عاجل
الخميس 27 نوفمبر 2025
رئيس مجلس الادارة
رجب رزق
رئيس التحرير
سامي خليفة
الرئيسية القائمة البحث

أبحاث صينية تُرعب البنتاغون.. بكين تختبر تعطيل أقمار إيلون ماسك

هوائيات أقمار ستارلينك
هوائيات أقمار ستارلينك الصناعية

في مؤشر جديد على احتدام التنافس الاستراتيجي بين بكين وواشنطن، تكشف أبحاث صينية حديثة عن اختبارات واسعة النطاق لاستكشاف كيفية تعطيل شبكة أقمار "ستارلينك" التابعة لإيلون ماسك، والتي باتت تُوصَف في الدوائر الأمنية الغربية بأنها "بنية تحتية عسكرية متنكرة في ثوب تجاري". 

وتأتي هذه الجهود في لحظة حساسة تتصاعد فيها التوترات حول تايوان، وتتعاظم مخاوف الصين من الدور العسكري المحتمل للشبكة في أي مواجهة مستقبلية مع الولايات المتحدة، بحسب مجلة "نيوزويك".

ستارلينك في حسابات الحرب
تشغّل "ستارلينك" اليوم أكثر من 8000 قمر صناعي في مدار منخفض؛ ما يجعلها أكبر شبكة اتصالات فضائية في العالم. 

وقد أثبتت فاعليتها القتالية في الحرب الأوكرانية، عندما ساعدت كييف في الحفاظ على الاتصالات العسكرية خلال الأيام الأولى الحاسمة للحرب الروسية الأوكرانية ، وهو درس استراتيجي تابعه المخططون الصينيون بدقة.

بالنسبة لبكين، لا تشكل الشبكة مجرد مشروع تجاري، بل منصة يمكن أن توفر للجيش الأمريكي تفوقا اتصاليا وقدرات قيادة وسيطرة معزَّزة في بيئات الحرب المتطورة. 

ولهذا صرّحت جهات صينية مرارا بأنها ترى "ستارلينك" تهديدا مباشرا للأمن القومي، وتستثمر بشكل مكثّف في تطوير قدراتها الإلكترونية والهجومية المضادة للأقمار الصناعية، بالتوازي مع تصعيد الضغوط العسكرية على تايوان، التي تعتبرها بكين جزءا لا يتجزأ من أراضيها.

1000 طائرة مسيّرة لإسكات السماء
الدراسة التي نشرها باحثون من معهد بكين للتكنولوجيا وجامعة تشجيانغ في الخامس من نوفمبر، تكشف عن واحدة من أكثر المحاولات العلمية تفصيلاً لفهم نقاط ضعف "ستارلينك".

وفقا للمحاكاة، استخدم الفريق شبكة افتراضية من أجهزة تشويش عالية الارتفاع: طائرات دون طيار أو بالونات، موزعة بفواصل تتراوح بين 5 و9 كيلومترات، بحيث يُصدِر كل جهاز تشويشا يشكّل جزءا من "درع كهرومغناطيسي".

تُظهر النتائج أن جهازا واحدا يمكنه تعطيل التغطية في مساحة تصل إلى 38.5 كيلومتر مربع؛ ما يعني أن تعطيل "ستارلينك" فوق تايوان (نحو 36 ألف كيلومتر مربع) يتطلب ما لا يقل عن 935 جهاز تشويش عالي القدرة، أو ما يصل إلى 2000 جهاز منخفض القدرة.

أُجري اختبار مُصغّر لمدة 12 ساعة فوق موقع في شرق الصين، إذ حاول الباحثون بناء نموذج تشغيلي للتشويش على شبكة ديناميكية شديدة التعقيد، تتغير فيها مسارات الأقمار الصناعية وتردداتها على مدار الساعة.

أحد الباحثين، يانغ تشو، قال لصحيفة "ساوث تشاينا مورنينغ بوست" إن بنية "ستارلينك" تجعل استهدافها بالغ الصعوبة، نظرا لتغيّر عدد الأقمار الصناعية التي تظهر فوق نقطة معينة باستمرار، ولقدرتها على تبديل الترددات بسرعة عبر هوائيات مصفوفة طورية متقدمة.

حرب الاتصالات القادمة
مع أن الدراسة تُعد من أكثر الجهود الصينية جدية لتطوير أدوات مضادة لستارلينك، إلا أن فعاليتها في العالم الحقيقي لا تزال موضع شك. فالتشويش على شبكة ضخمة وموزعة ديناميكيا قد يتطلب قدرات تشغيلية وتنظيمية هائلة، فضلا عن احتمال قيام "سبيس إكس" بتطوير أنظمة مضادة للتشويش أكثر تطورا.

المثير أيضا أن من غير الواضح ما إذا كانت الشركة ستوفر الخدمة لتايوان في حال اندلاع صراع، خصوصا في ظل الجدل الذي أثاره ماسك سابقا بشأن دور شبكته في الصراعات الجيوسياسية.

"الغموض الاستراتيجي"
وفي الوقت الذي تُعد فيه الولايات المتحدة المورد الأساسي للأسلحة لتايوان، تواصل واشنطن التمسك بسياسة "الغموض الاستراتيجي" حول ما إذا كانت ستتدخل عسكريا للدفاع عنها؛ ما يجعل أي سيناريو للصراع في المضيق ساحة اختبار محتملة لهذه التكنولوجيا.

تكشف الدراسة الصينية عن مرحلة جديدة في سباق التحكم بالفضاء السيبراني، حيث تتحول شبكات الاتصالات إلى جبهة حرب بحد ذاتها. 

وإذا كانت أوكرانيا دليلا على شيء، فهو أن الاتصال المستقر أصبح جزءا من منظومة القوة الحربية. 

ومع استمرار الصراع الصامت بين الصين والولايات المتحدة، تُظهر التجربة أن المعركة القادمة لن تُخاض فقط بالسفن والطائرات، بل أيضا بالإشارات الكهرومغناطيسية التي تعبر السماء.