبدأ معها فصلًا جديدًا فى أروقة النيابة والمحاكم.