علماء آثار يكتشفون عادات دفن فريدة لشعب الميري في مقبرة روسية قديمة
كشف علماء الآثار خلال حفريات في مقبرة شيلوبوفو القديمة بمنطقة إيفانوفو الروسية عن قطع أثرية مثيرة للاهتمام لم يُسبق العثور عليها في أراضي روسيا الشمالية الشرقية.
أنهى علماء معهد الآثار التابع لأكاديمية العلوم الروسية الموسم الثاني من الحفريات في مقبرة شيلوبوفو القديمة بمنطقة إيفانوفو. ودرس الباحثون المقبرة وجمعوا في منطقة الفولغا نحو 550 قطعة أثرية متنوعة، شملت حلي نساء الفنلنديين القدماء وقطعا نقدية عربية قديمة، وصولا إلى أجزاء من الأسلحة.
وكانت مجموعات الأسلحة وتجهيزات الخيول مثيرة للاهتمام بشكل خاص، حيث احتوت على فؤوس قتالية، وسكاكين، ورماح، وسهام مغروسة بأطرافها الحادة للأسفل، بالإضافة إلى أجزاء من لجام الحصان. وتظهر على بعض هذه القطع آثار تسخين شديد، ما يعتقد العلماء أنه مرتبط بطقوس دفن خاصة، إذ كانت الجثث تحرق وتدفن الأسلحة والحلي بشكل منفصل. ولم تكن مثل هذه التقاليد معروفة سابقا في ثقافة دفن شعب الميري، السكان الفنلنديون الذين عاشوا بين نهري الفولغا وكليازما قبل الاستيطان السلافي.
إلى جانب الأسلحة، عثر العلماء على أقراط معلقة وأجراس وقلادات وخلاخيل وخواتم وأجزاء من أحزمة وعناصر أزياء نسائية تعود إلى القرنين التاسع والعاشر، وهي نموذجية لشعب الميري في منطقة الفولغا. كما اكتشفت قطع نقدية يزيد عمرها عن ألف عام، منها درهم عباسي يعود لعام 756/757 م، ودرهم ساماني لعام 897/898 م، وتقليد لدرهم كوفي من القرن العاشر، مما ساعد في تحديد تاريخ استخدام المقبرة بين القرنين الثامن والعاشر.
وأشار نيقولاي ماكاروف، مدير معهد الآثار التابع لأكاديمية العلوم الروسية، إلى أن الاكتشافات تعكس الدور الرمزي المهم للأسلحة وتؤكد المكانة العسكرية في مجتمع الميري، قائلا: "تذكرنا هذه الاكتشافات بأن شعب الميري شارك، وفقا للسجلات التاريخية، في حملات الأمير الروسي أوليغ ضد كييف والقسطنطينية."
وأضاف ماكاروف أن نتائج الحفريات غيرت تصورات العلماء حول العادات الجنائزية لشعب الميري، حيث كانوا يحرقون الموتى بدل الدفن التقليدي، على عكس الممارسات المتبعة في مواقع شمال ووسط السهل الروسي في تلك الفترة.