السوربيتول خطر جديد: كيف يؤدي المحلّي الصناعي الشائع إلى تلف الكبد وتراكم الدهون
أشارت دراسة بحثية مثيرة للقلق، إلى أن المُحلي الصناعى الشائع المستخدم في المنتجات الخالية من السكر، قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد القاتلة.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، فقد توصلت دراسة جديدة إلى أن تراكم السوربيتول يمكن أن يسبب تراكم كمية مقلقة من الدهون في الكبد، مما يؤدي إلى مرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي (MASLD)
كانت هذه الحالة تُعرف سابقًا باسم مرض الكبد الدهني غير الكحولي، وهي غير مرتبطة بالإفراط في شرب الكحوليات، وهو السبب الأكثر شيوعًا لمشاكل الكبد.
وركزت الدراسة، التي نشرت في مجلة Science Signalling ، على ميكروبيوم أمعاء سمك الزرد، وكيف يتفاعل جسمه إذا تعرض لأي ضرر بطريقة ما، حيث إن ميكروبيوم الأمعاء هو نظام بيئي طبيعي يتكون من مليارات البكتيريا والفطريات "الصديقة" التي تساعد في تحلل الطعام وهضمه وامتصاصه.
ووجد الباحثون أن استنزاف ميكروبيوم الأمعاء ساهم في تطور أمراض الكبد، حتى عندما كانت الأسماك تتناول نظامًا غذائيًا عاديًا.
ويرجع ذلك إلى أن الجسم، كجزء من عملية الهضم الطبيعية، يحول الجلوكوز إلى فركتوز عن طريق تحويله إلى سوربيتول في الأمعاء، في العادة، تقوم البكتيريا الموجودة في الميكروبيوم بتفكيك هذا السوربيتول، مما يمنع الضرر، ولكن عندما تمت إزالة بكتيريا الأمعاء بالمضادات الحيوية، تراكم السوربيتول، وانتقل إلى الكبد، وتسبب في الكبد الدهني.
وأشاروا إلى أن إضافة السوربيتول مباشرة إلى النظام الغذائي للأسماك تسبب نفس التأثير، ومن ناحية أخرى، فإن إيقاف إنتاج السوربيتول أو إضافة البكتيريا التي تعمل على تفتيته يمنع تلف الكبد، وخلص الباحثون إلى أن بكتيريا الأمعاء تحمي من أمراض الكبد المرتبطة بالسكر وأن السوربيتول - الذي يستخدم كمحلي شائع - قد يزيد من خطر الإصابة بالكبد الدهني.
وقال الخبراء، إن النتائج تشير إلى أن البدائل "الخالية من السكر" قد تكون ضارة بصحة الكبد، إن لم تكن أكثر مما كان يعتقد في السابق، وحثوا المسؤولين على إعادة النظر في دورهم في اتباع نظام غذائي صحي، وتأتي الدراسة في أعقاب بحث تفصيلي حول التأثير الضار للفركتوز - الذي يتم تحويله إلى دهون بواسطة الكبد - على الجسم أجراه الدكتور جاري باتي، أستاذ الكيمياء وعلم الوراثة والطب في جامعة واشنطن.
وبحسب الدكتور جارى باتي، فإن السوربيتول ثبت سابقاً أنه يعمل على تنشيط خلايا السرطان ويساهم في الإصابة بمرض الكبد الدهني.
وبينما ركزت معظم الأبحاث حول كيفية معالجة الجسم للسوربيتول، الذي يضاف في كثير من الأحيان إلى المنتجات الخالية من السكر ولكنه موجود بشكل طبيعي في الفواكه ذات النواة، على إنتاجه بسبب زيادة الجلوكوز، قال الدكتور باتي إن السوربيتول يمكن أن يتم إنتاجه بالفعل بواسطة الأمعاء بعد تناول الطعام.
في حين أنه من المعروف منذ فترة طويلة أن الإفراط في تناول السكر يمكن أن يؤدي إلى عدد من المشاكل الصحية، إلا أن هناك مجموعة متزايدة من الأدلة على أن المحليات ليست بالضرورة البديل الصحي الذي نعتقده.
أوضح الدكتور باتي: إنه يمكن إنتاج السوربيتول في الجسم بمستويات عالية، ولكن إذا كانت البكتيريا المناسبة موجودة، فلن يكون لذلك أي تأثير".
الكبد الدهنى وعلاقته بـ السوربيتول
ويرجع ذلك إلى أن الأمعاء هي موطن لسلالات بكتيرية تعمل على تحلل السوربيتول وتحويل الكحول السكري إلى منتج ثانوي غير ضار، ومع ذلك، حذر الدكتور باتي: "إنه إذا لم يكن لديك البكتيريا المناسبة، فهذا هو الوقت الذي تصبح فيه المشكلة"، لأنه في تلك الظروف، لا يتحلل السوربيتول، ونتيجة لذلك، ينتقل إلى الكبد"، يمكن أن يحدث هذا الاستنزاف في البكتيريا النافعة عندما يتم استهلاك كميات زائدة من السكر، أو السوربيتول نفسه، في النظام الغذائي.
كلما زاد استهلاك الجلوكوز والسوربيتول، فحتى لو كان لدى شخص ما البكتيريا "الصديقة" المناسبة التي تعالجها إلى منتج ثانوي غير ضار، فإن هذه الميكروبات المعوية قد تصبح مثقلة بالعمل، مما ينقل المهمة إلى الكبد، وبمجرد دخوله إلى الكبد، يتم تحويله إلى مشتق من الفركتوز، مما يؤدي إلى زيادة الدهون في العضو.
تُعرف هذه الحالة طبيًا باسم مرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضى (MASLD) ، وهي غير مرتبطة بالإفراط في شرب الكحول، وهو السبب الأكثر شيوعًا لمشاكل الكبد.
واستنتج الباحثون، إن هذه النتائج تظهر مجتمعة أن البكتيريا المحللة للسوربيتول في الأمعاء تحمي من مرض الكبد الدهني وتشير إلى أن الإفراط في تناول السوربيتول الغذائي قد يشكل خطرا على تطور مرض الكبد الدهني".
البكتيريا الصديقة
وفي حين أقر الباحثون بأن هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لفهم الآليات المحددة لكيفية قيام البكتيريا بإزالة السوربيتول، فقد حذروا من أن الفكرة الأساسية القائلة بأن هذه البدائل "الأكثر صحة" يتم طردها من الجسم دون ضرر، قد لا تكون صحيحة.
وقالت الدكتورة باتي: نحن نرى بالتأكيد أن السوربيتول المعطى للحيوانات ينتهي به المطاف في الأنسجة في جميع أنحاء الجسم".
تليف الكبد
وتقدر مؤسسة الكبد البريطانية أن مرض تليف الكبد المزمن يمكن أن يؤثر الآن على ما يصل إلى واحد من كل 5 أشخاص في المملكة المتحدة - على الرغم من أن الخبراء حذروا من أن الرقم الحقيقي قد يصل إلى 40%، ومما يثير القلق أن نحو 80% من المصابين بهذا المرض لا يتم تشخيصهم، لأن المرض لا تظهر عليه أعراض واضحة في كثير من الأحيان ــ أو تظهر عليه أعراض يتم الخلط بينها وبين مشاكل أقل خطورة.
علبة واحدة يوميا من المشروبات الغازية الدايت تزيد اصابتك بمرض الكبد
في معظم الحالات، يتم اكتشافه فقط أثناء إجراء فحوصات الدم الروتينية أو اختبارات وظائف الكبد التي يتم إجراؤها لقضايا غير ذات صلة، تشير الأبحاث المثيرة للقلق إلى أن علبة واحدة فقط من دايت كوك أو سبرايت يوميًا قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد القاتلة بنسبة تصل إلى 60%، وقد انتشرت المخاوف بشأن تأثير المحليات الصناعية، التي تضاف أيضًا إلى الزبادي وبعض الحبوب، على صحة القلب لسنوات، وفي سبتمبر من هذا العام، اكتشف خبراء برازيليون أن شرب مشروب غازي واحد فقط يومياً قد يزيد بسرعة من خطر تدهور وظائف المخ.
الاستهلاك العالى للسكريات المضافة
وقالت الصحيفة، إنه قد ارتبط الاستهلاك العالي للسكريات المضافة، أي تلك التي تتجاوز المحتوى الطبيعي للطعام أو الشراب ــ علبة واحدة فقط من مشروب الحمية يومياً ــ بزيادة خطر شيخوخة الدماغ بنسبة 62%.
ووجد الباحثون أيضًا أن الخطر كان مرتفعًا بشكل خاص لدى المصابين بمرض السكري، الذين هم أكثر عرضة لاستخدام المحليات الصناعية كبدائل للسكر، تزايد القلق منذ عام 2023 بعد أن صنفت منظمة الصحة العالمية بشكل مثير للجدل المُحلي الصناعي الأسبارتام، الموجود في مشروبات مثل دايت كوك، على أنه "مسبب محتمل للسرطان للإنسان".
ومع ذلك، قضت وكالة الأمم المتحدة بأن هذه المادة لا تشكل خطرا إلا على أولئك الذين يستهلكون كميات هائلة منها، وكما هو الحال في الدراسة الأخيرة.