اكتشاف تطوري مهم حول حياة إناث الغوريلا الجبلية

أظهرت بيانات دراسات طويلة الأمد أن نحو ثلث الإناث من الغوريلا الجبلية يتوقفن عن النشاط الإنجابي، مع استمرار العيش لمدة تقارب عشر سنوات بعد توقف الإنجاب.
كشف معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية، بالتعاون مع جامعة توركو الفنلندية، عن أن إناث الغوريلا الجبلية تعيش فترة أطول بكثير من عمرها الإنجابي، وهو ما قد يفسر ظهور ظاهرة انقطاع الطمث في دورة حياتهن.
وشملت الدراسة مراقبة أربع مجموعات برية من الغوريلا الجبلية في منتزه بويندي الوطني في أوغندا على مدى أكثر من 30 عاما، حيث تبين أن نحو ثلث الإناث توقفن عن النشاط الإنجابي وعشن بعد ذلك لمدة تقارب 10 سنوات، أي ما يمثل نحو ربع متوسط العمر المتوقع لأفراد هذا النوع في البرية.
وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن معظم الحيوانات تتكاثر طوال دورة حياتها، مما يجعل توقف الإناث عن الإنجاب قبل فترة طويلة من وفاتهن لغزا تطوريا. وأوضح الباحثون أن بعض البيانات تشير إلى أن الإناث قد تمر بمرحلة انقطاع الطمث، لكن التحليلات الهرمونية مطلوبة للوصول إلى استنتاجات دقيقة.
وأضاف العلماء أن هذه النتائج توسع نطاق بيانات المراقبة المتعلقة بالشمبانزي، وتدعم الافتراض بأن مرحلة الحياة التي تلي النشاط الإنجابي لدى الإنسان قد تكون لها جذور تطورية مشتركة مع أسلاف الرئيسيات الإفريقية. وأكد الباحثون أن سبب عدم رصد هذه الظاهرة سابقا يعود إلى صعوبة إجراء الدراسات طويلة الأمد التي تتطلب مراقبة الحيوانات لعقود.
وذكر مؤلفو الدراسة أن الآلية الكامنة وراء توقف النشاط الإنجابي لدى إناث الغوريلا قد ترتبط بعدة فرضيات، منها دور تطوري محتمل للإناث في المجموعة، أو خصائص السلوك الجنسي، أو حتى أمراض وراثية تظهر في سن متقدمة لا يتم تسجيلها في باقي أفراد المجموعة.