"مصابيح LED".. صديقة للبيئة أم فخ خفي لاستنزاف فاتورة الكهرباء؟
مع الانتشار الواسع لمصابيح الـLED كخيار موفّر للطاقة في المنازل الحديثة، يبرز بين خبراء الاستهلاك والطاقة سؤال متكرر: هل ما زال من الضروري إطفاء هذه المصابيح عند مغادرة الغرفة؟ فمع كفاءتها العالية وانخفاض استهلاكها، بات كثيرون يتساءلون عمّا إذا كانت العادات القديمة في توفير الكهرباء لا تزال فعّالة في عصر الإضاءة الذكية.
أعاد تقرير حديث تسليط الضوء على الجدل المتجدد حول ما إذا كان من الضروري إطفاء مصابيح الـLED عند مغادرة الغرفة، رغم شهرتها باعتبارها الأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة. فهذه المصابيح، التي أصبحت الخيار المفضل في المنازل الحديثة بفضل استهلاكها المنخفض وعمرها الطويل، لا تزال تثير أسئلة حول تأثير تركها مضاءة بلا حاجة، سواء على فاتورة الكهرباء أو على عمرها الافتراضي.
كفاءة عالية
تعد مصابيح LED أحد أبرز بدائل الإضاءة التي اكتسبت انتشارًا عالميًا خلال السنوات الماضية، نظرًا لاستهلاكها المنخفض للطاقة مقارنة بالمصابيح المتوهجة التقليدية. فهي تستخدم ما يصل إلى 90% أقل من الكهرباء، وتستمر بالعمل حتى 25 أو 50 مرة أطول من المصابيح القديمة.
كما أنها تولّد حرارة أقل بكثير، ولا تحتوي على مواد سامة مثل الزئبق الموجود في بعض المصابيح التقليدية. وهذه الخصائص جعلتها الخيار الأول للمنازل والشركات التي تهدف إلى رفع كفاءة الطاقة وخفض التكاليف.
ترك المصابيح مضاءة
على الرغم من استهلاكها المنخفض، فإن إبقاء مصباح LED يعمل لفترة طويلة يؤثر في عمره الافتراضي. فالمصابيح، مثل أي جهاز إلكتروني، تتعرض للضغط الحراري كلما ظلت تعمل لساعات طويلة. كذلك قد يكون استهلاك الطاقة لكل مصباح بسيطًا، لكنه يصبح مهمًا عند جمع عدد كبير من المصابيح داخل المنزل.
ووفقًا لحسابات التقارير، فإن مصباح LED بقوة 10 واط يعمل لمدة 8 ساعات يوميًا يكلف نحو 0.012 دولار في اليوم. ولكن إذا ظل مضاءً طوال 24 ساعة، فإن التكلفة تزيد إلى 3 أضعاف تقريبًا.
وعلى مستوى الاستهلاك الشهري، يوضح التقرير أن تشغيل 10 مصابيح LED على مدار 24 ساعة يمكن أن يضيف أكثر من 11 دولارًا إلى فاتورة الكهرباء. ورغم أن المبلغ قد يبدو بسيطًا في الظاهر، فإنه يتراكم على مدار العام ليشكل تكلفة لا يُستهان بها.
خطوة بسيطة
يرى الخبراء أن إطفاء المصابيح عند مغادرة الغرفة عادة بسيطة لكنها فعالة. فحتى في حالة المصابيح الموفّرة للطاقة مثل LED، يظل إطفاؤها أفضل للبيئة وللعمر التشغيلي.
كما أن الطاقة الكهربائية، حتى وإن كانت قليلة، لا تزال تأتي بتكلفة مالية وتسهم في انبعاثات الكربون بقدر ما، ولو بشكل طفيف.
في الختام يمكن القول إن التكنولوجيا الحديثة للمصابيح جعلت استهلاك الطاقة أقل، لكنها لم تلغ بالكامل الحاجة إلى الاستخدام الرشيد.
لذا، يُنصح بإطفاء مصابيح LED كلما غادرت الغرفة، خاصة إذا كنت لن تعود إليها قريبًا. إنها خطوة صغيرة لكنها تحقق نتائج كبيرة على المدى الطويل، سواء من حيث التوفير أو حماية البيئة.
