"البيت يحترق من الداخل".. "الإخوان" بمنتصف خطة الـ100 عام لاختراق الغرب
كشف معهد أبحاث أمريكي شهير عن خطة استراتيجية طويلة الأمد لجماعة "الإخوان المسلمين" لاختراق المجتمعات الغربية، بدأت منذ 4 عقود ووصلت الآن إلى منتصف الطريق (43 عاماً من مخطط الـ100 عام).
وقالت الدراسة التي أصدرها معهد "ISGAP" في 183 صفحة بعنوان "التسلل الاستراتيجي لجماعة الإخوان المسلمين إلى المجتمعات الغربية"، إن التنظيم نجح في التغلغل عميقاً داخل المؤسسات الغربية، محذرة من أن "البيت يحترق من الداخل منذ 4 عقود".
تغيير وجه أمريكا "من الداخل"
تخيل أن هناك ساعة رملية ضخمة بدأت تدق عام 1982. الرمل فيها ليس ذهبًا، بل خطة مئوية وضعتها الجماعة لتغيير وجه أمريكا الشمالية من الداخل، "بأيدي الأمريكيين أنفسهم"، وفق ما وثقته الدراسة البحثية نقلًا عن أجندة "الإخوان" أنفسهم.
اليوم، وبعد 43 عامًا، يقف المؤشر في منتصف الساعة. والباحثون يقولون: "إذا لم نوقفها الآن، فالنصف الثاني لن يكون مجرد استمرار، بل سنواجه خطر الانهيار".
هذه ليست رواية من الخيال، بل دراسة بحثية أمريكية ضخمة تكشف لأول مرة كيف نجحت جماعة الإخوان المسلمين في بناء إمبراطورية داخل أمريكا وكندا لا يعرف معظم الأمريكيين والكنديين أنها موجودة أصلًا.
قصة إمبراطورية الإخوان
كل شيء بدأ في السبعينيات، بعد أن هربت قيادات الإخوان من سجون عبد الناصر ومن مذابح حماة في سوريا، لتصل إلى أمريكا محمّلة بفكرة واحدة: "لسنا لاجئين، نحن مستوطنين".
أسسوا جمعية الطلاب المسلمين (MSA) في الجامعات، ثم بنوا مساجد، ثم مدارس، ثم جمعيات خيرية تبدو بريئة في ظاهرها كـ"الحمل الوديع"، لكن في جوفها ألغام لا تُحصى وخطط لم تُكشف بعد.
تقول الدراسة إن الإخوان "في دول المهجر" لم يرفعوا السلاح يومًا، لأن سلاحهم كان أذكى: الصبر، والتدرج، والتمكين.
وتحمل الدراسة رسالة صاعقة تقول: "نحن اليوم في نوفمبر/تشرين الثاني 2025، أي في منتصف الخطة المئوية التي وضعتها الجماعة منذ 4 عقود تقريبًا، وهي الآن في أقوى مراحل التمكين داخل الولايات المتحدة وكندا".
"المشروع".. 12 نقطة قلبت الموازين
وفي عام 1982، في منزل يوسف ندا في سويسرا، كتبت الجماعة وثيقتها العالمية السرية "المشروع". وتتألف الوثيقة من 12 نقطة فقط، لكنها كافية لرسم خريطة القرن كاملًا.
وبعد 9 سنوات، أي في عام 1991، في فندق متواضع بولاية بنسلفانيا، اجتمع قادة الإخوان في أمريكا وكتبوا ما تُسمى بـ"المذكرة التوضيحية"، وفيها الجملة التي لا تزال تتردد كالرصاصة في قاعات المحاكم الأمريكية حتى اليوم: "عملنا في أمريكا الشمالية هو نوع من الجهاد الكبير في إزالة الحضارة الغربية وتدمير بيتها من داخلها بأيدي أهلها.. حتى يُهزم الغرب ويُسلم للإسلام".
وهذه العبارة ليست طائشة، بل هي التعليمات التنفيذية التي لا تزال تُدرّس في الغرف المغلقة، وفق استنتاجات الدراسة المبنية على أدلتها وبراهينها العلمية.
اختراق المساجد والجامعات
واليوم، فإن حصاد 43 عامًا، حسب إحصاءات الدراسة البحثية، يشير إلى وجود 2,769 مسجدًا ومركزًا إسلاميًا في أمريكا، أكثر من ضعف عددها قبل 20 عامًا فقط، تحت تأثير أيديولوجي مباشر أو غير مباشر.
وتضيف الدراسة: "خلف كثير من هذه الأبواب، يسيطر خطاب الإخوان على المنبر. هناك 498 مدرسة إسلامية، من الروضة إلى الثانوية، تخرج جيلًا يتعلم أن الولاء للأمة الإسلامية يسبق الولاء للدستور الأمريكي".
والمال يأتي من صناديق الزكاة التي يضع فيها المسلم العادي دولاراته ظنًا منه أنها للفقراء، ومن مليارات تتدفق عبر قنوات خيرية واستثمارات عقارية ومراكز دراسات إسلامية في أعرق الجامعات.
وتتابع الدراسة: "كل دولار يُدار بذكاء، وكل استثمار يُخفى خلف طبقات من الشركات والصناديق".
اختراق الكونغرس والبيت الأبيض
أما في الكونغرس، فأصبح هناك نواب يتلقون تبرعات انتخابية من هذه الشبكة. وفي البيت الأبيض، كانت هناك لقاءات رسمية مع منظمات كانت مُدرجة في وثيقة 1991 بالاسم.
وفي الشارع، أصبح من ينتقد الإخوان متهمًا فورًا بـ"الإسلاموفوبيا"، بحسب ما خلصت إليه الدراسة.
وفي التوصيات، طالبت الدراسة بقرارات صارمة، من خلال وضع جماعة الإخوان المسلمين الأم على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، وتجميد أرصدة المنظمات التابعة لها.
كما طالبت بفتح تحقيق فيدرالي في كل دولار وصل إلى الجامعات والجمعيات.
وتأتي هذه الدراسة في توقيت حساس، بعد أيام فقط من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عزمه تصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية أجنبية، ما يعني أن الضغط على التنظيم في أمريكا قد بدأ بقوة، وأن مصير النصف الآخر من خطته المئوية بات "قاب قوسين أو أدنى".