"التعفن بالسرير".. ترند "تيك توك" الجديد يثير القلق
في عالم اليوم السريع الوتيرة، نادرًا ما تتوقف الالتزامات الوظيفية والمدرسية والاجتماعية، يشعر الكثيرون بالإرهاق المستمر.
استجابةً لذلك، ظهر اتجاه جديد يُعرف باسم "التعفن بالسرير" وحقق شعبية على الإنترنت، خاصة على تيك توك.
وبينما يراه البعض وسيلة لإعادة شحن العقل، يحذر الخبراء من المخاطر المحتملة لقضاء فترات طويلة مستيقظًا في السرير.
ووفقًا لموقع "إيكونوميست تايمز" يعتمد التعفن بالسرير على البقاء في السرير لساعات أو حتى يوم كامل، ليس للنوم، بل لتصفح وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاهدة البرامج، وتناول الوجبات الخفيفة، أو الانفصال عن المسؤوليات.
وتشير الدراسات إلى أن 53% من البالغين يقيمون جودة نومهم بأنها متوسطة أو ضعيفة، وأن حوالي 49% من جيل زد و41% من جيل الألفية اعترفوا بممارسة ترند التعفن بالسرير.
ويعتقد المؤيدون أن هذا الاتجاه يوفر شعورًا بالراحة وطريقة لإعادة شحن العقل، حيث يقلل من التوتر ويمنح استراحة مؤقتة من ضغوط الحياة اليومية.
ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن الإفراط في التعفن بالسرير قد يؤدي إلى مشاكل جسدية ونفسية خطيرة. فالكسل المستمر يمكن أن يؤثر على الدورة الدموية، ما يزيد خطر تكوّن الجلطات الدماغية أو السكتة الدماغية.
كما يمكن أن تتفاقم المشاكل النفسية مثل الاكتئاب والقلق أو سلوكيات التجنب. ووفقًا للمستشار النفسي كلارك كانين، "إذا كنت تتجنب المسؤوليات أو تختبئ من الضغوط، فقد يكون التعفن بالسرير مؤشرًا على مشكلة أساسية بحاجة للاهتمام".
وتشير المخاوف الأخرى إلى أن البقاء لفترات طويلة مستيقظًا في السرير يمكن أن يخل بالإشارات الطبيعية للنوم في الدماغ، حيث قد يربط الجسم السرير باليقظة بدلًا من الراحة، ما يصعب النوم ليلًا ويقلل من الهدف المنشود.
يوصي الخبراء بالاعتدال عند تجربة هذا الاتجاه. يجب تحديد حدود زمنية صارمة، وأخذ فترات حركة قصيرة كل ساعة، مثل التمدد أو المشي القصير. كما ينصح الأطباء النفسيون باستخدام التعفن بالسرير كاستراحة مؤقتة واعية بدلًا من هروب معتاد، ومعالجة أسباب التعب أو التوتر لضمان صحة عقلية وجسدية متوازنة.
