قرار عاجل بحق ممرضة أشعلت النيران في سبع غرف رعاية صحية

في واحدة من أكثر الوقائع غرابة في مصر أحالت نيابة حلوان الكلية ممرضة شابة إلى المحاكمة الجنائية بعد اعترافها بإشعال النيران عمدا داخل سبع غرف رعاية مركزة بمستشفى حلوان العام.
حدثت الواقعة في أغسطس الماضي، لكن التحقيقات كشفت تفاصيلها المروعة مؤخرا، مما أثار صدمة واسعة بين الطاقم الطبي والمرضى، حيث أقدمت الممرضة على جريمتها بدافع نفسي غريب يتعلق بـ"متلازمة حب الرعب".
بدأت القصة عندما تلقت غرفة عمليات الحماية المدنية بلاغا عاجلا عن اندلاع حريق محدود داخل قسم الرعاية المركزة بمستشفى حلوان العام بمحافظة القاهرة، حيث انتقلت قوات الإطفاء فورا مدعومة بسيارات متخصصة، وفرضت قوات الأمن طوقا أمنيا حول المبنى.
وعملت قوات الحماية المدنية على إجلاء 16 مريضا بسرعة فائقة إلى مناطق آمنة داخل المستشفى وبعضهم إلى مستشفيات مجاورة، دون وقوع إصابات بشرية، بفضل تدخل الطواقم الطبية السريع.
وامتد الحريق جزئيا إلى الأجهزة الطبية الحساسة والمحاليل، مما تسبب في تلفيات مادية كبيرة شملت أجهزة تنفس صناعي وأسرّة طبية تقدر بمئات الآلاف من الجنيهات.
وكشفت التحريات الأمنية، عن تورط الممرضة "شروق ع. أ." (23 عاما) التي أقدمت على العملية باستخدام قفاز طبي مبلل بالكحول وقداحة صغيرة، واضرمت النيران في الغرف تباعا دون أن يلاحظها أحد.
واعترفت المتهمة أمام النيابة بـ"أنها لم تكن تخطط لإحراق المستشفى بالكامل، لكنها شعرت برغبة في رؤية النار وهي تشتعل وترعب الناس، وهذه متلازمة لديها".
وأظهرت كاميرات المراقبة وجودها في الموقع قبل دقائق من الحادث، وأكد تقرير مصلحة الأدلة الجنائية استخدام مواد كحولية سريعة الاشتعال، في حين وجهت إليها تهمة إشعال النار عمدا في مبنى حكومي أثناء أداء وظيفتها، وهي جناية تعاقب عليها المادتان 252 و253 من قانون العقوبات بالسجن المشدد.
وأثار الحادث استياء كبيرا في الأوساط الطبية، مع مطالبات بتعزيز الإجراءات الأمنية والنفسية داخل المستشفيات، خاصة بعد أن أشارت بعض التقارير إلى خلافات سابقة بين المتهمة ومديرها كعامل محتمل في الدافع.