ماذا لو خفتت الشمس؟.. عواقب كارثية محتملة على الأرض
كشف فريق من العلماء عن النتائج المرعبة التي قد تترتب على انخفاض سطوع الشمس تدريجيا، وهو موضوع فيلم الخيال العلمي المرتقب "مشروع هيل ماري"، المقرر عرضه في مارس 2026.
يروي الفيلم، المقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه للكاتب آندي وير، قصة عالم وحيد يسعى لإنقاذ الأرض بعد أن بدأ إشعاع الشمس في الانخفاض. وتشير السيناريوهات في الفيلم إلى أن سطوع الشمس قد ينخفض بنسبة 1% خلال عام واحد، و5% خلال 20 عاما.
وعلى الرغم من صغر هذه النسب، يحذر العلماء من أن تأثيرها قد يكون مدمرا للبشرية.
تأثير خفوت الشمس على الأرض
تبعد الشمس نحو 150 مليون كيلومتر عن الأرض، وتصدر الطاقة التي تحافظ على حرارة كوكبنا. ويمتص الغلاف الجوي وسطح الأرض الجزء الأكبر من هذه الطاقة، بينما ينعكس جزء منها إلى الفضاء. وأي انخفاض في إشعاع الشمس قد يؤدي إلى تبريد الأرض بسرعة.
وتوضح البروفيسورة لوسي غرين، خبيرة الشمس من جامعة كوليدج لندن: "التغيرات الطبيعية في سطوع الشمس طفيفة جدا، لكنها يمكن أن تؤثر على الأرض إذا استمرت لفترات طويلة".
ويشير التاريخ إلى أن انخفاضا صغيرا في إشعاع الشمس قد يكون له آثار كبيرة. وبين عامي 1645 و1715، شهدت الشمس فترة هدوء مصحوبة بانخفاض درجات الحرارة في شمال أوروبا بما بين 0.6 و2 درجة مئوية، ما أدى إلى فشل المحاصيل ومجاعة واسعة.
السيناريو المتوقع في مشروع "هيل ماري"
إذا استمر انخفاض إشعاع الشمس بنسبة 1%، ستفقد الأرض طاقتها إلى الفضاء أكثر مما تكسبه، ما يؤدي إلى انخفاض درجات الحرارة العالمية عدة درجات. وقد يؤدي ذلك إلى فشل المحاصيل ونقص الغذاء، وتهديد حياة ملايين البشر.
وفي حال استمرار الانخفاض بين 1% و5% خلال 20 عاما، ستكون الكارثة أكبر.
وتوضح الدكتورة بيكي سميثرست، عالمة الفيزياء الفلكية: "انخفاض الطاقة الشمسية بنسبة 1% فقط قد يطلق عصرا جليديا جديدا، مع اتساع القمم الجليدية وانهيار النظم البيئية وفشل الزراعة ونقص الغذاء. وقد ينجو البشر بفضل التكنولوجيا الحديثة، لكن ربما يضطرون للعيش تحت الأرض".
ماذا لو اختفت الشمس تماما؟
في حال اختفاء الشمس، ستنخفض حرارة سطح الأرض خلال أسبوع إلى أقل من -18 درجة مئوية، وخلال عام إلى أقل من -73 درجة مئوية، لتستقر أخيرا عند نحو -240 درجة مئوية. وفي هذه الظروف، سيكون البقاء على قيد الحياة شبه مستحيل، حتى في أعماق المحيطات.
ويشرح الدكتور ألكسندر جيمس: "بدون الشمس، لن تتمكن النباتات من التمثيل الضوئي، ما يعني نقص الأكسجين وانخفاض الحرارة بشكل حاد، ولن تتمكن معظم أشكال الحياة من البقاء".
هل هذا ممكن علميا؟
لحسن الحظ، يقول العلماء إن خفوت الشمس بهذا الشكل أمر مستحيل. وحتى خلال أكثر فترات هدوء الشمس، لا تتجاوز التغيرات في إشعاعها 0.25%، وهو بعيد جدا عن السيناريوهات الكارثية.
ويضيف البروفيسور مايكل لوكوود: "الكتلة الهائلة للشمس تعمل كمصرف حراري، وقد تستغرق مليارات السنين لتبدد الطاقة. أي انخفاض أسرع من ذلك أمر مستحيل علميا".
وبالتالي، حتى لو بدأ سطوع الشمس في الانخفاض، سيكون لدينا متسع من الوقت للتعامل مع أي تغيرات قبل أن تصبح الحياة على الأرض مهددة.